أحد عوامل الجذب الرئيسي للمتحف يتمثل في المحتويات الكاملة لمقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون، التي ستعرض مكتملة لأول مرة منذ أن عثر عليها عالم المصريات، البريطاني هوارد كارتر. وتشمل هذه المعروضات قناع الملك الذهبي المذهل والعرش والعربات الحربية.
بعد تحضيرات مكثفة وإرجاء لأكثر من مرة، يُفتتح رسمياً، اليوم السبت، في العاصمة المصرية القاهرة المتحف المصري الكبير الذي يروي تاريخ وحضارة مصر القديمة عبر آلاف القطع الأثرية النادرة والضخمة وسط هندسة معمارية حديثة، في مناسبة تعكس الاهتمام المصري بالهوية ودفع قطاع السياحة والآثار قدماً.
ويشهد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، افتتاح المتحف بحضور 79 وفداً رسمياً لحفل الافتتاح، من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية والدور الثقافي والإنساني الذي تضطلع به مصر، بحسب الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.
وصرح المتحدث الرسمي للرئاسة بأنه من المقرر أيضا أن يُشارك في هذا الحدث التاريخي ملوك وملكات وأولياء عهد وأمراء وأعضاء من الأسر الحاكمة من؛ بلجيكا، وإسبانيا، والدنمارك، والأردن، والبحرين، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية، ولوكسمبورج، وموناكو، واليابان، وتايلاند.
كما سيشارك رؤساء كل من جيبوتي، والصومال، وفلسطين، والبرتغال، وأرمينيا، وألمانيا، وكرواتيا، وقبرص، وألبانيا، وبلغاريا، وكولومبيا، وغينيا الأستوائية، والكونغو الديمقراطية، وغانا، وإريتريا، وفرنسا، ومالطا، وكذلك رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس القيادة اليمني.
واستغرق بناء المتحف ذي التصميم المعاصر والقاعات الضخمة العالية السقف، أكثر من 20 عاماً، وتجاوزت كلفة بنائه مليار دولار، ويُتوقع أن يستقطب خمسة ملايين زائر سنوياً للتجوّل في قاعات تضم قطعاً أثرية مشهورة، وأخرى تعرض للمرة الأولى، من آثار الحضارة المصرية القديمة التي امتدّت على أكثر من ثلاثين أسرة حاكمة وخمسة آلاف عام.
في عام 1992، بدأت أولى خطوات إنشاء المتحف المصري الكبير، بعد تخصيص مساحة أرض تبلغ 117 فداناً، بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، لتصبح موقعاً لأحد أكبر المتاحف في العالم.
وفي عام 2002، وُضِع حجر الأساس لتدشين البدء في المشروع الضخم، وبعد عام واحد فقط، في 2003، تم اختيار شركة "هينيغان بنغ" المعمارية الأيرلندية، لتصميم المتحف، بعد فوزها في مسابقة معمارية عالمية.
وخلال الفترة بين عامي 2005 و2008، انطلقت أعمال الإنشاء، وبدأت ملامح المشروع تتشكل على أرض الواقع، وفي عام 2010، افتُتح مركز الترميم بالمتحف، ليمثل مركزاً عالمياً، لحفظ وصيانة الآثار المصرية القديمة.
ومع مرور السنوات، استمرت أعمال الإنشاء، ففي عام 2020 وصلت نسبة إتمام البناء إلى 97 في المئة، وفي عام 2021 اكتملت البنية التحتية الرقمية للمتحف بنسبة 90 في المئة، مما مهد السبيل لجعل المتحف مركزاً حديثاً للتكنولوجيا والتراث.
وفي عام 2023، افتتح "الدَّرَج العظيم" بشكل جزئي، والذي يضم عددا من أبرز التماثيل العملاقة، التي تجسد عظمة الحضارة المصرية.
وفي عام 2024، أُقيم الافتتاح الجزئي للقاعات الرئيسة، مما يتيح لمحة عن الكنوز الفريدة التي ستضمها قاعات العرض بالمتحف.
وأخيراً، يفتتح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت، ليصبح وجهة عالمية، تحتضن تاريخاً لحضارة واحدة تمتد لآلاف السنين، ويركز العرض المتحفي على رواية الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل التاريخ، وحتى نهاية العصرين اليوناني والروماني.
يُمَثِّل المتحف نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، فهو يجمع بين عظمة الحضارة المصرية القديمة، مع أحدث تقنيات العرض المتحفي الحديث.
أهلا بكم
هذه صفحة مباشرة من بي بي سي نيوز عربي لتغطية افتتاح المتحف المصري الكبير.
في هذه التغطية، سنتابع مراسم الافتتاح، إضافة إلى عرض معلومات عن المتحف الجديد، الذي تسعى القاهرة أن يكون أهم المعالم الثقافية في التاريخ الحديث.
فكونوا في المتابعة
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة
مصدر الصورة