آخر الأخبار

ليبراسيون: 6 أسئلة لفهم ما يحدث بين باكستان والهند في كشمير

شارك

بعد 15 يوما من هجمات بهلغام التي قتل فيها 25 هنديا في كشمير ، تبادلت الهند وباكستان ضربات وعمليات عسكرية مساء أمس الثلاثاء وفجر اليوم، أسفرت عن مقتل 34 شخصا على الأقل.

وقالت صحيفة ليبراسيون -في تقرير بقلم لوك ماثيو وأرنو فوليرين- إن تصعيد الخطاب الذي أعقب الهجوم أدى هذه المرة إلى صدام مميت، في واحد من أعنف الاشتباكات العسكرية منذ 25 عاما بين الجارتين اللدودتين في منطقة يتركز فيها خمس سكان العالم وتعيش حالة حرب دائمة.

ما الذي حدث؟

تبادل الجيشان نيران المدفعية على طول الحدود، وأسفرت الصواريخ الهندية التي أصابت 6 بلدات في كشمير الباكستانية والبنجاب، والقصف المدفعي الذي صاحبها، عن مقتل 26 مدنيا منهم أطفال، وأصيب 46، وفقا للمتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شودري.

وأعلنت الهند مقتل 8 أشخاص وإصابة 29 في قرية بونش في كشمير جراء قصف مدفعي، وسمعت انفجارات قوية حول سريناغار المدينة الرئيسية في الجزء الهندي من كشمير، وصرحت نيودلهي صباح اليوم أن 3 مقاتلات تابعة لسلاحها الجوي تحطمت.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد منح جيشه "حرية عملياتية" للرد كما يشاء، بعد أن قرر الأهداف والتوقيت وطريقة الرد على هجوم بهلغام، خلال اجتماع برؤساء أركانه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

إعلان

وذكرت ليبراسيون أن الهند ردت قبل 6 سنوات بقصف الأراضي الباكستانية جوا، ردا على هجوم أسفر عن مقتل 40 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية، وأعلنت جماعة إسلامية تدعى جيش محمد مسؤوليتها عنه. وردت باكستان بإسقاط طائرة هندية وأسر طيار، قبل أن تتدخل واشنطن آنذاك لوقف التصعيد.

ورأت الصحيفة أن مودي وقتها استغل التوتر واستعرض قوته لدعم حملته الانتخابية قبيل الانتخابات التشريعية لولايته الثانية، كما يقول الباحث في مركز آسيا ومدير الأبحاث الفخري بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، جان لوك راسين.

ومع أن العمليات العسكرية اليوم ظلت عند مستوى المناوشات، فقد أطلقت الدولتان إجراءات دبلوماسية انتقامية بالموازاة: فالحدود مغلقة، والهند ألغت التأشيرات عن المواطنين الباكستانيين، وردت باكستان بإلغاء التأشيرات الممنوحة للهنود، وقررت عدم منح تأشيرات جديدة مع استثناء الحجاج السيخ، كما انتهكت نيودلهي معاهدة تقاسم مياه نهر السند .

لماذا ثارت حلقة جديدة من التوتر؟

وحسب شهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية، هاجم 3 أشخاص يوم 22 أبريل/نيسان بلدة بهلغام السياحية، وفصلوا الرجال عن النساء والأطفال، ثم قتلوا من لا يستطيع رفع الأذان مما أسفر عن مقتل 25 هنديا وسياحا نيباليين.

وأعلنت الشرطة الهندية سريعا، أن هنديا وباكستانيين اثنين هم المهاجمون، وقالت إنهم ينتمون لجبهة مقاومة كشمير التي تنشط في كشمير، وقد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرتها الشرطة الهندية واجهة لمنظمة لشكر طيبة التي تصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية.

وبدافع من الرأي العام، لم ينتظر مودي أن تعلن جماعة لشكر طيبة مسؤوليتها عن الهجوم، واعتبر إسلام آباد مسؤولة عنه رغم أن الحكومة الباكستانية تنفي أي تورط لها، وتدعو إلى إجراء تحقيق "محايد".

هل تتحول الأزمة إلى حرب مياه؟

بعد هجوم بهلغام قررت الهند تعليق معاهدة مياه نهر السند الثنائية، مما ينذر بعواقب وخيمة قد تسبب أزمة زراعية تفاقم الأزمة الاقتصادية في باكستان -كما يقول جان لوك راسين- ولذلك أعلنت الحكومة الباكستانية فورا أن قطع إمدادات المياه "عمل حربي".

إعلان

وكانت معاهدة مياه نهر السند قد وقعت عام 1960 بين البلدين برعاية البنك الدولي ، وهي تنظم تقاسم السيطرة على حوض نهر السند المكون من 6 ممرات مائية، يقع في الهند ثلاثة منها، هي رافي وبياس وسوتليج. وفي باكستان ثلاثة هي السند وجيلوم وتشيناب، وتمثل وحدها 80% من الحجم الإجمالي للحوض.

وسيؤثر إلغاء هذه الاتفاقية على ملايين المزارعين الباكستانيين، لا سيما في البنجاب حيث تروى معظم المحاصيل، وقد يهدد إمدادات المياه في المناطق الحضرية، خاصة أن الهند تشيد سدودا في منطقتها منذ عدة سنوات، وترغب في مراجعة معاهدة التقسيم هذه.

ما أصل التوتر في كشمير؟

وتعود قضية كشمير عموما إلى انفصال باكستان عن الهند عام 1947، حين ادعت كل منهما ملكية هذه المنطقة الجبلية، وقد توصلا عام 1949 إلى ما يسمى باتفاقية كراتشي التي رسمت خط وقف إطلاق النار، ولكن التوترات والمناوشات لم تتوقف، مما أدى إلى اندلاع حرب أولى عام 1965، ثم تجدد العنف عام 1989 عقب تمرد انفصالي على الجانب الهندي، وأسفر القتال منذ ذلك الحين عن مقتل عشرات الآلاف.

لصالح من يميل ميزان القوى العسكري؟

مع أنه من الصعب تحديد القوة الكاملة لكل جانب، رأت الصحيفة الفرنسية، أن الميزان العسكري بين القوتين الإقليميتين يميل لصالح الهند، حيث يبلغ عدد أفراد جيشها النشط 1.48 مليون. في حين لا يتجاوز الجيش الباكستاني 660 ألفا، كما أن الهند مجهزة أفضل بالأسلحة والذخيرة والمعدات والمواد مقارنة بجارتها.

أما الترسانة النووية فهي متكافئة تقريبا -وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام- إذ بلغ مخزون الهند من الرؤوس النووية نحو 172 رأسا نوويا عام 2024، وهو ما يتجاوز قليلا مخزون باكستان البالغ 170 رأسا نوويا.

من الوسطاء بهذه الأزمة؟

مع انجلاء المناوشات، تحدث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى نظيريه الهندي والباكستاني، ودعا إلى الحوار "لتهدئة الوضع وتجنب المزيد من التصعيد" وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق، إنه يأمل أن "تتوقف الاشتباكات سريعا جدا".

إعلان

ومن جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية، خاصة بين دولتين مسلحتين نوويا، كما دعت الصين إلى "تجنب اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد الوضع تعقيدا" وحثت المسؤولين من كلا البلدين على "ضبط النفس".

وبعد هجمات بهلغام مباشرة، قالت إيران -التي كانت تتفاوض مع الولايات المتحدة على اتفاق بشأن برنامجها النووي – إنها مستعدة للعمل وسيطا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا