آخر الأخبار

كيف يؤثر تدمير القطاع الصحي في الوضع الإنساني العام في قطاع غزة؟

شارك
مصدر الصورة

استهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر الأحد 13 من إبريل/نيسان، مستشفى الأهلي المعمداني في وسط قطاع غزة، مما أسفر عن تدمير قسم الطوارئ والاستقبال والصيدلية وخروج المستشفى عن العمل.

وتسبب القصف الإسرائيلي في إخلاء جماعي لعشرات المرضى والجرحى بعضهم حالته حرجة.

ويُقدّم المستشفى الأهلي المعمداني خدماته الصحية لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في قطاع غزة.

وتحول المستشفى الأهلي المعمداني - قبل استهدافه فجر الأحد - إلى أهم مستشفى في مناطق شمال قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي طال مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان، منذ بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، د. منير البرش، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنظومة الصحية بشكل مباشر ويستهدف الكوادر الصحية، ويضرب بعرض الحائط القوانين الإنسانية والقوانين الدولية ".

وبالتزامن، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن استهداف المستشفى المعمداني "ما كان له أن يحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته، خاصة وأن الاحتلال سبق ودمّر عمدا 34 مستشفى في القطاع وأخرجها عن الخدمة".

واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن استهداف المستشفيات والمراكز الطبية "يندرج في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لاستكمال تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية تمهيدا لإجبار المواطنين على الهجرة بالقوة العسكرية".

وحمَّلت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي "كامل المسؤولية عن فشله في حماية المدنيين وفرض الوقف الفوري للإبادة وفتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل مستدام، والبدء بتنفيذ جميع أشكال الإغاثة والإعمار".

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف "مجمعا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية".

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه " قبل الغارة تم اتخاذ خطوات لتقليص احتمال إصابة المدنيين في المستشفى شملت توجيه انذار مسبق في المنطقة واستخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي".

واتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بأنها "تنتهك بشكل ممنهج أحكام القانون الدولي مستغلة بشكل سخيف المباني والمرافق المدنية والسكان بغية تنفيذ اعتداءات إرهابية".

لكن حركة حماس رفضت اتهامات الجيش الإسرائيلي، واصفة إياها بأنها "تكرار مفضوح لأكاذيب الاحتلال التي يسوقها لتبرير جرائمه الوحشية ضد مراكز الإيواء والمدنيين الأبرياء والمستشفيات كما حصل سابقا مع مجمع الشفاء الطبي وغيره من المراكز الطبية".

وأضافت حماس، في بيان، أن "حكومة الاحتلال الفاشية تواصل استهتارها بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وانتهاكها لحرمة المستشفيات، وإيغالها في دماء المدنيين الأبرياء، بهدف الانتقام الوحشي من شعبنا الفلسطيني، وذلك في الوقت الذي يقدّم فيه جيشه الإرهابي بعد كل جريمة أو مجزرة وحشية، رواية كاذبة ولا تستند إلى أي دليل، لتبرير جريمته".

ودائما ما تبرر إسرائيل استهدافها للمنشآت الصحية في قطاع بغزة بأنها تُستخدم من قبل حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى، لكن المراقبين يقولون إنها لا تقدم أدلة ملموسة على صدق روايتها مع كل ما تملكه من تقدم تكنولوجي، وسيطرة فعلية على سماء قطاع غزة بفعل طيرانها ومسيراتها.

وخلص تقرير نشرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، 31 من ديسمبر/كانون الأول 2024، إلى أن "نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة ومحيطها، والعمليات القتالية المرتبطة بها، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام، ما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية".

وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، استهداف المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة، قائلا: "كأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت. إن حماية المستشفيات أثناء الحرب أمر بالغ الأهمية، وعلى جميع الأطراف أن تحترم هذا المبدأ في جميع الأوقات".

وتفرض إسرائيل، منذ 2 مارس/آذار 2025، حصارا على قطاع غزة، مع منع لدخول المساعدات الإنسانية، بما فيها الطعام والشراب والوقود والمواد الطبية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في 13 من إبريل/نيسان، بارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 50,944 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن 116,156 مصابا، منذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

برأيكم،


* كيف يؤثر تدمير القطاع الصحي في الوضع الإنساني العام في قطاع غزة؟
* هل تتعمد إسرائيل استهداف المستشفيات والمراكز الطبية، كما يتهمها الفلسطينيون؟
* هل تستخدم حركة حماس المستشفيات كمراكز للقيادة والسيطرة، كما تتهمها إسرائيل؟
* لماذا لا تقدم إسرائيل دلائل ملموسة على صدق روايتها رغم تفوقها التكنولوجي؟
* ما البدائل المطروحة في ظل خروج العديد من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة في قطاع غزة؟
* كيف يؤثر عدم إدخال المواد والأجهزة الطبية لقطاع غزة في جهود المسعفين ورجال الإنقاذ؟
* وكيف ترون رد فعل المجتمع الدولي على تكرار استهداف المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 15 إبريل/نيسان.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا