كشف جمعية النقل الخاص في قطاع غزة لبي بي سي عن قيام الجيش الإسرائيلي بإرجاع باخرة محملة بالدقيق بعد إفراغ حمولتها وتفتيشها في معبر كرم أبو سالم التجاري شرق مدينة رفح، وإعادة الحمولة ثانية إلى الميناء الإسرائيلي والتي كان مقرر دخولها إلي القطاع المحاصر منذ شهور.
ونفي ناهض شحيبر، رئيس الجمعية لبي بي سي وصول أي شاحنات إلى القطاع سواء للنقاط العسكرية والمناطق الجديدة التي أقامها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع، أو حتى لأية منظمة دولية او أممية كما يُروج منذ أيام.
وأضاف شحيبر أن عمال شركته لا يزالون في معبر كرم أبو سالم ولم يتسلموا أي شيء بسبب رفض الجيش الإسرائيلي منحهم التنسيق اللازم، مؤكداً في حديث خاص لبي بي سي أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يمنع أربع عشر شاحنة محملة بالمساعدات من الدخول إلي قطاع غزة توجد حالياً في معبر كرم أبو سالم رغم ادعائه بالموافقة على دخولها.
وأوضح رئيس الجمعية أن 10 من تلك الشاحنات تحمل مكملات غذائية للأطفال، أما الشاحنات الأربع الأخرى فهي خاصة بالمستشفى الإماراتي الميداني.
وناشد البابا لاون الرابع عشر، إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واصفاً الوضع في القطاع الفلسطيني بأنه "أشد إثارة للقلق والألم".
جاء ذلك خلال أول لقاء عام أسبوعي له في ساحة القديس بطرس، قائلاً: "أجدد ندائي الحار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العادلة ووضع حد للأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى".
وكان البابا الجديد قد دعا في قداس مهيب يوم الأحد 11 مايو/أيار، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين.
في هذا السياق، تعهدت المملكة المتحدة بتقديم 4 ملايين جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية لغزة، وذلك خلال زيارة وزيرة التنمية البريطانية جيني تشابمان إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وقالت تشابمان خلال الزيارة: "ينبغي أن يحصل سكان غزة الأكثر ضعفاً على المساعدات بشكل عاجل وتام".
وأعلنت الحكومة في بيان أن هذا الإعلان الجديد عن المساعدات سيدعم المنظمات العاملة في الميدان، التي تسعى إلى إيصال الغذاء والماء والأدوية إلى المحتاجين.
في السياق ذاته، نشرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مقطع فيديو يُظهر كمية كبيرة من المساعدات، مُخزنة في مستودع خارج العاصمة الأردنية عمّان، والتي تقول إنها تبعد ثلاث ساعات فقط بالسيارة عن غزة.
وأوضح الفيديو أن هناك "طعاماً يكفي 200 ألف شخص، وأدوية تكفي 1.6 مليون شخص، وبطانيات، ومستلزمات نظافة شخصية، ولوازم مدرسية تنتظر وصولها إلى سكان غزة".
وأفادت الأمم المتحدة وجهات أخرى، الأربعاء، أنه على الرغم من مرور بعض المساعدات عبر نقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية ودخولها قطاع غزة، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لم يُفرجوا عنها بعد للتوزيع.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة توصلها إلى اتفاق مع إسرائيل للسماح بإيصال "مساعدات إنسانية عاجلة" إلى غزة، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل اتهامات محلية ودولية بعرقلة المساعدات.
وأفاد البيان الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل، "أفضى إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات".
وأضاف البيان أن هذه المساعدات تهدف إلى تلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى.
كما تشمل المبادرة توفير المواد الأساسية اللازمة لتشغيل المخابز في القطاع، بالإضافة إلى مستلزمات الأطفال الضرورية، مع ضمان استمرارية توفير هذه المواد لتلبية احتياجات المدنيين.
وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة مساعدات دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن الأمم المتحدة قالت إن توزيع المساعدات مُعطّل.
وأكد آل نهيان خلال الاتصال على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في القطاع "بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق".
كما بحث الجانبان الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية للسماح بوصول المساعدات إلى غزة، حيث تقول المنظمات الإنسانية إن الحصار الشامل المفروض منذ 2 مارس/آذار تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء.
من ناحية أخرى، اتهم أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة إسرائيل بمواصلة عرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد الشوا أن شاحنات الإغاثة لم تصل بعد إلى مخازن الأمم المتحدة في غزة، قائلاً إن إسرائيل تحاول التهرب من الضغوط الدولية بـ "ادعاء السماح بدخول المساعدات"، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن "كمية المساعدات التي بدأت إسرائيل بالسماح بدخولها إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب ليست كافية على الإطلاق".
وأضافت أن المساعدات الحالية جاءت في إطار التمويه "ذرّاً للرماد في العيون، للتظاهر بانتهاء الحصار"، في إطار نفي تهمة تجويع سكان القطاع عن نفسها.
وقالت باسكال كويسارد، منسقة الطوارئ في المنظمة في خان يونس بغزة: "إن قرار السلطات الإسرائيلية بالسماح بدخول كمية غير كافية من المساعدات إلى غزة على نحو مثير للسخرية بعد أشهر من الحصار المشدد، يشير إلى نيتها تفادي تهمة تجويع سكان غزة، بينما في الواقع تُبقيهم على قيد الحياة بالكاد".
وأضاف البيان أن "التصريح الحالي بإدخال 100 شاحنة يومياً، في ظلّ الوضع المتردّي للغاية، غير كافٍ على الإطلاق".
في غضون ذلك، تواصل أوامر الإخلاء تهجير السكان، بينما لا تزال القوات الإسرائيلية تُخضع المرافق الصحية لغارات مكثفة.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أنها حصلت على الموافقة لإرسال مساعدات لأول مرة منذ أن فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً في 2 مارس/آذار، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء.
وأعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة دخلت غزة من إسرائيل يوم الثلاثاء، محملة بمساعدات شملت الطحين وأغذية أطفال ومعدات طبية وأدوية، لكن الأمم المتحدة قالت إن المساعدات مُعطّلة.
وأوضحت الأمم المتحدة أن المساعدات لم توزَّع في غزة حتى الآن، على الرغم من وصول الشاحنات إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم، بعد حصار دام 11 أسبوعاً.
وقال المتحدث باسمها، ستيفان دوجاريك، إن الفريق "انتظر عدة ساعات" حتى تسمح له إسرائيل بالدخول إلى المنطقة، لكن "للأسف، لم يتمكنوا من إدخال تلك الإمدادات إلى مستودعاتنا".
وفي إطار الضغوط الدولية، أعلنت بريطانيا، الثلاثاء، تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، واستدعاء سفيرة إسرائيل، على خلفية توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة شراكته مع إسرائيل على خلفية الأوضاع في غزة.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الثلاثاء إن "الوضع في غزة كارثي، ويجب زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع في أسرع وقت".
وأوضحت كالاس أن التكتل سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.
وهناك دعوات متزايدة لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية بقطاع غزة، وتصاعد الانتقادات الأوروبية لسياسات إسرائيل.
وتقود هولندا هذه المبادرة، وتسعى لحشد دعم غالبية الدول الأعضاء من أجل الضغط على المفوضية الأوروبية لتفعيل بند مراجعة الاتفاق.
وتنص الاتفاقية في مادتها الثانية على احترام حقوق الإنسان، وهو ما تقول دول أوروبية إنه لم يعد قائماً في ظل الوضع الحالي.
ويؤكد دبلوماسيون، أن حصول المبادرة على تأييد 14 دولة سيكون كافياً لدفع المفوضية إلى التحرك أو تبرير موقفها رسمياً.
من جهته، قال المكتب الحكومي التابع لحماس في غزة إن إسرائيل تواصل لليوم الثالث على التوالي، منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، في "انتهاك صارخ" لما أُعلِن سابقاً من التزامات وتعهدات.
وأضاف في بيان أن هذا يأتي استمراراً لسياسة الحصار والتجويع "الممنهجة"، ضد أكثر من مليوني مدني فلسطيني يعيشون أوضاعاً إنسانية صحية ومعيشية متدهورة ونقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، ما ينذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة السكان.
واتهم المكتب الحكومي السلطات الإسرائيلية بتعمد استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالتحرك العاجل والضغط الفوري لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات دون تأخير أو عراقيل، والعمل الجاد على إنهاء "الحصار الظالم" المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عاماً.
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 115 "هدفاً إرهابياً" في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقتل ناشطاً من حماس، يقول إنه شارك في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر منشور الجيش الإسرائيلي على منصة إكس أن الأهداف "شملت منصات إطلاق صواريخ، ومنشآت عسكرية، وأنفاقاً، وخلايا إرهابية، ومواقع إضافية للبنية التحتية الإرهابية".
وتأتي هذه الموجة من الغارات في إطار أحدث هجوم للجيش الإسرائيلي، أُطلق عليه "عملية عربات جدعون"، ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين الأسبوع الماضي.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل جندي برتبة رقيب أول خلال المعارك الجارية في جنوب قطاع غزة، ليكون ثاني جندي يُقتل خلال أقل من 24 ساعة في القطاع.
وبذلك، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بدء الحرب على غزة إلى 858، وفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجندي قُتل جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت المبنى الذي كان بداخله.
وذكرت الإذاعة أن المبنى الذي قُتل فيه الجندي فُحِص مسبقاً باستخدام كلب وطائرة مُسيّرة، واستُبعِد وجود قنبلة قبل دخوله إليه، إلا أن الجندي علق تحت الأنقاض لساعات طويلة، واستمرت عملية الإنقاذ حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء.
أما على الجانب الفلسطيني، فأعلن الدفاع المدني الفلسطيني ارتفاع حصيلة القتلى الغارة الاسرائيلية التي استهدفت سوقاً مركزياً بمدينة غزة ظهر اليوم الأربعاء، إلى ثمانية قتلى وأكثر من ستين مصاباً.
وأكد أيضا مقتل أربعة آخرين في غارة ثانية استهدفت مجموعة من المواطنين وسط المدينة، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ فجر اليوم في القطاع إلى 44 والجرحى لأكثر من 80 فلسطينياً.
وبحسب المصادر، فإن 11 فلسطينياً قُتلوا في قصف منزل بمنطقة جباليا البلد شمالي قطاع غزة، ما أسفر كذلك عن جرح 13 آخرين جميعهم ينتمي إلى عائلة واحدة.
وفي المنطقة نفسها، قُتل طفل وجُرح 22 فلسطينياً في قصف ضرب إحدى البنايات.
وقال الشهود إن الغارات التي وقعت خلال الساعات القليلة الماضية في شمالي قطاع غزة، استهدفت كذلك منزلين في منطقتي بئر النعجة والفالوجة إلى الغرب من مخيم جباليا، وكذلك المناطق المحيطة بمقبرة الفالوجة.
أما في وسط قطاع غزة، فقد قتل خمسة أشخاص، بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، في غارة جوية على منزل في مدينة دير البلح. كما قُتل آخران جراء قصف لطائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم المغازي.
وفي جنوبي القطاع، قُتل أربعة وجرح آخرون، في قصف جوي طال منزلاً في بلدة عبسان الكبيرة إلى الشرق من مدينة خان يونس. كما قُتل ثلاثة في قصف لمنزل في منطقة معن إلى الجنوب من المدينة نفسها.
من جهة أخرى، ووفقاً لشهود عيان، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف لعدد من المباني إلى الغرب من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وبذلك، يرتفع إجمالي عدد القتلى في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى 53.655 فلسطينياً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.