آخر الأخبار

خبراء يكشفون أهداف الاحتلال من محور “ماجن عوز” الجديد

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

غزة- بصدمة شديدة تلقت ولاء أبو جامع خبر شق قوات الاحتلال الإسرائيلي المحور الجديد "ماجن عوز" الذي يفصل البلدات الشرقية عن مناطق وأحياء النصف الغربي من محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة .

تقطن أبو جامع وأسرتها (10 أفراد) في بلدة بني سهيلا، واحدة من 6 بلدات تقع شرق المحور، وهي عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة والفخاري وخزاعة والقرارة، وتشتهر بالزراعة، وتمثل سلة غذائية لمناطق جنوب القطاع.

"كنا بانتظار الهدنة للعودة حتى لركام منزلنا وأراضينا المدمرة والمجرّفة، فكانت صدمتنا شديدة بهذا المحور"، تقول أبو جامع للجزيرة نت، وهي النازحة مع أسرتها في خيمة ب منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس منذ مايو/أيار الماضي.

وأعلن جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، أن هذا المحور يمتد على طول 15 كيلومترا ويفصل شرق خان يونس عن غربها. وبحسب متحدث عسكري إسرائيلي، فإنه يشكل جزءا مركزيا في الضغط على حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وحسم المعركة ضد لواء خان يونس في كتائب عز الدين القسام .

صدمة

تعد عائلة أبو جامع واحدة من أشهر عائلات البلدات الشرقية، ويعمل أغلبية أفرادها في مهنة الزراعة، ولهذه الفتاة العشرينية شقيق واحد حمزة (26 عاما)، تشير إلى أنه خسر شقته السكنية الجديدة وأرضه الزراعية خلال توغلات برية سابقة، "وتبدو العودة الآن بعيدة وأكثر صعوبة".

في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقبل اندلاع الحرب على القطاع بيوم واحد، احتفل حمزة بإتمام بناء وتجهيز شقته في منزل أسرته المكون من طابقين، وتقول شقيقته "كنا نستعد لخطوبته وتزويجه، واندلعت الحرب ومن بعدها توالت الأحداث المؤلمة من قتل ونزوح وتجويع وتدمير".

ورغم الخسارة الجسيمة التي لحقت بهذه الأسرة، فإنها كانت قادرة على العودة للحياة من جديد، واختارت إثر اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، الإقامة في خيمة على أنقاض منزلها المدمر، وإعادة زراعة أرضها.

إعلان

وتقول ولاء "احنا مش متعودين على الحياة بعيدا عن الأرض والزراعة، الحياة في خيمة بالمواصي مؤلمة وبائسة، ويبدو أنها ستطول بعد المحور الجديد".

مصير كنتساريم

بدوره، استخدم أبو أحمد النجار وصف "صدمة"، للتعبير عن المشاعر التي انتابته إثر إعلان جيش الاحتلال عن المحور الجديد، الذي يفصله عن منزله في بلدة عبسان الكبيرة. لم يعد بيته قائما، وقد دمره الاحتلال كليا، عقب إنذارات الإخلاء الواسعة التي أصدرها لسكان البلدات الشرقية قبل نحو 3 شهور.

يقيم النجار وزوجته الحامل وأطفاله الثلاثة في خيمة بالمواصي غرب مدينة غزة، ويقول للجزيرة نت "كنا نتابع الجدل والمفاوضات حول محور موراغ ، ليصدمنا الاحتلال بآخر جديد".

وتراجع تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ويعتقد أن إعلان الاحتلال عن هذا المحور قد يعرقل المباحثات مما سيزيد من صعوبة الحياة على مئات آلاف النازحين، "وقد كنا نترقب اللحظة التي نعود بها إلى منازلنا وأراضينا، لكن يبدو أن الأمر سيطول".

إلا أن النجار يؤكد أنه "مهما طال الأمر فإنهم سيخرجون من محورهم الجديد كما خرجوا في التهدئة السابقة من نتساريم، وعاد آلاف النازحين لشمال القطاع، الاحتلال يهدف من وراء هذا المحور إلى ابتزاز حماس ومساومتها في محادثات التهدئة".

وكان مراسل إذاعة جيش الاحتلال قال إن "ماجن عوز" هو "ورقة مساومة في المفاوضات، ومن الآن فصاعدا يمكن التفاوض ليس فقط حول الانسحاب من محور موراغ، بل أيضا من الجديد، إضافة إلى إمكانية توسيع المدينة الإنسانية المستقبلية بمساحة أكبر يمكن أن تستوعب المزيد من المدنيين الغزيين في المستقبل".

مصدر الصورة جيش الاحتلال استكمل شق محور "ماجن عوز" بطول 15 كيلومترا يفصل شرق خان يونس عن غربها (الجزيرة)

"ماجن عوز"

ويقسّم محور "ماجن عوز" محافظة خان يونس -أكبر محافظات القطاع الخمس من حيث المساحة، والثانية من حيث الكثافة- إلى قسمين:


* الجزء الشرقي: محتل بالكامل من قبل جيش الاحتلال، ولا يوجد به سكان، وتسيطر الفرقة 36 عليه بالكامل.
* الجزء الغربي: ينشط فيه جيش الاحتلال ويزعم أنه يضم العديد ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، ولا تزال المعارك مستمرة هناك، ويشمل ذلك بشكل رئيسي منطقة الخيام في المواصي، حيث يقطن نحو مليون نازح.

ووفقا للمراسل العسكري الإسرائيلي، فإن هذا المحور يحوّل كل ما يقع شرقه إلى منطقة شبيهة برفح، تخضع لسيطرة إسرائيل الكاملة والمستمرة، ويضيف "إذا كان يمكن استخدام رفح كمدينة إنسانية بدون حماس على حوالي 15-20%، فمن الممكن الآن إضافة شرق خان يونس إليها، أي ما يعادل 10-15% أخرى من مساحة قطاع غزة".

من جانبه، يقدّر المحلل السياسي والكاتب المختص بشؤون الفصائل الفلسطينية ثابت العمور أن هذا المحور يقتص ما يزيد عن 70% من مساحة محافظة خان يونس، ويقول للجزيرة نت إنه يفضي إلى تغيير ديمغرافي باعتبار أن أكبر عائلات خان يونس تقطن في هذه المنطقة، والمحور "سيعزلها ويفككها".

وحسب المحلل السياسي العمور، فإن المحور يمتد من السياج الأمني للقطاع حتى شارع صلاح الدين الرئيسي، وهو ما يؤشر إلى أن "إسرائيل لا تريد الانسحاب من قطاع غزة وأنها تعيد احتلاله كما (كان) عليه الواقع قبل الانسحاب في العام 2005، علما وأن شرق المحور لم تكن به مستوطنات، باستثناء مستوطنة موراغ حيث المحور الحالي".

إعلان

كما أن المنطقة تعتبر سلة غذاء المحافظة، والمحور الجديد يعني حرمان السكان من الأراضي الزراعية خلفه. وبحسب العمور، فإن ذلك يؤثر على توفر الغذاء ويعمق من المجاعة المتفشية حاليا.

ويضيف أن آلاف العائلات الكبيرة النازحة منذ عامين تقريبا لن تستطيع العودة لبيوتها، وهي التي تمتلك أراضي شاسعة شرق هذا المحور، وقد وجدت نفسها الآن أمام مصير مجهول قد يطول، في ظل تكدسٍ واكتظاظ سكاني غير مسبوق خاصة في المواصي.

وعائلة العمور هي واحدة من أكبر العائلات التي تقطن بلدة الفخاري، شرق المحور، وهو الأكبر الذي يقيمه الاحتلال في القطاع منذ اندلاع الحرب، وتتعدى مساحته في هذه البلدة وبلدة بني سهيلا ومنطقة جورة اللوت نحو 7 كيلومترات.

رد المقاومة

ويضع الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا هذا المحور في سياق سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لإطالة أمد المباحثات حول اتفاق وقف إطلاق النار حتى 27 من الشهر الجاري، ودخول الكنيست الإجازة الصيفية، معتقدا أنه "لن يؤثر على مسار المفاوضات، وسيتواصل حتى الاتفاق على حلول وسط".

ويقول القرا للجزيرة نت إن هذا المحور لن يغير من الواقع، حيث إن أغلبية البلدات الشرقية مدمرة بالكامل، وكل سكانها اضطروا للنزوح نحو غرب خان يونس، وخاصة المواصي، لكن سيكون له أثر سلبي كبير على حياة السكان في حال عودتهم، حيث لم تعد تتوفر في تلك المناطق أي سبل حياة، وتحولت لبلدات منكوبة، بلا منازل سكنية أو أراضٍ زراعية أو خدمات وبنية تحتية.

وبرأيه، سيخلق "ماجن عوز" حالة "احتكاك دائم" مع المقاومة، التي يرجح أن تزيد من عمليات استهداف جيش الاحتلال، وجَعْل البقاء فيه معقدا ومكلفا من حيث الخسائر البشرية والمادية، وإثبات عدم جدواه من الناحية العملياتية، وإفشال مخطط "المنطقة الإنسانية" في رفح المجاورة والممتد مع هذا المحور إلى مناطق شرق خان يونس.

وفيما يتفق العمور مع القرا على أن "فصائل المقاومة لن تقبل بالمحور وستواجهه"، فإنه يعتقد أنه سيؤثر على المباحثات الحالية "ويعني نسف جهود الوسطاء حول أي تسوية كانت تبحث في خرائط ومرونة وتراجع إسرائيل عن بعض المناطق، إذ إنها اليوم تستحدث محورا جديدا وتخلق وقائع جديدة تزيد من تعقيد الأمور وتعيد خلط الأوراق".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا دمشق

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا