آخر الأخبار

الناتو: الحلف يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، والأخير يُشبّه المواجهة بين إيران وإسرائيل بـ"شجار الأطفال"

شارك
مصدر الصورة

تعهدت دول حلف شمال الأطلسي إنفاق 5 في المئة من اجمالي ناتجها المحلي على الدفاع والأمن بحلول 2035، وذلك في البيان الختامي لقمة الناتو في لاهاي الهولندية الأربعاء.

ويرغب الحلفاء في تخصيص "ما لا يقل عن 3.5 في المئة من إجمالي ناتجهم المحلي سنويا "للإنفاق العسكري، و1.5 في المئة للأمن بشكل عام، بما يشمل "حماية المنشآت الحساسة" والدفاع عن "الشبكات".

وأكدت الدول الأعضاء في الحلف التزامها "الراسخ" بالدفاع المشترك بعد شكوك بالتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا المبدأ.

وجاء في البيان: "نجدد تأكيد التزامنا الراسخ للدفاع المشترك كما ورد في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن، بأن اعتداء على واحد منا هو اعتداء على الجميع".

وعندما طُلب من ترامب توضيح موقفه من المادة الخامسة، قال: "أنا متمسك بها، لهذا السبب أنا هنا. لو لم أكن متمسكاً بها، لما كنت هنا".

ووفق رويترز، يُمثل هدف الإنفاق الجديد، الذي سيُحقق خلال السنوات العشر المقبلة، قفزة بمئات المليارات من الدولارات سنوياً عن الهدف الحالي البالغ 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من أنه سيتم قياسه بشكل مختلف.

إيران وإسرائيل

وعلّق ترامب على الهجمات الصاروخية الأخيرة المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وقال إنه يتوقع الآن علاقة مع طهران تمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي.

ووصف الضربة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية بأنها "دمرت كل ما لم تتمكن إسرائيل تدميره"، مشيرًا إلى أن طائرات إسرائيلية كانت تستعد لتنفيذ ضربات جديدة قبل أن تتراجع بعد نجاح الهجوم الأمريكي.

وأضاف ترامب في حديثه في لاهاي، أن قراره بالانضمام إلى هجمات إسرائيل باستهداف المواقع النووية الإيرانية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات قد أنهى الحرب، واصفاً إياها بأنها "نصر للجميع".

وقارن تأثير الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية بنهاية الحرب العالمية الثانية، وقال إن الضربات الأمريكية كانت مسؤولة عن إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، وقارنها باستخدام الولايات المتحدة للقنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، والذي أنهى الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وأضاف: "لا أريد أن أذكر هيروشيما، ولا ناغازاكي، لكنهما في جوهرهما نفس الشيء. لقد أنهيا تلك الحرب. وهذا أنهى الحرب" بين إيران وإسرائيل.

وتجاهل تقييماً أولياً لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، يفيد بأن مسار إيران نحو بناء سلاح نووي ربما يكون قد تأخر لأشهر فقط، قائلاً إن النتائج "غير حاسمة"، وإنه يعتقد أن المواقع قد دُمرت. وقال: "كان الأمر بالغ الخطورة. لقد كان تدميراَ شاملاً".

وبيّن أن "ما حدث في إيران هو دمار كامل للمنشآت النووية، ولا أعتقد أنهم نجحوا في إنقاذ أي مواد"

وأعرب عن ثقته في أن طهران لن تحاول إعادة بناء مواقعها النووية، وستتبع بدلاً من ذلك مساراً دبلوماسياً نحو المصالحة.

وأضاف: "أقول لكم، آخر ما يريدون فعله هو تخصيب أي شيء في الوقت الحالي. إنهم يريدون التعافي".

وقال: "إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي، فلن نسمح بحدوث ذلك. لكن، لن نفعل ذلك عسكرياً"، مضيفاً "أعتقد أن الأمر سينتهي بنا إلى إقامة علاقة ما مع إيران" لحل هذه القضية.

بدوره، شبّه رئيس حلف الناتو، مارك روته، الرئيس الأمريكي بـ"الأب" الذي يتدخل في شجار بساحة مدرسة، بعد أن تحدّث الرئيس الأمريكي عن النزاع بين إسرائيل وإيران.

وفي تصريحات صحفية خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في لاهاي، شبّه ترامب القتال بين إيران وإسرائيل ب "شجار الأطفال".

وقال: "لقد تشاجرا شجاراّ كبيراّ، كطفلين في ساحة مدرسة. كما تعلمون، يتقاتلان بشراسة، لا يمكن إيقافهما. دعهما يتقاتلان لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق، وعندها يسهل إيقافهما".

أما بشأن غزة، فأشار الرئيس الجمهوري إلى "تقدم كبير" في هذا الملف، لافتاً إلى أن الضربة على إيران ساعدت في الضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن، معلناً عن اقتراب التوصل إلى اتفاق، بناءً على ما نقله المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.

قمة "رائعة"

مصدر الصورة

وأشاد ترامب الأربعاء بقمة "رائعة" لحلف شمال الأطلسي في مدينة لاهاي الهولندية، وافقت خلالها الدول الأعضاء على مطلبه بزيادة الإنفاق في المجال الدفاعي.

وقال ترامب لرئيس الوزراء الهولندي ديك شوف "أعتقد أن القمة كانت رائعة. حققت نجاحاً كبيراً".

وفي سياق منفصل، أكّد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن إسبانيا تأخذ هدف الإنفاق الدفاعي على محمل الجد.

وجاءت تصريحاته للصحفيين يوم الأربعاء، بعد أن قال مسؤولون إسبان إنهم لا يتوقعون أن تواجه بلادهم عواقب بسبب عدم الالتزام بالهدف المحدد للإنفاق الدفاعي والبالغ 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال إن الاتفاق الذي أقره جميع أعضاء الحلف، والذي يهدف إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، هو اتّفاق طموح ولكنه أساسي، مضيفاً أن هذا سيؤدي إلى "قفزة نوعية" في الدفاع الجماعي.

وقال خلال مؤتمر صحفي عُقد عقب قمة الحلف في لاهاي: "القرارات المتخذة اليوم ستجعل حلف الناتو أقوى بكثير".

وباعتبار أن مطلب زيادة الإنفاق الدفاعي يعد مطلباً لترامب، فقد قال روته، إن ترامب يستحق "كل الإشادة" لجهوده في إقناع أعضاء الحلف بالموافقة على هدف زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي.

النزاع الروسي الأوكراني

واعتبرت الدول الحلفاء، أن روسيا تمثل "تهديداً قصير وطويل الأمد" للأمن الجماعي للحلفاء، مجددة دعمها لأوكرانيا في مواجهة موسكو.

وأكّدت الدول الـ32 الأعضاء موقفها الموحد "في مواجهة التهديدات الأمنية العميقة والتحديات، خصوصاً التهديد الطويل الأمد الذي تمثله روسيا للأمن الأوروبي-الأطلسي"، مبينة في بيانها المشترك أن "الحلفاء يجددون التزاماتهم السيادية لتوفير الدعم لأوكرانيا التي يسهم أمنها في (ضمان) أمننا".

في حين، كشف ترامب عن تواصله المتكرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحاً أن بوتين تطوّع للمساعدة في الملف الإيراني، لكنه قال له: "نحتاج مساعدتكم في أوكرانيا، لا إيران".

وأكد مصدر رفيع في الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي اجتمع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة، وفق ما أفادت فرانس برس.

واكتفى زيلينسكي بحضور عشاء ما قبل القمة مساء الثلاثاء بدلاً من الاجتماع الرئيسي يوم الأربعاء، على الرغم من أنه التقى ترامب على انفراد بعد انتهاء المؤتمر.

وفي روسيا، اتّهم الكرملين، الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالمضي في مسار العسكرة المفرطة وتصوير روسيا على أنها "شيطان الجحيم" لتبرير زيادتها الكبيرة في الإنفاق الدفاعي.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا