دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- روّجت حسابات في منصة إكس صورة لأكياس من الحصي بزعم أنه "يجري بيعها" في المملكة العربية السعودية خلال أداء فريضة الحج.
وحصدت الصورة أكثر من مليوني مشاهدة وعشرات الآلاف من التفاعلات. وصاحب ادعاء يقول: "خصصت السعودية اكياس حصى للحجيج للرجم بسعر 3 دولار حسابيًا 4 مليون حاج سينفقون 12 مليون دولار لرجم الشيطان ثم يأتي الشيطان شخصيًا يأخذ تلك الأموال.. هنا يقف الشيطان اللعين مستغربًا".
تُظهر الصورة رجلا يمسك بكيس كٌتبت عليه عبارة "كيس رمي الجمرات".
بالبحث العكسي عن الصورة وجد موقع CNN بالعربية أن الصورة نُشرت للمرة الأولى في موسم حج عام 144 هجريًا، أي في حوالي منتصف عام 2023.
كان لافتا أن الصورة تحمل على يسارها شعار وكالة الأنباء الرسمية (واس)، ونقلها عنها موقع صحيفة "الرياضية" السعودية، الذي نشرها في 28 يونيو/حزيران 2023، وعلّقت عليها: "صورة التقطت أمس لحاج يمسك داخل منشأة جسر الجمرات بكيس الحصى المعبّأ (واس)".
أما بالنسبة للادعاء المرافق للصورة، القائل بأنه يجري بيع الجمرات للحجاج، فهو غير صحيح، حيث تقوم هيئات تابعة لوزارة الحج والعمرة وجمعيات خيرية بعملية توزيع الجمرات.
في تقريرها آنذاك، أفادت صحيفة "الرياضية" أنه "بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، تنفّذ شركة "كدانة" للتنمية والتطوير، التابعة للهيئة الملكية لمنطقة المكرمة، وجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية مبادرة توفير أكياس الحصى، التي وُزِّعَت بكثافة، مساء أمس الأول، في مشعر مزدلفة".
ويحتوي كل كيسٍ 70 حصاة، مدُوِّن عليه من الخارج العدد المحدد لرمية كل يوم، بداية من أول أيام عيد الأضحى حتى ثالث أيام التشريق.
ويشار إلى أن هذا الادعاء سبق أن جرى تداوله إبان موسم الحج الماضي بصيغة نصية مشابهة للمنشورات المتداولة حاليًا.
ويعد رمي الجمرات ركن من أركان الحج. وتوجد أماكن محددة لرمي الجمرات، ولها أسماء عديدة، وهي: جمرة العقبة، والجمرتان الصغرى والوسطى.
وطبقت إدارة منطقة مكة المكرمة مشروع تجهيز وتعبئة حصى الجمرات في أكياس فاخرة للمرة الأولى في موسم حج عام 2008.
في ذلك الوقت، قال عضو مجلس السقاية والرفادة محمد بن عبود العمودي، إنه سيتم توزيع 500 ألف كيس يكفي مليون ونصف المليون حاج .
ويتم إعداد وتنقية الحجارة وغسلها سبع مرات، ثم تجفيفها تحت أشعة الشمس، قبل تعبئتها في الأكياس، التي توزع عن طريق أكشاك في مواقع عدة بمنطقة جمع الجمار، ومن خلال جمعيات أهلية.
في تصريحات مصورة لوكالة الأنباء السعودية في العام الماضي، قدّر المهندس أحمد الصبحي، أحد منسوبي شركة كدانة، كميات الحصى التي يرميها الحجاج بنحو ألف طن، لافتًا أن تختلف من موسم إلى آخر.