آخر الأخبار

كيف يعيش الغزيون حياة ما بعد وقف إطلاق النار؟

شارك
مصدر الصورة

رغم مرور أحد عشر يوما ، منذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ. مايزال سكان غزة، يعيشون مأساة أخرى هي مأساة ما بعد توقف صوت المدافع ، والتي تصفها بعض العناوين بأنها الحياة مابين هدنة هشة وأزمة إنسانية خانقة.

ومنذ أن سرى وقف إطلاق النار في غزة، بدأ آلاف السكان رحلة العودة إلى منازلهم المدمرة، من المناطق الجنوبية التي كانوا قد نزحوا إليها، ليصلوا إلى أكوام من الركام كانت تعرف ذات يوم بمنازلهم، وربما صور بعضهم المأساة في عبارة بليغة، مفادها أنه إذا كانت الحرب قد انتهت، فإن هناك حربا أخرى أمامهم هي حرب البقاء على قيد الحياة.

ويجمع سكان غزة،العائدين إلى بيوتهم المدمرة، على أنهم استراحوا جزئيا، بفعل توقف القصف والقتل، اللذين عاشوا تحتهما لعامين، لكنهم يتحدثون أيضا عن شعور بالضياع وفقدان اليقين، فيما يتعلق بحياتهم الآتية في قادم الأيام.

حاجة ملحة لتأمين الحياة.

ويبدو ملحا،وفق تصريحات العديد من مسؤولي المنظمات الإنسانية الدولية، ضرورة تأمين حياة المدنيين في غزة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، قبل الحديث عن أي عملية لإعادة الإعمار .

وفي الوقت الذي لا تسمح فيه إسرائيل حتى الآن، بفتح معبر رفح الحدودي، أكدت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، أن كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، لا تزال عالقة خارج قطاع غزة، فيما يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين أوضاعًا كارثية مع اقتراب فصل الشتاء.

وقالت لحبيب، في تصريحات أدلت بها قبيل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في لوكسمبورغ، إن "جبالًا من المساعدات الإنسانية تنتظر، على بُعد كيلومترات من أطفال ونساء يتضوّرون جوعا"، مشددة على ضرورة إدخالها فورًا إلى القطاع.

ويشير تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، إلى أن الوضع الإنساني للأطفال، في قطاع غزة كارثي، حيث ما تزال المساعدات الأساسية غير متاحة بالكميات الكافية، وحاجة السكان وخاصة الأطفال منهم للغذاء والدواء هائلة جدا.

ويضيف التقرير أنه رغم الاحتفالات، التي شهدها القطاع، ورغم أن وقف إطلاق النار، أتاح للأطفال النوم دون خوف من الغارات الجوية والمسيرات، إلا أن الأهم مايزال مفقودا، حيث يُحرم السكان، من الوصول الكامل والمستدام، للإمدادات الإنسانية والخدمات الحيوية، وهو ما يمثل حقا أساسيا للأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويقول المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة ، الذي تديره حركة حماس في بيان صدر عنه الثلاثاء 21 تشرين الأول/أكتوبر، إن كمية المساعدات الإنسانية، التي دخلت القطاع منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، ما زالت محدودة للغاية، مقارنة بما تم الاتفاق عليه في التفاهمات الأخيرة.

ليس بالغذاء فقط

يقول بيير كرينبول، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريحات أخيرة له، إن "الشعب في غزة لا يحتاج فقط إلى جولة جديدة من المساعدات الغذائية، بل إلى السلام والأمن والكرامة، وإعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والمستشفيات المدمرة".

ويشير كرينبول، إلى أن هناك آلاف الأسر التي لا تزال تبحث عن أحبائها المفقودين، أو تنتظر معرفة مصيرهم، وهو ما يسبب "صدمات نفسية واجتماعية طويلة الأمد للأجيال القادمة".

ويضيف أن المهمة الإنسانية، تتجاوز توزيع المواد الغذائية والمساعدات الطبية، إلى التعامل مع الأثر النفسي والاجتماعي الكبير، الذي خلفته سنوات الحرب، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعيشون تحت ظروف صعبة للغاية.

المأساة الأكبر

يلخص المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بحديثه السابق، مأساة أخرى يعيشها سكان قطاع غزة، في مرحلة مابعد وقف إطلاق النار، وهي مرحلة البحث عن ذويهم، من المفقودين والقتلى، والتي يصفها كثير منهم، بأنها ربما تكون أقسى من الموت.

ومنذ عودة العديد من سكان غزة إلى منازلهم المدمرة، فإنهم بدأو وبأدوات بسيطة جهودا، للبحث عن جثث ذويهم المفقودة تحت ركام المنازل، بينما لايملك الدفاع المدني في القطاع، معدات ثقيلة للبحث عن الجثث المدفونة تحت الركام، في شوارع وأزقة غزة الضيقة.

ومن بين أكوام الركام في غزة، تنبعث رائحة الجثث المتحللة، التي تزكم الأنوف، والتي قد تؤدي بدورها إلى كارثة بيئية وصحية، وفق المسؤولين عن الدفاع المدني في غزة، والذي يشير إلى أن الجثامين التي لا تُدفن، تسبب تكاثر الأمراض نتيجة تحلل الجثث، وقد حذرت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي، أيضا من أن انتشار الأوبئة في قطاع غزة، أصبح خارجاً عن السيطرة، بسبب الجثث العالقة تحت الأنقاض.


* كيف يعيش سكان غزة واقعهم الجديد بعد قرابة أسبوعين من وقف إطلاق النار؟
* هل كانت كميات المساعدات التي دخلت غزة بعد الاتفاق كافية لإطعام الناس؟
* وكيف يمكن زيادتها في ظل استمرار إغلاق معبر رفح؟
* ماهي المخاطر المحدقة بسكان غزة الذين يقيمون في العراء مع قدوم الشتاء؟
* من يساعد سكان غزة في رحلة البحث عن مفقوديهم وانتشال قتلاهم من تحت الركام؟
* وهل يمكن أن تؤدي الجثث المتحللة تحت الأنقاض إلى تفشي الأمراض في القطاع؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا