أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي جديد على العاصمة طهران ومدن أخرى، كما طال القصف مطار مدينة مشهد في أقصى شمال شرقي إيران، في تطور يعكس اتساع دائرة الاستهداف الإسرائيلي.
وقال التلفزيون الإيراني إن 5 قتلى وعددا من الجرحى سقطوا إثر هجوم إسرائيلي على مبنى سكني في العاصمة طهران، فيما ذكرت وكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء بأن مقذوفين يشبهان الصواريخ أصابا موقعين في وسط طهران، مما أدى إلى وقوع انفجارات.
ونقلت وكالة تسنيم عن نائب وزير الخارجية الإيراني بأن إسرائيل نفذت هجوما متعمدا على مبنى لوزارة الخارجية أدى إلى إصابة زملاء له ومدنيين، معتبرا استهداف المبنى "جريمة حرب".
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان صادر عنه مساء اليوم، "استشهاد رئيس جهاز الاستخبارات محمد كاظمي واثنين من زملائه اليوم على يد الكيان الصهيوني"، وفق تعبيره.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية في وقت متأخر من مساء اليوم عن مقتل 224 شخصا "بعد مرور 65 ساعة على العدوان الإسرائيلي" أي منذ فجر الجمعة.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية عدة مرات اليوم بأن الدفاعات الجوية تصدت في سماء طهران لهجمات إسرائيلية، وفي الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه هاجم مقر وزارة الدفاع الإيرانية ومنشآت لتطوير الأسلحة النووية ومخازن للوقود.
وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان لاحق، أن ضربات اليوم استهدفت بنى تحتية لفيلق القدس والحرس الثوري والجيش الإيراني في طهران، كما شن سلاح الجو موجة غارات تستهدف عشرات مواقع صواريخ أرض-أرض غربي إيران.
بدورها، قالت القناة االـ13 الإسرائيلية إن مقاتلات إسرائيلية هاجمت أنظمة الدفاع الجوي ومباني الحرس الثوري في العاصمة الإيرانية.
من جانبها، قررت الحكومة الإيرانية تحويل محطات المترو لملاجئ طوال اليوم اعتبارا من الليلة، مما ينذر باستمرار القصف المتبادل مع إسرائيل.
وجاء القصف الجديد بعد إصدار الجيش الإسرائيلي -في وقت سابق اليوم- إنذارا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم، مما يعني تمهيدا لقصفها.
وفي حين وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الضربات على طهران بالقوية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر قولها إن هناك انقساما بالجيش بشأن خطاب كاتس الذي هدد فيه بحرق إيران.
في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف طائرة للتزود بالوقود في مطار مشهد شرق إيران، اليوم الأحد، واصفا إياها بأنها أبعد ضربة منذ بدء العمليات ضد إيران، وتم تنفيذها على بعد 2300 كيلومتر.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجار في مدينة مشهد، وبثت مشاهد لارتفاع سُحب الدخان الأسود الكثيف من مكان غير معلوم في المدينة.
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، في وقت سابق اليوم، أن هجوما إسرائيليا استهدف مناطق بمدينة شيراز جنوبي البلاد، في حين قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش قصف منشأة نووية في مدينة أصفهان وسط إيران.
على الجانب الآخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة الإسرائيلية، ظهر اليوم الأحد، قولها إن حصيلة الهجوم الإيراني الليلة الماضية ارتفعت إلى 10 قتلى بعد انتشال جثتين إضافيتين من تحت أنقاض مبنى وسط إسرائيل.
وقال رئيس بلدية بات يام في تل أبيب التي تعرضت لدمار كبير جراء القصف الإيراني إن 7 أشخاص على الأقل قُتلوا في موجات من القصف الصاروخي الإيراني الليلة الماضية على إسرائيل، مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى مع وجود عدد من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن المستشفيات استقبلت 385 مصابا، خلال الـ24 ساعة الماضية.
ومع استمرار إغلاق مطار بن غوريون لليوم الثالث على التوالي، ألحقت الهجمات الصاروخية أضرارا بخطوط أنابيب النفط وخطوط نقل النفط في حيفا شمالا.
وقالت شركة بزان للبترول الإسرائيلية إن القصف الإيراني الليلة الماضية ألحق أضرارا بمصفاة البترول وتمديداتها في خليج حيفا الإستراتيجي.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله -اليوم الأحد- إن ردود إيران على الهجمات الإسرائيلية ستكون "أكثر حسما وشدة" إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية.
وأضاف بزشكيان أن الجيش الإيراني رد حتى الآن "بقوة وبشكل مناسب".
ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، سمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران عملية سمتها "الوعد الصادق 3″، للرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، أدت وفق المصادر الإسرائيلية حتى الآن إلى مقتل 13 إسرائيليا على الأقل وإصابة المئات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات في تل أبيب وحيفا وعدد من المدن.