قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء إن "غزة ستُدمَّر بالكامل" بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال سموتريتش في معرض ردّه على سؤال خلال ندوة في مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية المحتلة، حول رؤيته لما بعد الحرب، إنّ سكان غزة سيبدأون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد نقلهم إلى جنوب القطاع.
ووافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل، يوم الاثنين، على خطة لتوسيع العمليات العسكرية تشمل احتلال قطاع غزة.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي، إنّ إسرائيل تخطط لاحتلال وتسوية قطاع غزة بالكامل إذا لم يُتوصل إلى اتفاق بحلول موعد زيارة ترامب.
وتدعو خطط العملية إلى هدم أي مبانٍ لا تزال قائمة، وتشريد جميع السكان تقريباً البالغ عددهم مليوني نسمة إلى "منطقة إنسانية" واحدة، وفق الموقع.
وعلّقت حركة حماس على الخطة في بيان قال إن الخطة "تمثّل قراراً صريحاً بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن هناك "فرصة سانحة" أمام التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المحتجزين في غزة خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة الأسبوع المقبل.
وأوضح أنَ إسرائيل ستبدأ عملية جديدة في القطاع إذا لم يحدث اتفاق.
قال قيادي كبير في حركة حماس، الثلاثاء، إنه "لا معنى" لأي مفاوضات لوقف النار في ظل "حرب التجويع" الإسرائيلية في قطاع غزة.
وطالب عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم، المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف "جريمة التجويع".
وقال نعيم لوكالة فرانس برس "لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
أضاف نعيم أن "المجتمع الدولي وفي مقدمته المؤسسات الأممية، اعتبرت سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل جريمة حرب".
حضّت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إسرائيل على إنهاء حظر المساعدات الإنسانية الذي يعرّض سكان قطاع غزة للمجاعة.
وأدان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية منذ مارس/آذار.
وقال لازاريني إنّ ذلك يسبب "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".
في وقت سابق الجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلّم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، متهمة حماس باستغلالها لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب".
ورفضت الحركة أيضاً تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها حركة حماس بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وقالت إنها "تتناقض بوضوح مع تقارير الأمم المتحدة، وشهادات المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع".
وطالبت الحركة الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر المغلقة أمام دخول جميع المواد الأساسية المنقذة للحياة.
الاثنين، وافق المجلس الأمني المصغر في إسرائيل، على "إمكان توزيع المساعدات الإنسانية".
وترفض الأونروا ووكالات أخرى الخطة الإسرائيلية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن "الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، ويبدو أنها صُمّمت بهدف ترسيخ السيطرة على المواد التي تحافظ على الحياة كما لو كانت تكتيكاً لممارسة الضغط - وباعتبارها جزءاً من استراتيجية عسكرية".
وضِمن خدمة إذاعيّة طارئة تحت اسم "يوميات الشرق الأوسط" مقدمة من بي بي سي نيوز عربي، رأى رجل من القطاع إن "إسرائيل تهدف إلى التخلص من الأونروا واللاجئين"، وعلّق للبرنامج على خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية، بقوله "لا أحد يوافق على أن تتحكم الولايات المتحدة وإسرائيل في توزيع الإمدادات. لن يوافق أحد على ذلك".
وأبدى فلسطيني آخر عبر البرنامج عدم اكتراثه بشأن الجهة التي ستوزع المساعدات، وقال: "المهم أن تصل إلينا المساعدات. مجرد وصول المساعدات إلينا يُعدّ إنجازاً … نريد أن نأكل".
واشتكى فلسطيني يسكن القطاع من عدم توافر الغذاء في القطاع، وتحدّث عن وفاة اثنين من أبناء أخيه بسبب سوء التغذية، موضحاً: "لا يوجد طعام في غزة".
ووصف أحد سكان القطاع الخطة الإسرائيلية بـ"تمويه إسرائيلي أمريكي يهدف إلى إطالة أمد الحصار المفروض على غزة"، مضيفاً: "إسرائيل لا تريد السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعمل على إطالة أمد الحصار حتى تصل غزة إلى مرحلة متفاقمة من المجاعة".