قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الولايات المتحدة "يجب أن تتلقى رداً على عدوانها"، وذلك بعد قصفها ثلاثة مواقع نووية إيرانية. ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الضربات حدّت من قوتهم".
ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد، إلى اهتمامه بتغيير النظام في إيران، عبر تصريحات له على منصته "تروث سوشال".
ورغم تأكيد عدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية أن الضربات على مواقع نووية إيرانية لم تكن تهدف إلى تغيير النظام الإيراني، إلا أن ترامب قال في منشوره "ليس من الصواب سياسياً استخدام مصطلح "تغيير النظام"، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزاً عن جعل إيران عظيمة مجدداً، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟".
ويستخدم ترامب جملة "عظيمة مجدداً"، عادة للإشارة إلى أهدافه عبر شعار "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً".
بعد تصريحات الممثل الإيراني في مجلس الأمن الدولي، قالت إسرائيل إن "على العالم أن يشكر دونالد ترامب".
وقال داني دانون مندوب تل أبيب في مجلس الأمن الدولي "على العالم أجمع أن يُسجل هنا اليوم شكراً لكم. شكراً لدونالد ترامب على تحرّكه في وقت تردد فيه الكثيرون".
ويقول إن البعض في الأمم المتحدة "أدانوا" الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه يتساءل: "أين كنتم عندما خصّبت إيران اليورانيوم بما يتجاوز بكثير الاستخدام المدني، عندما بنت حصناً تحت جبل استعداداً لإبادتنا؟".
وأضاف أنه لا يمكن تجاهل أن "الدبلوماسية جُرّبت"، لكنه يقول إن إيران "حوّلت المفاوضات إلى مسرحية" واستخدمتها "كمُموّه" لكسب الوقت لبناء صواريخ وتخصيب اليورانيوم.
ويرى دانون أن إيران تفاوضت على اتفاقيات "لم تكن تنوي الالتزام بها أبداً". ويقول: "منحها العالم الحر كل فرصة". ويضيف دانون أن ثمن التقاعس كانت ستعني "حكماً بالإعدام".
اتهم مندوب إيران لدى مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة بشن حرب على إيران "بذريعة ملفقة وسخيفة".
وأكد أمير سعيد إيرفاني أن إيران تحتفظ بحقها في "الدفاع عن نفسها" ضد "العدوان الأمريكي السافر"، قبل أن يضيف أن توقيت وطبيعة وحجم "رد الفعل الإيراني المتناسب" ستحدده قواتها المسلحة.
وفي بيان مطول، اتهم إيرفاني أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجر أمريكا إلى "حرب أخرى باهظة التكلفة لا أساس لها"، وقال إن تصرفات الولايات المتحدة وإسرائيل "انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وأضاف المندوب الإيراني أن إسرائيل روّجت "لرواية مضللة وكاذبة" مفادها أن بلاده "على وشك امتلاك سلاح نووي".
وتابع "إن صمت المنظمات الدولية وبعض الدول الغربية، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة، وازدواجية المعايير، وتواطؤها، أمرٌ مستهجنٌ بنفس القدر".
واختتم أمير سعيد إيرفاني كلمته بدعوة المجلس إلى تحميل "المسؤولية الكاملة" للولايات المتحدة وإسرائيل.
استهدفت ضربات إسرائيلية مناطق عدة في شمال غرب إيران الأحد، في الوقت الذي يحتدم فيه القتال بين الطرفين.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) أن الضربات استهدفت "موقعين في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة تبريز"، وفق ما نقلت عن مجيد فارشي رئيس هيئة إدارة الأزمات في المحافظة.
وبحسب فرانس برس، لم تتضح على الفور طبيعة المواقع المستهدفة، لكن فارشي أكد أن أنظمة الدفاع الجوي للتصدي للهجوم فُعلت.
في محافظة أصفهان الإيرانية، صرّح محافظ نجف آباد بمقتل ثلاثة أشخاص عندما أصابت إسرائيل سيارة إسعاف في المدينة، وفقاً لوكالة أنباء مهر شبه الرسمية.
وأفاد حميد رضا محمدي فشاراكي بمقتل السائق والمريض ومرافقه بطائرة إسرائيلية مسيرة قرب مستشفى منتظري.
كما بثّ التلفزيون الإيراني الرسمي تقريراً عن الحادث، إذ قال سكان محليون إن إسرائيل كانت تستهدف المدنيين.
ولم تعلق إسرائيل على الحادث، لكنها تقول إن عملياتها في إيران تستهدف مواقع عسكرية.
أعربت دول عربية الأحد عن قلقها إزاء الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وحذرت من تداعياتها على المنطقة، وحثت على تهدئة الوضع.
كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن أن بلاده شنّت ضربات "دمرت بشكل تام وكامل" ثلاث منشآت نووية في إيران، وهدد بشن المزيد من الهجمات "إذا لم تسع طهران إلى السلام:.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مُسجل إن إسرائيل ستواصل عملياتها بكامل طاقتها في كل من إيران وغزة.
أضاف: "نتقدم خطوة بخطوة نحو أهدافنا. نحن قريبون جدًا من تحقيقها". وأضاف نتنياهو أن الضربة الأمريكية "ألحقت أضرارًا جسيمة" بمنشأة فوردو.
تحدث عن الحملة ضد البرنامج النووي الإيراني: "نحن نعيدهم، ونزيل التهديد"، دون الخوض في تفاصيل الأضرار التي لحقت بهم. ووعد قائلاً: "لن تُجر إسرائيل إلى حرب استنزاف، لكننا لن نوقف هذه العملية التاريخية قبل أن نحقق أهدافنا".
الولايات المتحدة:
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الضربات التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران بأنها "نجاح عسكري باهر"، مؤكداً أن المنشآت "تم تدميرها بالكامل".
ثم وجّه ترامب دعوة لإيران إلى "صنع السلام"، محذراً من أن أي هجمات مستقبلية ستكون "أشد بكثير" إذا لم تتخذ طهران خطوات حاسمة.
صرّح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لشبكة "إن بي سي" أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الانخراط في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الهجوم كان "محدوداً ودقيقاً" بهدف تعزيز السلام في المنطقة.
إيران:
أدان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الضربات الأمريكية وقال إنها ستكون لها "عواقب أبدية".
وأضاف أن ترامب "خان" إيران من خلال "إساءة استخدام التزامنا بالدبلوماسية" و"خدع ناخبيه" في أمريكا.
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجمات الأمريكية أظهرت أن إيران هي "المحرض الرئيسي" وراء الضربات الإسرائيلية ضد إيران.
إسرائيل:
بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن ترامب والولايات المتحدة "أظهرا قوة كبيرة في تحركهما".
قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ في تصريح لبي بي سي، إن البرنامج النووي الإيراني "تلقى ضربة قوية"، مضيفاً أن التفاصيل الكاملة لما حدث لم تتضح بعد.
وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل ستتوقف عن مهاجمة إيران، لم يُجب هيرتسوغ بشكل مباشر، مكتفياً بالقول: "علينا أن نفعل كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا ضد الصواريخ".
يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً الآن بناءً على طلب إيران.
جاء ذلك بعد قيام الولايات المتحدة بشن ضربات بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات استهدفت المواقع النووية الرئيسية في إيران.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن منشآت التخصيب النووي في طهران "دُمّرت بالكامل" بعد سلسلة ضربات أمريكية اليوم الأحد، اعتبرتها طهران تجاوزاً لـ"الخط الأحمر" من قبل واشنطن وإسرائيل.
وذكرت وكالة فرانس برس أن الغارات الأميركية استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية، من بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، التي تقع تحت الأرض على عمق يقارب 90 متراً وتعتبر موقعاً محصناً.
وبينما لم يصدر تأكيد رسمي بشأن حجم الأضرار، تداولت التكهنات بأن المواد النووية الحساسة قد نُقلت مسبقاً إلى مواقع أخرى، وفقاً للوكالة.
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن الولايات المتحدة "لابد أن تنال رداً على عدوانها"، وذلك عقب اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وجاء في بيان صدر من الرئاسة الإيرانية على موقعها الرسمي أن إيران "تعرّضت لعدوان عسكري مباشر"، وأنها "واجهت هذا الاعتداء بصمود وثبات".
وأوضح بزشكيان: "أعربنا مراراً عن استعدادنا الكامل للمشاركة في الحوار والتفاوض وفقاً لأحكام القانون الدولي، إلا أن الطرف الآخر رفض المنطق وأصرّ على استسلام الأمة الإيرانية".
وقال: "شعبنا لن يرضخ أبداً للغطرسة أو القهر، ومن الطبيعي أن يواجه العدوان ما يستحق من رد مناسب".
أظهرت صور حديثة التُقطت بالأقمار الصناعية الأثر الذي خلفته الضربات الجوية الأمريكية ليلة أمس، والتي استهدفت منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وتُبرز صور عالية الدقة بتاريخ 22 يونيو/حزيران وجود ست حفر جديدة يُحتمل أن تكون مواقع اخترقتها الذخائر الأمريكية، فضلاً عن انتشار غبار رمادي وحطام على منحدرات الجبال بسبب الهجمات.
وسبق أن تناولنا في تقاريرنا نوع الذخائر المستخدمة في قصف منشآت من هذا النوع تقع على عمق تحت الأرض، وهي قنبلة تُعرف باسم القنبلة الخارقة للتحصينات ، المعروفة اختصاراً بـ "MOP".
وقال ستيو راي، كبير محللي الصور في خدمات ماكنزي الاستخباراتية، لفريق بي بي سي لتقصي الحقائق: "لن تلاحظ تأثيراً تفجيرياً هائلاً عند المدخل، لأن هذه القنبلة مصممة بطريقة تسمح لها بالانفجار في عمق المنشأة، لا عند سطحها".
وأضاف أن ثلاث ذخائر على ما يبدو أُسقطت على نقطتي تأثير مختلفتين، مشيراً إلى أن اللون الرمادي على الأرض قد يشير إلى تطاير حطام خرساني بسبب الانفجار.
كما لفت إلى أن مداخل الأنفاق قد أُغلقت، موضحاً أنه لا توجد آثار واضحة لضربات قريبة منها، مما يشير إلى احتمال أن تكون إيران قد تعمّدت إغلاقها لمنع استهدافها المباشر في هجمات جوية.
ولا يزال حجم الأضرار التي لحقت بالموقع النووي غير معروف بدقة، ويبدو أن إيران كانت اتخذت تدابير استباقية تحسباً لمثل هذه الضربات خلال الأيام السابقة، حسبما أفادت التقارير.
تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اجتماعاً طارئاً" في مقرها في فيينا يوم الأثنين، عقب الضربات الأميركية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وكتب رافائيل غروسي، مدير عام الوكالة، منشوراً على إكس جاء فيه: "نظراً للوضع في إيران، أدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس المحافظين غداً".
واستهدفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية، من بينها فوردو المخصّص لتخصيب اليورانيوم والواقع في عمق الجبال، بهدف معلن هو منع إيران من الحصول على قنبلة نووية، الأمر الذي تنفي طهران السعي إليه.
وقال غروسي عبر شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية: "هناك مؤشرات واضحة إلى تأثيرات"، مستنداً إلى صور للأقمار الاصطناعية وإلى "معرفته العميقة" بموقع فوردو الذي يجري تفتيشه بانتظام من قبل موظفي الوكالة.
وأضاف: "لكن في ما يتعلّق بتقييم مدى الضرر تحت الأرض، لا يمكننا الجزم بذلك، قد يكون جسيماً بل هائلاً. لكن لا أحد، لا نحن ولا غيرنا، يستطيع تحديد حجمه"، معرباً عن أمله أن يتمكّن مفتشو الوكالة من العودة إلى الموقع في أقرب وقت.
ويتمتع موقع فوردو بـ "حماية" كبيرة، كما أنّه مزوّد بـ "مصادر طاقة مستقلّة، وربما حتى بمولّدات احتياط"، وفق غروسي الذي أضاف: "لذلك، لا يمكننا الافتراض تلقائياً أنّ نقص الطاقة الخارجية قد يكون أضرّ" بأجهزة الطرد المركزي الموجودة في المكان.
وفي ما يتعلّق بموقع نطنز الذي استُهدف أيضاً بضربات إسرائيلية وأميركية، فإنّ الوضع مختلف، ذلك أنّ الجزء الموجود فوق السطح قد دُمّر "بشكل واضح".
أمّا المنشآت الموجودة تحت الأرض، حيث أجهزة الطرد المركزي، "فقد تضرّرت كثيراً جراء التأثير المشترك لانعدام إمدادات الطاقة الخارجية بسبب الهجمات" وتأثير الضربات نفسها.
وينطبق الأمر نفسه على منشأة أصفهان "التي تعاني من أضرار وتتعرض لهجمات منذ عدّة أيام"، إذ تأثرت عدّة مبانٍ تابعة لها.
وعلى الرغم من ذلك أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات بعد الضربات الأميركية.
أفادت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية بأن 11 شخصاً أُصيبوا بجروح طفيفة جراء الضربات الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية في البلاد، مشيرة إلى أن سبعة منهم غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج.
وأضافت أنه لم يتم رصد أي إشعاعات في المواقع النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة.
وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني، بيرحسين كوليفاند، إن ثلاثـة من أفراد فرق الإنقاذ قتلوا في ضربات إسرائيلية منفصلة استهدفت مواقع متعددة داخل إيران، مضيفاً أن إحدى مروحيات الهلال الأحمر تعرضت لأضرار خلال الهجمات.
كما اتّهم كوليفاند إسرائيل باستهداف مستشفيات ومراكز طبية، إضافة إلى دار لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
في سياق تغطيتنا المستمرة للتصعيد بين إيران وإسرائيل، ردّ مراسلونا على أسئلتكم المتعلقة بالضربات الأمريكية ضد إيران، وما قد تتركه من تداعيات على المنطقة.
فيما يلي أبرز الأسئلة التي طرحتموها، والإجابات التي قدمها مراسلونا:
رداً على سؤال حول عواقب الهجوم الأمريكي على إيران، قالت المراسلة للشؤون الدولية، ليس دوسيت، إن العملية تعد "نقطة تحول رئيسية في المواجهة المستمرة منذ 45 عاماً" بين الولايات المتحدة وإيران.
وضح محرر الشؤون العالمية في بي بي سي، جون سيمبسون، في رده على سؤال حول مدى تشابه الوضع في إيران مع ما جرى في العراق، قال إن "الحالة مختلفة"، مشيراً بشكل خاص إلى السرعة اللافتة التي تطورت بها الأحداث.
وأجاب كبير مراسبي بي بي سي في أمريكا الشمالية ، غاري أودونوهيو، على سؤال مفاده "لماذا اختارت الولايات المتحدة مهاجمة إيران في هذا التوقيت؟ يوضح أن ترامب "رأى فرصة حين كانت إيران في أضعف حالاتها".
وعند سؤاله عن مدى أهمية هذا الحدث، شدد محرر الشؤون العالمية في بي بي سي، جون سيمبسون، على أن شروع الولايات المتحدة في قصف دولة مثل إيران يُعد "لحظة شديدة الأهمية".