تشهد القارة الأفريقية تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة النزاعات المسلحة، مما جعلها مركزًا رئيسيًا للحروب في العالم، وفق تقرير مصوّر نشره موقع الجزيرة الإنجليزية ضمن سلسلة "بالأرقام" بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
بحسب التقرير، فإن أغلب الحروب الجارية اليوم تقع في أفريقيا ، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، في وقت تتراجع فيه جهود الإغاثة الدولية وتنهار عمليات حفظ السلام.
ويعزو الخبراء هذا التصاعد إلى عدة عوامل، أبرزها هشاشة الأنظمة السياسية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وتدخلات خارجية تغذي الصراعات المحلية.
ويشير التقرير إلى تزايد عدد الجماعات المسلحة في مناطق مثل الساحل الأفريقي والقرن الأفريقي، وسط ضعف الحكومات المركزية وانهيار بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عدة دول، مثل مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، مما ترك فراغًا أمنيًا خطيرًا.
كذلك تراجع التمويل الدولي لبرامج الإغاثة، مما فاقم معاناة ملايين النازحين داخليًا واللاجئين عبر الحدود.
كما أسهم تأثير التغير المناخي في تأجيج النزاعات، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزراعة والرعي، حيث تتسبب موجات الجفاف والفيضانات في صراعات على الموارد.
ويشير التقرير إلى أن هذه الحروب لا تقتصر على النزاعات التقليدية بين الحكومات والجماعات المسلحة، بل تشمل أيضًا صراعات عرقية وطائفية، ونزاعات على الأراضي والموارد، مما يجعل الحلول أكثر تعقيدًا.
في ظل هذا الواقع، يدعو التقرير إلى ضرورة إعادة النظر في آليات التدخل الدولي، وتكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية، وتقديم دعم فعّال للحكومات والمجتمعات المحلية في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
ويخلص التقرير إلى أن مستقبل القارة الأفريقية بات مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على التعامل مع جذور الأزمات، وليس فقط مظاهرها، من خلال دعم التنمية المستدامة ، وتعزيز الحكم الرشيد، والحد من التدخلات التي تؤجج الصراعات.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة