في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية أن إسرائيل تحت حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحولت إلى "مصنع لمعاداة السامية "، مشيرا إلى أن شريحة واسعة من اليهود في إسرائيل والولايات المتحدة والغرب تبتعد عن هذا البلد.
وأوضح الكاتب التركي عبد الله مراد أوغلو أن مواقف نتنياهو أثارت قلق الليبراليين واليهود المناهضين للصهيونية، الذين باتوا يشعرون بعدم الرضا عن السياسات الإسرائيلية وتأثيرها على مكانة إسرائيل العالمية.
ولفت إلى أن تراجع نفوذ "اللوبي الإسرائيلي" في واشنطن يعكس هذا الانزعاج، إذ بدأ جيل الشباب من الجمهوريين الأميركيين، الذين يشكلون قاعدة "أميركا أولاً"، يعارضون هيمنة إسرائيل على السياسة الخارجية الأميركية بصفتها دولة أجنبية.
ويعد هذا التحول في المزاج الأميركي -حسب الكاتب- صدمة لإسرائيل، التي اعتادت طيلة السنوات الماضية على دعم واشنطن والجمهوريين غير المشروط.
وتدفع هذه الضغوطات -وفق المقال- الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الضغط على نتنياهو لقبول " خطة غزة "، خاصة وأن نتنياهو قبل الخطة مبدئيا ولكنه بدأ يفكر فورا في كيفية إفشالها.
وأشار الكاتب إلى أن الليبراليين واليهود المعارضين لسياسات إسرائيل لا يريدون أن يُنظر إليهم كشركاء في الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.
وأدى ذلك إلى خروج مئات اليهود المناهضين للصهيونية في نيويورك إلى الشوارع في يوم "كيبور"، الذي يعد يوم التوبة والتكفير لدى اليهود، تنديدا بالمجازر الإسرائيلية.
ونظّم هذه التظاهرات مجموعة "حاخامات من أجل وقف إطلاق النار"، وفق المقال، واعتقلت الشرطة أكثر من 50 متظاهرا كانوا يرفعون شعار "تحيا غزة" يرتدون الكوفية الفلسطينية.
ويرى الكاتب أن تصاعد الاستياء بين بعض اليهود يتجلى في دعم المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني ، المعروف بدعمه فلسطين، إذ حصل في الانتخابات التمهيدية على أصوات اليهود بنسبة تفوق منافسيه بـ17%، وتشير آخر الاستطلاعات إلى أنه ما زال يحظى بأكبر دعم ضمن هذه الفئة.
ولم يعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تأييدهما لممداني -طبقا للمقال- على الرغم من أن العرف داخل الحزب الديمقراطي يقضي بأن قياداته تدعم عادة المرشح الفائز في الانتخابات التمهيدية.
ويعود ذلك، وفق الكاتب، إلى أن كلاهما يحظى بدعم اللجنة الأميركية للشؤون العامة الإسرائيلية ( أيباك ).
ولقي موقف جيفريز وشومر ردّ فعل غاضب من الشباب الديمقراطيين، الذين يُعدّون من أبرز المنتقدين لدعم إسرائيل داخل الولايات المتحدة، وهو ما يُظهر -برأي الكاتب- أن الاستياء من إسرائيل حاضر في صفوف الحزبين، وإن اختلفت الأسباب.
وفي المقابل، يتعاون المليارديرات الصهاينة في نيويورك -سواء الجمهوريون أو الديمقراطيون- لمنع فوز ممداني في انتخابات 4 نوفمبر/تشرين الثاني لمنصب عمدة نيويورك، مستخدمين كل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، وفقا للمقال.
وخلص الكاتب إلى أن الانتخابات القادمة ستكون اختبارا لقوة اللوبي الإسرائيلي، ففوز ممداني سيكشف أن الأموال التي ينفقها هذا اللوبي لم تعد كافية للسيطرة على النتائج، مما يجعل من انتخابات نيويورك مؤشرا مهما لتوجهات الرأي العام في الولايات المتحدة.