آخر الأخبار

تفاصيل وساطة الدوحة بين كابل وإسلام آباد

شارك





الدوحة- انطلقت اليوم السبت في العاصمة القطرية محادثات سلام بين حكومتي أفغانستان و باكستان ، في خطوة تأتي بعد تصاعد حدة الاشتباكات الحدودية بين البلدين خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

وتأتي هذه المحادثات وسط حالة من التوتر الإقليمي، في أعقاب تمديد هدنة مدتها 48 ساعة بين الدولتين أمس، في محاولة لاحتواء التصعيد وتجنب تفاقم النزاع.

ووفق تصريحات رسمية، يترأس وفد الحكومة الأفغانية وزير الدفاع محمد يعقوب، أما الوفد الباكستاني فيتكون من وزير الدفاع خواجة آصف ورئيس المخابرات الجنرال عاصم مالك، في خطوة تسعى لإيجاد حلول عاجلة لموضوعات الإرهاب عبر الحدود واستعادة الاستقرار والأمن على طول الخط الحدودي الممتد إلى 2600 كيلومتر.

دور محوري

واندلعت المعارك البرية العنيفة بين الحليفين السابقين والغارات الجوية الباكستانية عبر حدود البلدين المتنازع عليها بعد أن طالبت إسلام آباد كابل بكبح جماح المسلحين الذين صعدوا هجماتهم في باكستان، قائلة إنهم ينفذون هجماتهم من ملاذات آمنة في أفغانستان.

ويؤكد محللون أن نجاح هذه المحادثات قد يسهم في تهدئة التوتر، ويضع آليات للتنسيق الأمني، ويعزز الاستقرار في منطقة حيوية تعاني من اضطراب مستمر بما له من عواقب إنسانية صعبة.

وفى وقت سابق، اتهم وزير الدفاع الباكستاني كابل بمحاربة بلاده نيابة عن الهند، وتحدث عن 10 آلاف هجوم تعرضت لها البلاد منذ تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان عام 2021، مما أسفر عن مقتل 3844 من المنتسبين للجيش وقوى الأمن، حسب الجنرال آصف.

مصدر الصورة فيصل المضاحكة: الدبلوماسية القطرية حققت نتائج ملموسة بالوساطة وحل النزاعات (الجزيرة)

وتأتي هذه الجولة في سياق الوساطة القطرية المستمرة في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة، بعد أن أثبتت الدوحة خبرتها وقدرتها على تقديم منصات محايدة للحوار، كما حدث سابقا في تسهيل المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021.

إعلان

وقال فيصل المضاحكة (رئيس تحرير صحيفة غلف تايمز) القطرية -في تصريح للجزيرة نت- إن دولة قطر اعتادت على لعب دور محوري في إدارة الملفات الحساسة على المستويين الإقليمي والدولي حتى أصبح دور الوساطة ملازما لهويتها.

وأشار إلى أن دبلوماسية الدوحة على مر السنوات أثبتت قدرتها على تحقيق نتائج ملموسة في مجالات الوساطة السياسية وحل النزاعات، وأن تاريخ قطر الدبلوماسي زاخر بالنجاحات التي عززت مكانتها كدولة قادرة على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، سواء في النزاعات الإقليمية أو على الساحة الدولية.



الحيادية والمصداقية

وفيما يتعلق بالمباحثات الحالية بين حكومتي أفغانستان وباكستان، أكد المضاحكة أن قطر تتمتع بعلاقات جيدة مع الطرفين، مما يمنحها موقعا فريدا لتسهيل الحوار بين هذين البلدين وتقليل حدة التوتر على الحدود المشتركة، موضحا أن خبرة الدبلوماسية القطرية الطويلة، وقدرتها على استضافة جولات تفاوضية سابقة بنجاح، تجعلان منها منصة موثوقة لإجراء هذا الحوار البنّاء.

ولا تقتصر الوساطة القطرية على تقديم منصات للحوار فحسب، بل تمتد إلى دعم آليات عملية لتنسيق الجهود الأمنية وتقليل المخاطر على الحدود، بما يسهم في استقرار المنطقة وإيجاد بيئة أكثر أمانًا للشعوب المتأثرة، حسب المتحدث ذاته.

ومن جانبه شدد صادق العماري (المدير العام للمركز القطري للصحافة) على أن السمعة الدبلوماسية القطرية الراسخة على الصعيد الدولي تعكس الثقة الكبيرة التي يمنحها المجتمع الدولي للدوحة في قدرتها على لعب دور بناء وفعّال في حل النزاعات والخلافات الإقليمية والدولية.

وأوضح العماري -في تصريح للجزيرة نت- أن الدوحة أثبتت عبر السنوات الماضية أن الحيادية والمصداقية والالتزام بالحوار السلمي هي أدواتها الأساسية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، سواء في القضايا السياسية المعقدة أو النزاعات التي تهدد استقرار المنطقة.

مصدر الصورة صادق العماري: خبرة الدوحة تجعلها قادرة على تقديم منصة موثوقة وحيادية لجميع الأطراف (الجزيرة)

وسيط موثوق

وأشار العماري إلى أن الدوحة تتمتع بخبرة طويلة في إدارة الملفات الحساسة، وأن هذه الخبرة تجعلها قادرة على تقديم منصة موثوقة وحيادية لجميع الأطراف.

ويراقب المجتمع الدولي عن كثب المحادثات التي تنطلق اليوم بين حكومتي أفغانستان وباكست ان -وفق العماري- الذي أكد أن جميع الأطراف الدولية والإقليمية تتطلع إلى أن تسهم الوساطة القطرية في إعادة الأمور إلى نصابها ومنع اشتعال الموقف مرة أخرى.

ويرى المتحدث ذاته أن الدوحة تمتلك المقومات اللازمة لتوفير بيئة آمنة للحوار، تتيح للطرفين التعبير عن وجهات نظرهما بحرية، وبناء تفاهم قائم على الثقة المتبادلة والمصلحة المشتركة.

وبحسبه تمثل هذه المحادثات نموذجا واضحا لدور الدوحة في الوساطة الإقليمية، وتجسد التزامها الدائم بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، معتبرا أن الوساطة البناءة والمبادرات الدبلوماسية المدروسة يمكن أن تكون أدوات فعّالة لحل النزاعات، حيث لا تسمح فقط بتقليل التوتر بل وتقديم حلول عملية تساعد على تحقيق مصالح جميع الأطراف المعنية وتعزيز استقرار المنطقة على المدى الطويل.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

الأكثر تداولا حماس اسرائيل دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا