في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع إن الجيش يعتزم السيطرة سلميا على السفينة مادلين التي تقترب حاليا من سواحل غزة ، وجرها إلى ميناء في أسدود، واعتقال النشطاء ثم تسفيرهم في الليلة نفسها إلى خارج إسرائيل.
ومن جهتها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول رفيع أنه "إذا سمحنا لقافلة واحدة بالدخول فسيتبعها المزيد".
وأعلن منظمو هذه الرحلة -التي تبحر نحو غزة لليوم الثامن على التوالي- سعيهم لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع الفلسطيني منذ عام 2007، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية هناك، وذلك من خلال إرسال قارب محمل بمساعدات رمزية وطاقم من نشطاء من مختلف الجنسيات، من ضمنهم أطباء ومهندسون وحقوقيون.
وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، قال تياغو أفيلا عضو لجنة ائتلاف أسطول الحرية -التي تنضوي رحلة السفينة تحت لوائها- إن الائتلاف يسعى من خلال الإمكانيات المتاحة لإنشاء ممر إنساني تحتاج إليه غزة بشكل كبير. وأضاف أنه في حال وقوع هجوم إسرائيلي فستكون السفينة التي ستجهَّز بعدها أكبر منها.
ووفق معطيات الملاحة، فإن "مادلين" تبعد بأقل من 200 ميل بحري عن المياه الإقليمية الفلسطينية حيث يتوقع وصولها غدا الاثنين. وأعلن النشطاء على متن السفينة أن المسيرات تواصل التحليق بشكل مستمر بالقرب منها.
#صورة تظهر مسار سفينة كسر الحصار "مادلين" المتجهة إلى قطاع غزة، حيث تبحر الآن في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية#حرب_غزة pic.twitter.com/dhpg8cr2XG
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 8, 2025
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إن "مادلين" التابعة لها تواجه "تشويشا إسرائيليا خطيرا" في حين أكد طبيب فرنسي على متن السفينة أن طائرات مسيرة تحلق فوقها منذ ساعات.
وقالت -في منشور على صفحتها بمنصة فيسبوك اليوم- إن النشطاء على متن "مادلين" يواصلون الإبحار رغم التهديدات، حاملين رسالة العالم إلى المحاصرين في غزة "أنتم لستم وحدكم".
وأضافت اللجنة في منشور آخر "يبدو أن إسرائيل تشوش على موقع وإشارات زملائنا على سفينة مادلين" ووصفت اللجنة التشويش الإسرائيلي بأنه "خطير".
كما قامت بنشر رابط إلكتروني لتعقب السفينة والتأكد من مسارها وسلامة ركابها، وطالبت داعميها حول العالم بنشره على نطاق واسع.
في الأثناء، قال الطبيب الفرنسي باتيست أندريه من على متن السفينة للجزيرة "هناك مسيّرات تحلق فوق رؤوسنا منذ ساعات على ارتفاع عال" وأوضح أن النشطاء على متن السفينة يتواصلون باستمرار مع جهات مختلفة من بينها الخارجية الفرنسية.
وأكد أندريه أن السفينة تحمل طنا من المساعدات الطبية لإيصالها إلى القطاع الفلسطيني، وأضاف "هذه كمية رمزية، ونطالب بإنهاء الحصار المفروض على غزة".
كما قالت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ من على متن السفينة -للجزيرة- إن الطاقم يأمل الوصول إلى قطاع غزة غدا أو بعد غد.
ولفتت إلى أن أسوأ سيناريو أن يواصل العالم تواطؤه بشأن الإبادة في غزة، مشيرة إلى أن "مادلين" تحمل مساعدات إنسانية لغزة.
وطالبت ثونبرغ بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مضيفة "سنحاول كسر الحصار وفتح ممرات إنسانية إلى غزة".
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين القول إنه من المتوقع أن يوقف الجيش سفينة أسطول الحرية قبل دخولها "مياه إسرائيل" الإقليمية، وفق تعبيرهم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح البحرية أجرى تدريبا قبالة سواحل أسدود على كيفية الاستيلاء على "مادلين".
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أمر الجيش بعدم السماح بوصول سفينة أسطول الحرية إلى غزة.
وأضاف كاتس أن "إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري على غزة الذي يهدف إلى منع تزويد حماس بالسلاح".
ووجه رسالة إلى هؤلاء المتضامنين على متن السفينة "أقول للناشطين اللاساميين بشكل واضح من الأفضل أن ترجعوا لأنكم لن تصلوا إلى غزة".
ورداً على تهديدات كاتس، أوضح ريفا سييفير فيار وهو أحد أفراد طاقم السفينة -في مقابلة مع الجزيرة- أن الرحلة سلمية وهدفها إبداء التضامن مع سكان القطاع.
وكانت "مادلين" أبحرت مطلع يونيو/حزيران الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه قطاع غزة، في رحلة ترمي لكسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل.
وتحمل هذه السفينة على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
ومادلين هي السفينة الـ36 ضمن ائتلاف أسطول الحرية، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقد سُميت السفينة على اسم "مادلين كُلاب" أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.