آخر الأخبار

هل يمكن وقف الحرب في أوكرانيا وغزة؟ مؤرخون يجيبون

شارك

أصدر مركز التاريخ في جامعة العلوم السياسية بباريس كتابا جديدا بعنوان "الخروج من الحرب"، يحلل نهاية 9 حروب كبرى منذ القرن السادس عشر، ويقارن مساراتها بالحرب الدائرة في أوكرانيا وغزة.

ويأتي الكتاب، الذي يشارك فيه فريق من 12 مؤرخا فرنسيا وأجنبيا، ليسلط الضوء على تعقيدات وقف المعارك الدائرة حاليا في أوكرانيا و قطاع غزة مقارنة بالحروب الماضية.

وقال منسق الفريق البحثي، ومدير مركز التاريخ في جامعة العلوم السياسية في باريس، المؤرخ الفرنسي غيوم بيكيتي، إن "بدء حرب قد يكون أسهل بكثير من إنهائها، إذ إن إقرار السلام يتطلب فعليا نزع سلاح "المتهورين" وإبعادهم عن السلطة، ما يجعل مرحلة وقف المعارك عملية أطول مما نظن في بادئ الأمر، ونادرا ما يكون لتوقيع وقف إطلاق نار مفاعيل فورية".

وأشار إلى أن تلك المرحلة قد تكون عنيفة بالنسبة للمقاتلين، سواء المنتصرين أو المهزومين على حد سواء، وكذلك على المدنيين والبيئة والاقتصاد، وأضاف أن أي حرب مثل هذه الحروب يستمر تأثيرها بشكل دائم على الأجساد والنفوس.

وردا على إمكانية عمل مقارنة بين الحرب في أوكرانيا وأي نزاع آخر، أشار بيكيتي إلى أن الحرب في أوكرانيا تذكّر ب الحرب العالمية الأولى ، ما يعني أن الأوكرانيين سيعيشون خروجا بطيئا ومعقدا من الحرب قد يمتد لعقود.

وأما بشأن غزة، فرأى أنه "من الصعب إيجاد وضع مماثل، لكن يمكن الاستشهاد بحرب الثلاثين عاما بين القوى الأوروبية في الأعوام بين 1618-1648، والتي شهدت مجازر ودمارا ممنهجا".

وأضاف أن حرب غزة تشبه نزاعا غير متكافئ يمكن للطرف الذي يُعتبر الأضعف فيه أن يواصل القتال إلى ما لا نهاية طالما أن بإمكانه الحصول على بعض الأسلحة.

وأوضح بيكيتي أن الخروج من الحروب في عصرنا بات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى بسبب قدرات التسلح العالية، وهذا يجعل احتمال استئناف الأعمال الحربية أسهل بكثير من أي وقت مضى.

إعلان

كما أن شخصية "الضحية" أصبحت اليوم هي الطاغية، ولم يعد العالم يحتفي بالأبطال بقدر ما يركز على الضحايا، لأن الاحتفاء بالضحية يحرك المشاعر مع الاعتراف بالمعاناة، مع ما يواكب ذلك من مخاطر الدعوة إلى الانتقام، وفقا للباحث.

وقال بيكيتي إن ما يجري في أوكرانيا وغزة قد ينطوي على احتمال تمديد القتال لوقت طويل جدا، لأن الكراهية وإرادة الانتقام ستستمران حتما.

وحول ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء 6 حروب خلال 6 أشهر، قال بيكيتي، إن كان ترامب يعتبر أن وضع حد لحرب يعني إرغام قادة الدول المتنازعة على الجلوس حول طاولة وتوقيع وقف إطلاق نار، فيمكن الاعتبار أنه ربما يتم دفع الأمور إلى الأمام.

لكن بيكتي أشار إلى أن إعلان ترامب قد يكون مجرد عملية إعلامية بالدرجة الأولى، إذ إن إرغام الأطراف على توقيع اتفاق لا يعني بالضرورة تحقيق سلام حقيقي على الأرض، وفق قوله.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا