في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وأكد رئيس وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله"، وفيق صفا، أن الحزب "أبلغ السلطات اللبنانية رفضه المطلق لأي بحث في مسألة نزع السلاح، ما لم تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الجنوب اللبناني وتوقف اعتداءاتها المستمرة".
وأوضح صفا أن هناك فرقًا جوهريًا بين "نزع السلاح" وبين "صياغة استراتيجية دفاعية للبنان"، معتبرًا أن الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن أي ترتيبات أمنية داخلية.
الدولة اللبنانية: لا سلاح خارج الشرعية
في المقابل، عبّرت الدولة اللبنانية عن موقف واضح عبر تصريحات وزير العدل، عادل نصار، الذي قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الدولة اللبنانية تعمل على استعادة دورها الكامل، ولا مجال بعد اليوم لتبرير وجود أي سلاح خارج المؤسسات الرسمية".
وأضاف أن الحكومة الحالية تستند إلى مشروع واضح نالت على أساسه الثقة البرلمانية، وهو مشروع يرفض وجود أي قوى مسلحة خارج إطار الجيش وقوى الأمن.
الجيش اللبناني يتحرك جنوبًا
في ترجمة عملية لمواقف الدولة، توسع انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد بشكل ملحوظ، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين لبنانيين.
فقد صادر الجيش أسلحة تعود لحزب الله، وفكك نحو 500 موقع عسكري تابع للحزب ولمجموعات أخرى، كما نشر 1500 جندي إضافي ليصل العدد الإجمالي إلى 6000، مع توقع وصول 4000 جندي آخرين.
الصحيفة أضافت أن الجيش استأنف طلعاته الجوية الاستطلاعية، وأقام نقاط تفتيش في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، في محاولة لبسط السيطرة الأمنية الكاملة.
إسرائيل تهدد: سنقصف الضاحية
التحرك اللبناني لم يمر دون رد إسرائيلي، إذ لوّح وزير الدفاع الإسرائيلي بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت في حال استأنف حزب الله نشاطه المسلح.
وحذّر من أن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار سيواجه بـ"القوة"، مؤكدًا أن أمن شمال إسرائيل لا يمكن فصله عن الوضع في بيروت.
نعيم قاسم: المقاومة باقية لحماية لبنان
وفي رد مباشر على هذه المواقف، قال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن "المقاومة هي رد فعل طبيعي على عجز الدولة عن حماية اللبنانيين"، مشيرًا إلى أن "صمود المقاومة كان السبب في وقف إطلاق النار مع إسرائيل".
وأكد قاسم أن حزب الله لا يناقض الدولة بل "يقف خلفها"، داعيًا إلى صياغة استراتيجية دفاعية وطنية تُبنى على التفاهم مع الرئاسة اللبنانية.
هل تتكرر تجربة "الحشد الشعبي"؟
الرئيس اللبناني جوزيف عون، أكد أن "لا مكان لتجربة الحشد الشعبي العراقي في لبنان"، نافياً نية الدولة دمج حزب الله كوحدة مستقلة ضمن المؤسسة العسكرية، لكنه أشار إلى إمكانية انضمام أفراد الحزب بشكل فردي إلى صفوف الجيش.
تحذيرات وتحفظات داخلية
الباحث السياسي اللبناني توفيق شومان، وفي مداخلة عبر "سكاي نيوز عربية" في نشرة "التاسعة"، أوضح أن "صياغة استراتيجية دفاعية شاملة تحتاج إلى حوار وطني تشاركي"، مؤكداً وجود تنسيق قائم بين رئاسة الجمهورية و"الثنائي الشيعي" في هذا السياق.
وأشار شومان إلى أن "بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب يجعل من سلاح حزب الله ورقة يعتبرها الحزب ضرورية"، مضيفًا أن تنفيذ القرار الدولي 1701 لا يزال ناقصًا، وهو ما يُستخدم حجة لتبرير استمرار المقاومة.
لبنان بين السلاح والسيادة
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن لبنان يقف أمام مفترق طرق حساس، بين استكمال مشروع استعادة القرار السيادي وتوحيد السلاح تحت راية الدولة، أو الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، قد يدفع ثمنها جميع اللبنانيين.
ويبقى السؤال معلقًا: هل تنجح الدولة في فرض معادلة "لا سلاح خارج الشرعية"؟ أم أن حزب الله سيواصل فرض شروطه في معادلة "السلاح مقابل الاحتلال"؟