آخر الأخبار

للمرة الأولى منذ عامين.. نتنياهو يقر "حرب غزة عمقت عزلتنا"

شارك
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (رويترز)

للمرة الأولى منذ بدء حرب غزة قبل نحو عامين، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده تواجه عزلة دولية متزايدة قد تستمر لسنوات. وقال خلال مؤتمر لوزارة المالية في القدس أمس الاثنين، إن إسرائيل "لا خيار أمامها سوى الاعتماد على نفسها"، متوقعاً أن ينعكس ذلك على الاقتصاد والصناعة الدفاعية.

كما أقر بأن إسرائيل قد تضطر إلى تبني ما وصفه بـ"خصائص اكتفائية"، أي تقليل الاعتماد على التجارة الخارجية والانفتاح الاقتصادي الذي لطالما تباهى بأنه "مهندس ثورته" في التسعينيات. وأضاف: "إنها كلمة أكرهها، لكن لا مفر من أن نُكيّف أنفسنا مع واقع العزلة المتصاعدة"، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

السلاح في الواجهة

إلى ذلك، أشار إلى أن صناعة السلاح من بين أبرز القطاعات المتضررة، مؤكداً أن إسرائيل ستسعى لتطوير قدراتها العسكرية محلياً لتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي، موضحا أن "المعركة تفرض علينا ذلك".

جاءت تصريحات نتنياهو في وقت فرضت فيه دول أوروبية مثل فرنسا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا قيوداً أو حظراً جزئياً على تصدير السلاح إلى إسرائيل بسبب تداعيات الحرب في غزة. في حين لا تزال الولايات المتحدة المورد الرئيسي، إذ لم تفرض أي قيود، بل رفعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سريعاً تعليقاً مؤقتاً فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن- على شحنة قنابل تزن طنين.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

غضب داخلي وضغط شعبي

كما أتت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بينما يواجه ضغوطاً متصاعدة من عائلات الرهائن ومن شخصيات عسكرية سابقة، وسط مخاوف من أن توسيع العمليات العسكرية سيعرض الرهائن للخطر ويزيد من الكلفة الإنسانية للحرب.

رغم ذلك، يصر نتنياهو على المضي قدماً في عملياته، فيما يصف منتقدوه نهجه بأنه "كارثي".

فيما وصف زعيم المعارضة يائير لابيد حديث نتنياهو عن العزلة بأنه "جنون"، مؤكداً أن العزلة "ليست قدراً، بل نتيجة سياسات فاشلة".

آلية إسرائيلية عند السياج الحدودي لغزة (رويترز)

أما غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق والمرشح لدخول المعترك السياسي، فحذر قائلاً: "لن تكون هناك فرصة ثانية لإصلاح الأضرار التي تسبب بها نتنياهو وحلفاؤه".

الاقتصاد تحت المجهر

ورغم تحذيراته من العقوبات ومشكلات استيراد السلاح، حاول نتنياهو طمأنة الداخل، قائلاً إن البورصة الإسرائيلية "الأقوى في العالم"، وإن الاستثمار في إسرائيل لا يزال "الخيار الذكي". وأكد أن بلاده ستزيد الاستثمارات في قطاع الدفاع لتفادي "الاعتماد على قادة أوروبيين ضعفاء"، على حد قوله.

بدروه دعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش موقف نتنياهو، مشيراً إلى ارتفاع مؤشرات البورصة وتراجع التضخم، ومشيداً بما اعتبره "إدارة ناجحة" للاقتصاد في ظل الحرب.

إلا أن أسهم تل أبيب انخفضت للجلسة الخامسة على التوالي اليوم الثلاثاء، متأثرة بالتصعيد الإسرائيلي في غزة وتصريحات نتنياهو حول العزلة. إذ هبط المؤشر (تل أبيب 35) للأسهم القيادية 0.2 بالمئة في تعاملات ما بعد الظهيرة بعد انخفاضه بأكثر اثنين بالمئة من في وقت مبكر من الجلسة، وتراجع المؤشر (تل أبيب 125) الأوسع نطاقا 0.4 بالمئة في تعاملات ما بعد الظهيرة.

وبدأت الأسهم في الانخفاض أمس الاثنين بعد تحذير نتنياهو من العقوبات الاقتصادية والعزلة العالمية الناجمة عن "الدعاية السلبية" في الخارج بسبب حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين.

يشار إلى أن الانتقادات الدولية تزايدت بوجه إسرائيل مع انطلاق الاجتياح البري لمدينة غزة، ومع استعداد عدد من الدول، بينها فرنسا وكندا وأستراليا، للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا