في عرض الصحف، نتناول عدة مقالات بدءاً من النقاط الخلاف المحتملة بين حماس وإسرائيل التي قد تعرقل خطة ترامب، و"إخفاق" الغرب في مواجهة روسيا في غزوها لأوكرانيا، ومقالاً ثالثاً يناقش مدى نجاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في "خلق تحالف" مع جيرانه الأوروبيين.
ونستهل جولة عرض الصحف بمقال في صحيفة وول ستريت جورنا لسمر سعيد وجاريد ملسين، بعنوان" نقاط التعثر في صفقة تحرير الرهائن في غزة".
إذ يتحدث المقال عن جولة المفاوضات غير المباشرة التي تعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية بين وفدي حركة حماس والحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً للمقال فإنه سيظهر هذا الأسبوع ما إذا كان التفاؤل الذي يُبديه الرئيس ترامب بشأن إمكانية إنهاء الحرب في غزة سيصمد أمام تعقيدات الواقع التي أفشلت محاولات سابقة كثيرة.
ووفقاً لكاتب وكاتبة المقال فهناك عدة نقاط خلاف لا تزال تعيق إنجاز الصفقة.
إذ لا تزال حماس تحتجز نحو 20 رهينة على قيد الحياة وجثامين نحو 28 آخرين، و"بتسليمهم جميعاً، ستتخلى حماس عن أهم أوراق الضغط التي تملكها على إسرائيل، لذا من المتوقع أن تضغط بقوة الآن لتحقيق ما تريده"، وفقاً للمقال.
ويشير الكاتبان إلى أن الشواغل الرئيسية للجماعة المسلحة تتمثل في تحديد جدول زمني للانسحاب التدريجي الإسرائيلي من غزة، وتحديد النقاط المحددة التي ستنسحب إليها تلك القوات.
ووفقاً للمقال فإن منتقدي خطة ترامب داخل حماس سخروا من المقترح واعتبروه "هدنة لمدة 72 ساعة"، بدعوى أنه لا يضمن ما يكفي من الضمانات لمنع إسرائيل من استئناف القتال فور استعادة رهائنها، فضلاً عن عدم وجود إحداثيات دقيقة أو مواقع تفصيلية للانسحاب الإسرائيلي، وقضية ضمان حرية حركة حماس داخل غزة لجمع الرهائن وتسليمهم.
كما يبدو من الخريطة التي أعدّها فريق ترامب أيضاً أن الفلسطينيين لن يكون لهم منفذ إلى الحدود المصرية في المرحلة الأولى، ما يعني استمرار الحصار فعلياً، وربما منع من يحتاج إلى المغادرة من الخروج. كما تخشى القاهرة من أن تُبقي إسرائيل قواتها على طول الحدود، وفقاً للمقال.
وتنص خطة ترامب على إطلاق سراح 250 فلسطينياً محكومين بالمؤبد في إسرائيل، من بينهم أشخاص أدينوا بقتل إسرائيليين. وترغب حماس في الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسماء البارزة مثل مروان البرغوثي لإظهار أن الحرب حققت إنجازاً ملموساً.
كما تطالب حماس أيضاً بالإفراج عن جثماني قائدين من قادتها الأخوين يحيى ومحمد السنوار، وفقاً لما نقله المقال عن مصادر عربية وسيطة.
ويرى الكاتبان أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس قد استجابا للاتفاق بإيجابية، لكن إسرائيل وترامب يتوقعان استسلام حركة حماس، غير أن حماس ترغب في النجاة ببعض من قدراتها، فيما لا يزال بإمكان المتشددين من كلا الجانبين إفشال الاتفاق.
وقد يواجه نتنياهو معارضة من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، فيما يخص الإفراج عن سجناء فلسطينيين أو السير باتجاه اتفاق لإنهاء الحرب.
أما داخل حماس، فقد ترفض فصائل من جناحها العسكري في غزة الصفقة إذا رأت أنها لا تحقق مكاسب كافية مقابل الرهائن، مفضّلة الاستمرار في حرب عصابات منخفضة الحدة ضد القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل القطاع، بحسب المقال.
مقالانا الثاني من صحيفة التليغراف، بعنوان "ميركل محقة في أمر واحد: زعماء أوروبا منقسمون للغاية بحيث لا يستطيعون مواجهة بوتين"، للصحفي والكاتب البريطاني، أوين ماثيوز.
ويناقش المقال تصريحاً للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل أدلت به لصحيفة بارتيزان المجرية، وقالت فيه إن دول البلطيق وبولندا تتحملان مسؤولية "جزئية" بخصوص غزو بوتين لأوكرانيا عام 2022.
ويذكر المقال أنه في حديثها عن جهودها للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صيف 2021، تحدثت ميركل وإيمانويل ماكرون مع بوتين، بصفتهما، ممثلين عن "الاتحاد الأوروبي".
غير أن هذه المبادرة أُحبطت بسبب معارضة دول البلطيق بالدرجة الأولى، وبولندا أيضاً، فـ "بدلاً من التحدث إلى الكرملين بصوت واحد، تُرك الأمر لقادة الاتحاد الأوروبي، كل على حدة لمحاولة إقناع بوتين المتشدد بالتراجع عن حافة الحرب".
وقد ألمحت ميركل لصحيفة بارتيزان المجرية أن هذا أظهر انقساماً أوروبياً فجاً شجع الرئيس الروسي على غزو أوكرانيا.
ويقول أوين ماثيوز إن منتقدي أنغيلا ميركل يرون أنه إذا كان هناك شخص يُلقى اللوم عليه في هذا الصدد، فميركل نفسها تتحمل جزءاً كبيراً منه.
ويوضح كاتب المقال أنه في عام 2008 "اتخذت أنغيلا ميركل موقفاً قوياً ضد توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي لتشمل جورجيا وأوكرانيا".
ويضيف ماثيوز أنه بدلاً من التهديد بالانتقام أو العقوبات ضد روسيا بسبب اعتداءاتها، دعمت ميركل مسارات التهدئة وصنع السلام مثل اتفاقات مينسك، بل إن المستشارة الألمانية السابقة عارضت تسليح أوكرانيا، اعتقاداً منها أن ذلك قد يجعل بوتين يتراجع.
كما يرى كاتب المقال، أنه في الصورة الكبرى، أثبت التاريخ أن دول البلطيق، بتحذيراتها الصارخة من العدوان الروسي القادم، كانت على حق، بينما كانت ميركل مخطئة.
ووفقاً للمقال فإن أوروبا تُركت وحدها، بعدما تنصلت إدارة ترامب من تمويل المجهود الحربي لأوكرانيا، وألقت بالمشكلة على عاتق أوروبا لحلها.
ورغم أن أوروبا لا تزال منقسمة كما كانت قبل الحرب، إذ تصر دول البلطيق على معاداة روسيا كعادتها، بالمقابل تحدث الرئيس البولندي الجديد كارول ناوروكي ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وألغى المساعدات الممنوحة للاجئين الأوكرانيين. وبينما تعارض المجر وسلوفاكيا المساعدات العسكرية الأوروبية لكييف، وتواصلان استيراد النفط والغاز الروسيين، فالبرلمان المنتخب حديثاً في جمهورية التشيك، يُهيمن عليه حزب متشكك تجاه أوكرانيا، وفقاً لأوين ماثيوز.
ويختتم المقال بالتأكيد على أن المؤرخين سيناقشون لسنوات ما إذا كانت أوروبا قد استفزّت "عدوان بوتين، أو أنها على العكس فعلت القليل جداً لردعه ومنعه".
ونختتم عرض الصحف بمقال عنوانه "الانهيار السياسي في فرنسا هو مشكلة أوروبا"، لمحرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة التايمز البريطانية روجر بوييز، الذي ينتقد سياسيات الرئيس ماكرون في التعامل مع حلفائه الأوروبيون.
ويبدأ روجر بوييز بقوله إن فرنسا في عهد إيمانويل ماكرون" تبدو ضعيفة سياسياً وتائهة"، ويصف فرنسا ب"المنقسمة والمشلولة" التي تقلص دورها كلاعب للسلام في روسيا".
كما يشير كاتب المقال إلى أن ماكرون فشل في تشكيل محور فرنسي ألماني، كسابقيه مثل رؤساء فرنسا السابقين، فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران والمستشارين الألمانيين السابقين كهيلموت شميت وجيرهارد شرودر وهيلموت كول، على الرغم من توجهاتهم السياسية المختلفة.
ويرى روجر بوييز أن ماكرون "لم يتمكن من إيجاد لغة مشتركة مع نظيره الألماني فريدريش ميرتس"، وسيجعل هذا "التراجع السياسي" من شبه المستحيل الحفاظ على وجود "تحالف من الراغبين" مستعد للحفاظ على السلام في تسوية ما بعد الحرب في أوكرانيا.
فبدلاً من ذلك، أحرج ماكرون نفسه بـ "التوسل" إلى بوتين، الذي كان يجلس على نحو مضطرب في نهاية طاولة طويلة في الكرملين، وفقاً للكاتب الذي يشير إلى لقاء الرئيسين الفرنسي والروسي عام 2022، حول الوضع في أوكرانيا.
كما يرى الكاتب أن ماكرون "لم يكن مُنفتحاً بشكل كافٍ مع بريطانيا، القوة النووية الأوروبية الوحيدة، لأنه لم يكن مستعداً لتقديم تنازلات كثيرة لدولة منافسة في صناعة الأسلحة، سواء إن كانت تلك الدولة هي بريطانيا أو ألمانيا".
ويضيف الكاتب أنه من الناحية العسكرية، قد يكون أحدث ضحايا تراجعه المرجّح، مشروع المقاتلة الجديدة FCAS، وهو تعاونٌ ألماني فرنسي اعتبره ماكرون وأنغيلا ميركل عند إطلاقه عام 2017 مكوّنًا أساسيًا في دفاع أوروبا.
إذ أن برلين لاحظت، كما يقول الكاتب، أن "ماكرون كان يعمل معها فقط لأنه يحتاج إلى مواردها الكبيرة. والآن، يُقال إن برلين على وشك دعوة بريطانيا أو السويد لتحل محل فرنسا في المشروع".
ويختتم محرر الشئون الدبلوماسية في صحيفة التايمز البريطانية روجر بوييز مقاله، قائلاً إن دفاع أوروبا العسكري سيعاني، إذا استمر ماكرون على هذا النهج، كما هو متوقع، فالقادة الأوروبيون فقدوا الثقة في إرادة الأوروبيين لمواصلة النضال من أجل أوكرانيا حتى النهاية، بحسب بوييز.