كشفت حركة "أمهات على الجبهة"، في تقرير موجه إلى كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، عن أزمة عميقة تضرب صفوف جنود الاحتلال، على الصعيدين البدني والنفسي، وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 20 شهرا.
وبحسب التقرير، فإن نسبة الانضمام إلى الاحتياط انخفضت من 95% في بداية الحرب إلى 75% فقط حاليا، في وقت وصلت فيه نسب الغياب ببعض الوحدات إلى 50%، مع تسجيل انهيار في الجاهزية البشرية داخل الوحدات النظامية.
كما أظهرت المعطيات، أن أكثر من 3500 جندي أُعلنوا غير لائقين للخدمة لأسباب نفسية حتى مايو/أيار 2024، إضافة إلى علاج نحو 2000 آخرين من "ردود فعل قتالية"، بينما يعاني 12% من جنود الاحتياط من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بحسب دراسة من جامعة تل أبيب.
وشهد عام 2024 أعلى معدل انتحار بين جنود الجيش منذ عقد، حيث سُجلت 21 حالة مؤكدة، نصفها في صفوف الاحتياط، وسط مؤشرات على وجود حالات غير موثقة، وانعدام الرقابة المنتظمة على محاولات الانتحار.
ووفق بيانات الجيش، فإن 5569 جنديا أُصيبوا منذ اندلاع الحرب، منهم المئات بإصابات خطِرة، بينما قُتل عشرات الجنود في حوادث غير قتالية نتيجة الاستنزاف، مثل الأمراض والانتحار والحوادث العملياتية.
وأشار التقرير إلى تداعيات واسعة على المجتمع الإسرائيلي، إذ كشف استطلاع أجراه معهد مايرز-جوينت-بروكديل في يناير/كانون الثاني 2024 أن 53% من الشبان الإسرائيليين (18-34 عاما) أبلغوا عن تدهور صحتهم النفسية، و50% واجهوا صعوبات مالية، بينما تخلّى 23% عن الدراسة و28% عن وظائفهم.
ونبهت الحركة إلى ارتفاع نسب الطلاق وتفكك الأسر والعنف المنزلي، خاصة بين عائلات جنود الاحتياط، بسبب الغياب الطويل وضغط الخدمة.
وأدانت الحركة استمرار زجّ الجنود المصابين نفسيا في القتال، معتبرة ذلك خطرا على حياة الجنود وزملائهم، ودعت قيادة الجيش إلى وقف الدوامة القتالية وإطلاق برامج لإعادة تأهيل الجنود بدنيا ونفسيا واجتماعيا.
وجاء في اختتام التقرير، الموقّع من رئيسة الحركة المحامية أيليت هشاشار سيدوف، ورئيسة قسم الصحة النفسية فيها أغميت غيليف، رسالة إلى رئيس قسم الصحة النفسية ورئيس قسم العلوم السلوكية والمسؤول الطبي الرئيسي: "هذا نظام أخلاقي ومهني وعام. هذه مسؤوليتكم المهنية والأخلاقية. لا تقفوا مكتوفي الأيدي".