آخر الأخبار

انفجار إيران: الحداد يتحوّل إلى غضب في إيران بعد مقتل 40 شخصاً خلال انفجار ميناء شهيد رجائي

شارك
مصدر الصورة

تحول الحداد في إيران إلى غضب بعد الانفجار الهائل في أكبر ميناء تجاري في البلاد، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً وإصابة أكثر من ألف شخص آخر.

ووقع الانفجار صباح السبت في ميناء شهيد رجائي، وتوجه العديد من الناس إلى المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد للتبرع بالدم.

وبعد مرور يوم على الحادث، مازالت النيران مشتعلة، بينما تغطي سحابة سوداء كثيفة من المواد الكيميائية السامة المنطقة المحيطة.

وقد أوصت وزارة الصحة سكان المدن والبلدات القريبة بالبقاء في منازلهم "حتى إشعار آخر".

وفي مدينة بندر عباس القريبة في الجنوب، التي تضم القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية، أمرت السلطات بإغلاق جميع المدارس والمكاتب يوم الأحد، لإفساح المجال لجهود الطوارئ، وفقاً لما ذكره التلفزيون الرسمي.

وتحوّل مهرجان احتفالي كان من المفترض أن يُقام بالقرب من ميناء شهيد رجائي، إلى فعالية حزينة لإحياء ذكرى الضحايا والدعاء للمصابين.

وأعلنت السلطات الإيرانية يوم الاثنين يوم حداد في كامل أنحاء البلاد، بالإضافة إلى يومي حداد إضافيين في محافظة هرمزغان.

الجدير بالذكر أنه في حين هز الانفجار إيران مادياً - إذ شعر سكان على بعد قرابة 50 كيلومتراً بالانفجار - فإن البلاد الآن تهتز أيضاً بسبب تصاعد تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن الانفجار.

وقالت شركة "أمبري إنتليجنس" (Ambrey Intelligence)، وهي شركة استشارية خاصة معنية بمخاطر الملاحة البحرية، إنها تعتقد أن الحرائق الشديدة التي تمّ رصدها بين الحاويات قبل الانفجار، كانت نتيجة لـ"سوء التعامل مع شحنة من الوقود الصلب المخصص للاستخدام في الصواريخ الباليستية الإيرانية".

وأشارت الشركة إلى أنها تعتقد أن تلك الحاويات كانت تحتوي على وقود صلب مخصص للصواريخ الباليستية، مشيرة إلى أنها كانت على علم بأن سفينة ترفع العلم الإيراني "قامت بتفريغ شحنة من وقود الصواريخ (بيركلورات الصوديوم) في الميناء في مارس/أذار 2025".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخص مقرب من الحرس الثوري الإيراني ورفض الكشف عن هويته، قوله إن المادة التي انفجرت هي بيركلورات الصوديوم، وهي مكون رئيسي في الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ.

ويتساءل بعض الإيرانيين حول صحة ما ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن الجيش الإيراني والحرس الثوري خزنا وقوداً صاروخياً تمّ استيراده مؤخراً من الصين في الميناء، وهو ما نفاه متحدث باسم الجيش.

ويحمّل كثير من الإيرانيين المسؤولية للسلطات في البلاد، بسبب عدم كفاءتها، متسائلين: كيف يُمكن ترك هذا الكم الهائل من المواد القابلة للاشتعال في الميناء دون اهتمام كافي؟، وهو سؤال سيكون على النظام الإيراني الإجابة عليه.

وزار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موقع الانفجار يوم الأحد، وقال: "جئنا لنرى ما إذا كانت هناك أي مشكلة يمكن للحكومة متابعتها".

ووجّه بزشكيان في وقت سابق بفتح تحقيق في سبب الانفجار، وأرسل وزير الداخلية إلى المنطقة لقيادة التحقيق.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، رضا طلائي، في تصريح للتلفزيون الرسمي أنه "لم يتم استيراد أو تصدير أي شحنات من الوقود العسكري في هذه المنطقة".

من جهته، قال مكتب الجمارك في الميناء، في بيان نقله التلفزيون الرسمي، إن الانفجار من المرجح أنه نجم عن حريق اندلع في مستودع تخزين مواد كيميائية.

مصدر الصورة

وهناك أيضاً تساؤلات حول ما إذا كان الاقتصاد الإيران سيتأثر بالانفجار، نظراً لأن قرابة 80 في المئة من واردات البلاد تصل إلى هذا الميناء.

وفي السبت، حذّرت السلطات الإيرانية من احتمال حدوث نقص في المواد الغذائية على المدى القريب نتيجة تعطل الميناء، لكنها خففت في وقت لاحق من تلك التحذيرات، موضحة أن الانفجار أثّر فقط على جزء من الميناء، بينما يعمل باقي الميناء بشكل طبيعي.

وأظهرت صورة نشرتها وكالة تسنيم الإيرانية الأحد، طائرة هليكوبتر تحلق في السماء وسط الدخان الأسود وتقوم بإطفاء الحريق في المنطقة المنكوبة، بحسب وكالة فرانس برس.

كما أظهرت صور أخرى رجال الإطفاء بين حاويات الشحن المتفحمة، ويحملون جثة أحد الضحايا، في حين أغلقت السلطات الإيرانية الطرق المؤدية إلى موقع الانفجار.

مصدر الصورة

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر بإرسال عدد من طائرات الإطفاء المتخصصة إلى إيران للمساعدة في التعامل مع الكارثة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان نقلته فرانس برس الأحد، إن ثلاثة مواطنين صينيين أُصيبوا جراء الانفجار، مشيرة إلى أنهم في "حالة مستقرة"، مؤكدة أنها لم تتلقَ أي تقارير أخرى عن وقوع ضحايا آخرين.

وفيما قدمت عدة دول، من بينها الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، باكستان، الهند، تركيا، وروسيا. بالإضافة للأمم المتحدة التعازي للحكومة الإيرانية.

ووقع انفجار الميناء بينما كانت الوفود الإيرانية والأمريكية تعقد اجتماعات غير مباشرة رفيعة المستوى عبر وسطاء في سلطنة عمان، حول برنامج إيران النووي، أعلن الجانبان عن إحراز تقدم فيها.

وأعلنت إيران أنها منفتحة على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها، لكن شددت في ذات الوقت على أنها لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا