آخر الأخبار

من اللعب إلى التطرف.. منصات الألعاب تحت مجهر واشنطن

شارك
تعبيرية - آيستوك

لم تعد ساحات التواصل الاجتماعي محصورة في فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، إذ باتت منصات الألعاب مثل ديسكورد وروبلوكس وستيم وتويتش تتحول تدريجياً إلى فضاءات للنقاش والتفاعل بين الشباب.

ورغم أن هذه المساحات تبدو بريئة في ظاهرها، فإنها باتت أيضاً حاضنة خفية لخطاب الكراهية والتطرف والاستغلال، بعيداً عن أعين الرقابة، ما دفع صانعي القرار في واشنطن لدق ناقوس الخطر، وفق تقرير لموقع أكسيوس نشر أمس الأحد.

حاضنة للكراهية والاستغلال

فقد تحولت مساحات مثل "ديسكورد" و"روبلوكس" و"ستيم" المصممة أساساً ليتواصل اللاعبون، إلى ساحات نقاش اجتماعي حقيقية، في وقت تركز فيه التطبيقات التقليدية على مطاردة "الفيرالية" أو ما يطلق عليه المحتوى سريع الانتشار.

وجذبت هذه المنصات الآن المزيد من التدقيق لكونها حاضنة للكراهية والاستغلال في غرف مغلقة لا تنكشف إلا حين تتفاقم المشكلات وتخرج إلى العلن متأخرة.

فيما تركّز تطبيقات التواصل الاجتماعي السائدة على إبراز المحتوى بشكل علني، ما يجعلها مثالية لنشر الأيديولوجيات أو الشائعات أو المعلومات المضللة.

لكن غالباً ما تكون جذور هذه الأفكار قد بدأت في منتديات أصغر ضمن منصات الألعاب.

استخدام هويات مستعارة

وأصبحت هذه التطبيقات مساحة للجماعات المتطرفة التي طُردت من المنصات الكبرى ووجدت موطناً جديداً في فضاءات الألعاب وما يرتبط بها.

وعلى عكس التطبيقات العلنية مثل إنستغرام وتيك توك، اعتاد مستخدمو هذه المنصات على استخدام هويات مستعارة، ما يسهل مشاركة الأفكار المتطرفة أو المحرمة بشكل مجهول.

والبنية القائمة على الألعاب لهذه المنصات هي عامل أساسي في انتشار المحتوى الخطير فيها، بحسب ماريانا أولايزولا، المستشارة في مجال السياسات والتكنولوجيا والقانون بجامعة نيويورك ستيرن.

وأوضحت المستشارة أن "المتطرفين والمتحرشين يقصدون هذه الفضاءات للعثور على شباب متفاعلين للغاية وقابلين للتأثر، كثير منهم يبحثون عن التواصل".

كما أضافت أن "المستخدمين يستغلون سياق الألعاب باستخدام لغة اللعب (gamespeak) لإخفاء أفكار متطرفة أو خطيرة، ما يطمس الخط الفاصل بين الترفيه والواقع".

ومعظم المحادثات على هذه المنصات عادية من مجموعات دراسية ومناقشات رياضية إلى أحاديث عن الأحياء السكنية لكن هذه المساحات نفسها أصبحت أرضاً خصبة للتطرف والاستغلال.

في حين أشار مراقبون إلى أن هذه ليست مشكلة جديدة، لكن الأمثلة تتزايد وتسلط الضوء على القضية.

أبرز المنصات

ومن أبرز هذه المنصات، منصة ديسكورد حيث تخضع لتدقيق جديد بعد أن ظهر أن المشتبه بقتله تشارلي كيرك اعترف في محادثة عبر ديسكورد.

كما استُخدم التطبيق من قبل منظمي مسيرة "توحيد اليمين" في شارلوتسفيل عام 2017 للتنسيق.

ومنفذ هجوم بوفالو عام 2022، الذي قتل 10 أشخاص من ذوي البشرة السوداء، وثّق أشهرا من التحضير عبر ديسكورد. وفي 2018، كشفت ذا ديلي بيست مئات حالات "الانتقام الإباحي" على المنصة.

كذلك منصة روبلوكس رغم أنها تُسوَّق للأطفال، تعرضت المنصة لانتقادات حادة بسبب المحتوى الجنسي والاستغلالي والمتطرف الذي يظهر عليها.

وتواجه الشركة دعاوى قضائية، بينها واحدة من ولاية لويزيانا تتهمها بعدم حماية الأطفال، وأخرى من عائلة في أيوا بعد أن اختطف مفترس ابنتهم البالغة 13 عاماً واعتدى عليها بعد التعرف إليها عبر روبلوكس.

إلى ذلك تعد شهدت منصة تويتش بثا مباشرا لمنفذ هجوم بوفالو في 2022 الذي بثّ جريمته مباشرة على المنصة المملوكة لأمازون، وسارعت الشركة لإزالة الفيديو وأدانت الهجوم، وأكدت تعاونها مع السلطات.

فيما وجد باحثون أن منصة ستيم أصبحت في عام 2021، مساحة يتجمع فيها أصحاب الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة، بما يشمل مجموعات تروّج لمنظمات نازية جديدة.

يشار إلى أن هذه المنصات بدأت تحظى باهتمام في واشنطن بعد مقتل كيرك. وطلب رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي جيمس كومر من الرؤساء التنفيذيين لديسكورد وستيم وتويتش و"ريديت" المثول أمام الكونغرس في 8 أكتوبر (تشرين الثاني) المقبل، لمناقشة قضية تطرف المستخدمين.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا