آخر الأخبار

سويسرا تعيد تحديث شبكة ملاجئها لعصر جديد من عدم الاستقرار

شارك

تستعد سويسرا لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في مشروع واسع لتحديث شبكتها الأسطورية من الملاجئ تحت الأرض، وهي منظومة ضخمة توفر نحو 370 ألف ملجأ تضمن لكل واحد من سكانها 9 ملايين مكانا آمنا في حالات الطوارئ، وفقا لتقرير بصحيفة واشنطن بوست .

ورغم تفاوت أحجامها، فإن الصحيفة الأميركية توضع أنه لا يمكن أن تقل مساحة الأرضية عن متر مربع واحد، ولا يقل حجمها عن 2.5 متر مكعب لكل شخص، كما يشترط وجود مرحاض جاف واحد لكل 30 شخصا، مع أن بعض المخابئ مجهزة بمراحيض ورشاشات ماء، إضافة إلى وجود 1700 منشأة أخرى مخصصة لمراكز القيادة والمستشفيات الميدانية، وفقًا للحكومة السويسرية.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 تحقيق لهآرتس يكشف تفاصيل صادمة عن مقتل الطفل محمد الحلاق بالضفة
* list 2 of 2 كاتب إيطالي: صاروخ لدى فنزويلا يضع أميركا تحت ضغط مستمر end of list

أزمة متعددة الجوانب

واستنادًا إلى ما وصفته الحكومة بـ"تغير الوضع الأمني العالمي"، أعلنت السلطات السويسرية عن "مرسوم جديد للحماية المدنية" سيدخل حيز التنفيذ في عام 2026، وفقا للتقرير.

ويشمل تحديث 200 ملجأ كبير بتكلفة تبلغ 276 مليون دولار على مدى 15 عامًا، إضافةً إلى 1.2 مليار دولار مخصصة لتجديد أنظمة التهوية والتنقية في الملاجئ القديمة التي بُني معظمها خلال الحرب الباردة .

وفي حديث لصحيفة "واشنطن بوست"، قال رئيس قسم الحماية المدنية والتدريب الخاص بهذه الأنفاق دانيال يوردي إن الهدف هو التأقلم مع عالم "يجب أن تستمر فيه عجلة الاقتصاد حتى أثناء الحرب".

وتعمل السلطات على إيجاد سبل لحماية "أماكن العمل والمدارس" أيضًا، مستفيدة من تجارب أوكرانيا وفنلندا و إسرائيل ، كما يقول يوردي، مضيفا "علينا أن نعرف بوضوح ضد ماذا نريد أن نحمي أنفسنا؟".

مصدر الصورة ضباطا دفاع مدني سويسريان يعرضان نموذجًا لمرحاض في ملجأ نووي خاص (الفرنسية)

ويأتي هذا التحرك، وفقا لتقرير الكاتبة بالصحيفة فيكتوريا كراو، في ظل موجة أوروبية جديدة من الاستعداد العسكري تحسبا لما ستؤول إليه الأمور في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا.

ونقلت كراو عن سيلفيا بيرغر زياودين أستاذة التاريخ الحديث بجامعة برن قولها إن "عقلية الملجأ جزء من الحمض النووي الوطني السويسري".

وأوضحت أن إستراتيجية "التحصين الوطني" التي وُضعت في القرن التاسع عشر تطورت من دفاع جبلي ضد الغزاة إلى استعداد نووي في الحرب الباردة، والآن إلى خطط مرنة لمواجهة ما تسميها "أزمة متعددة الجوانب".

زياودين: عقلية الملجأ جزء من الحمض النووي الوطني السويسري

ووفقا للتقرير، فإن الملاجئ السويسرية تُبنى بمعايير دقيقة: جدران من الخرسانة المسلحة، وأبواب مضادة للانفجارات، وأنظمة تهوية وأقفال محكمة قادرة على مقاومة الأسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيميائية، وحتى المباني السكنية العادية تخفي تحتها مثل هذه الملاجئ، التي تُستخدم أحيانًا كمخازن أو أقبية للنبيذ إلى أن تُستدعى لغايات الطوارئ.

إعلان

ونسبت واشنطن بوست للميجور فرانك آرمور من قوات الحماية المدنية في كانتون فو أن الاهتمام بالملاجئ ازداد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن "الكثير من الناس بدؤوا يسألون أين الملاجئ؟ وهل هناك مساحة كافية للجميع؟".

مصدر الصورة إسرائيليون يحتمون في أنبوب خرساني كبير يستخدم ملجأ أثناء هجوم صاروخي من غزة (غيتي)

أما القطاع الخاص، فإن الصحيفة لفتت إلى أنه شهد طفرة في الطلب، إذ أوضح كزافييه برو المدير التنفيذي لشركة بَنكر سويس أن القلق المتزايد من الصراعات في أوكرانيا و الشرق الأوسط رفع الطلب على الملاجئ الخاصة التي تتراوح أسعارها بين 46 ألفًا و93 ألف دولار، وقال "الكثير من الناس لديهم أسئلة، والكثير منهم يشعرون بالخوف".

ومن جانبه، يرى إيريخ برايتنموزر، مالك أحد أكبر الملاجئ الخاصة في البلاد، أن تحديث شبكة الملاجئ "مسألة منطقية تمامًا"، ويضيف بابتسامة "نوح لم يبن الفلك أثناء الطوفان، بل قبله، قد لا نحتاجه أبدا، ولكن إن احتجته فستكون سعيدًا لأنك امتلكته".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا