آخر الأخبار

ثلاثة اختراقات أمنية محتملة في محادثات فريق الأمن القومي لترامب عبر تطبيق سيغنال

شارك
مصدر الصورة

يرى المحللون أن تسريب المعلومات السرية، من قبل فريق الأمن القومي، للرئيس دونالد ترامب، عبر تطبيق دردشة غير آمن، قد يمثل خرقاً لثلاث قواعد أساسية.

وأفاد جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة أتلانتيك، بأنه أُدرج عن طريق الخطأ في مجموعة سيغنال المكونة من 18 عضواً، واطلّع فيها على تفاصيل الضربات الأمريكية الوشيكة على الحوثيين في اليمن.

وأقرّ البيت الأبيض بأن الرسائل، التي أوردتها ذا أتلانتيك، يبدو أنها حقيقية.

تقييد استخدام تطبيقات المراسلة غير الآمنة

وتحولت سيغنال من منصة للمعارضين، إلى شبكة غير رسمية للمسؤولين في واشنطن للنشر.

ويقول خبراء الخصوصية والتقنية إن منصة الاتصال المشفرة الشائعة أكثر أماناً من إرسال رسائل نصية عبر الهواتف المحمولة .

ويعد التطبيق مجانياً، ما يعني أن الشيفرات متاحة للخبراء المستقلين للبحث عن الثغرات الأمنية.

ويحاول القراصنة إيجاد طريقة للدخول إلى محادثات سيغنال، فهو مثل أي تطبيق مراسلة له أهداف عالية القيمة.

وقد لاحظت مجموعة استخبارات التهديدات من جوجل Google Threat Intelligence Group جهوداً متزايدة، لاختراق المنصة من قبل أفراد لصالح أجهزة الاستخبارات الروسية.

ولم تحظر الحكومة الأمريكية التطبيق بشكل مباشر، ففي عهد الرئيس السابق جو بايدن، سُمح لبعض المسؤولين، بتحميل تطبيق سيغنال على هواتفهم الخاصة بالبيت الأبيض، لكن صدرت تعليمات لهم باستخدام التطبيق بشكل محدود، وعدم مشاركة المعلومات السرية عليه أبداً، وذلك حسبما صرح مسؤولون سابقون في الأمن القومي خدموا في الإدارة الديمقراطية، لوسائل الإعلام الأمريكية.

وتقول شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إن لوائح البنتاغون تنص على أن تطبيقات المراسلة، غير مصرح لها بالوصول إلى معلومات غير عامة خاصة بوزارة الدفاع، أو نقلها أو معالجتها.

وذكرت رئيسة التطبيق مِرِديثْ وايت - تكر لبي بي سي نيوز في ديسمبر/ كانون الأول أن العسكريين في جميع أنحاء العالم، يستخدمون تطبيق سيغنال للاتصالات.

في الوقت نفسه، قالت خبيرة في الأمن السيبراني، لبي بي سي، إن استخدام سيغنال لتوصيل اتصالات حساسة من هذا النوع محفوف بالمخاطر.

وقال جون ويلر من شركة ويلهاوس أدفايزرز، وهي شركة استشارية في مجال الأمن السيبراني: "القنوات التي تُستخدم بشكل عام للاتصالات داخل الأنظمة الحكومية، تخضع للمراقبة والتأمين الجيد وفقا لوجهة النظر في الاستخدام".

وأضاف: يبدو أنه قد لا توجد بروتوكولات تفويض في المكان، مع وجود أدوات خارجية.

وقال ويلر لبي بي سي: "شيء من هذا النوع الحساس، يجب أن يتطلب حقاً بعض البروتوكولات الصارمة للغاية، فيما يتعلق بالاتصالات". وقال: "كنت مندهشاً للغاية من أنهم قد يستخدمون هذا النوع من الحلول".

وأضاف أن هذا الحادث قد يجعل شركاء الولايات المتحدة في الخارج، يفكرون مرتين قبل إيصال معلومات حساسة للمسؤولين الأمريكيين.

مشاركة المعلومات السرية

مصدر الصورة

وقد يؤدي استخدام دردشة سيغنال لمشاركة معلومات سرية للغاية وإدراج مراسلات عن طريق الخطأ في المناقشة، واحتمال انتهاك القوانين الفيدرالية مثل قانون التجسس.

ويُمكن أن تكون إساءة التعامل مع المعلومات السرية أو إساءة استخدامها أو انتهاكها جريمة، بالرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه الأحكام قد اُنتهكت في هذه الحالة.

وقالت مارا كارلين، التي خدمت في عهد ستة وزراء للخارجية وكانت مساعدة لوزير الدفاع، لبي بي سي إن التسريب "مذهل وغير طبيعي".

وأضافت كارلين أن هذه الأنواع من المحادثات، يجب أن تجري في مكان آمن في البنتاغون، أو في غرفة العمليات في البيت الأبيض، وليس في دردشة جماعية على تطبيق سيغنال.

ويتعين إجراء الاتصالات الحكومية الحساسة في غرفة مغلقة تسمى "مرفق المعلومات الحساسة المقسمة"، حيث تُحظر الهواتف المحمولة بشكل عام.

وتمتلك الحكومة الأمريكية أنظمة أخرى لإيصال المعلومات السرية تشمل نظام الاتصالات الاستخبارية العالمية المشتركة، وشبكة موجِه بروتوكول الإنترنت السري، التي يُمكن لكبار المسؤولين الحكوميين الوصول إليها عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف.

تتوقع كارلين أن ينتبه الحلفاء والخصوم، على حد سوا، لهذا الأمر، قائلةً إنهم سيسألون: "هل تستطيع الحكومة الأمريكية الاحتفاظ بالمعلومات الحساسة، بطريقة آمنة؟".

تحقيقات مرتقبة

كما تتوقع كارلين أن يجري المفتشون العامون والكونغرس تحقيقات حول هذا التسريب، مضيفة: "هذا أمر تاريخي".

وقالت سمر علي، أستاذة السياسة والقانون في جامعة فاندربيلت، والتي عملت في مجال مكافحة الإرهاب، مع وزارة الأمن الداخلي، في إدارة أوباما، عن التسريب: "إنه أمر محير، وصادم، وخطير".

وقالت لبي بي سي إن سلسلة الرسائل النصية تُظهر انتهاكاً واضحاً لقوانين أمننا الوطني".

وتساءلت البروفيسور سمر علي عن المساءلة التي قد يتعرض لها فريق ترامب، وأشارت إلى أنها كانت ستفقد وظيفتها وتصريحها الأمني، إذا ارتكبت أياً من هذه الانتهاكات.

وذكر جيفري غولدبرغ في مقاله في مجلة أتلانتيك أن بعض الرسائل التي، أرسلها مستشار الأمن القومي مايكل والتز، عبر تطبيق سيغنال، كان من المقرر أن تختفي بعد أسبوع واحد.

وفي حال تأكد ذلك، فإن ذلك سيثير تساؤلات حول قانونين فيدراليين للحفاظ على السجلات الحكومية وهما قانون السجلات الرئاسية، وقانون السجلات الفيدرالية.

وقال جيسون آر بارون، المدير السابق لقسم التقاضي، في إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية: "يقضي القانون بحفظ الرسائل الإلكترونية، التي تجري عبر حساب غير رسمي، بطريقة ما، من خلال نظام رسمي لحفظ السجلات الإلكترونية". وأضاف أن مثل هذه القواعد تشمل تطبيق سيغنال.

ومن المفترض وضع الاتصالات الحكومية الرسمية، في أرشيف تلقائيا، أو أن يقوم الأفراد المعنيون، بإعادة توجيه الرسائل أو نسخها أو الاحتفاظ بها.

وقال بارون لبي بي سي: "السؤال المطروح هنا هو ما إذا كانت هذه الاتصالات قد وُضعت في الأرشيف تلقائياً". وأضاف: "ليس من الواضح ما إذا كان ذلك قد حدث أم لا".

ولم يكن من الواضح أيضاً إن كان الأفراد المشاركون في الدردشة قد اتخذوا خطوات أخرى لحفظ السجلات.

وقال بارون: "يجب أن نشعر جميعاً بالقلق إزاء استخدام تطبيقات المراسلة الإلكترونية هذه، للتهرب من متطلبات حفظ السجلات الفيدرالية".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا