آخر الأخبار

حرب غزة: ماذا حدث لوقف إطلاق النار في غزة؟

شارك
مصدر الصورة

شنّت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على غزة، بعد شهرين من بدء وقف إطلاق النار، وسط تعثر مفاوضات تمديده.

وقُتل أكثر من 400 شخص، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي قالت إن مئات آخرين أصيبوا. وأشارت الصور إلى أن العديد من الأشخاص كانوا محاصرين تحت الأنقاض، وكان من بين القتلى أطفال.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف "أهدافاً إرهابية" تابعة لحماس، قُتل خلالها عدد من كبار مسؤولي حماس.

وبعد أسابيع من الهدوء النسبي، كان هذا اليوم أحد أكثر الأيام دموية في غزة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبدء الحرب الحالية.

ما هو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

يتكون اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، من ثلاث مراحل، تضمن تبادلا للرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، بهدف إنهاء الحرب في نهاية المطاف.

خلال المرحلة الأولى، أفرجت حماس عن 25 من الرهائن على قيد الحياة ورفات ثمانية رهائن آخرين مقابل حوالي 1800 سجين ومعتقل فلسطيني. وفي الأثناء، انسحبت القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، ما سمح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم.

فيما كان من المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في 4 فبراير/شباط، والتي كان من شأنها أن تُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، لكن ذلك لم يحدث.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فكانت تشمل إعادة جثث الرهائن المتبقين، والبدء بعملية إعادة إعمار غزة، والتي من المتوقع أن تستغرق سنوات.

مصدر الصورة

ماذا حدث منذ ذلك الحين؟

منعت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية من دخول غزة منذ 2 مارس/آذار، في محاولة منها للضغط على حماس للموافقة على خطة أمريكية جديدة لتمديد وقف إطلاق النار، اقترحتها إدارة ترامب، بموجبها سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن في البداية، والنصف الآخر في النهاية.

مع ذلك، أصرت حماس على استمرار مفاوضات المرحلة الثانية وفقاً لما نص عليه الاتفاق الأصلي لوقف إطلاق النار، الذي أشرف عليه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مع وجود خلاف بين الجانبين حول عدد الذين سيُفرج عنهم لاحقًا، وكذلك حول توقيت انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

ووفقاً لمراسل بي بي سي عربي في غزة، عدنان البرش " فإن المقترحات التي تقديمها من إسرائيل وحماس والوسطاء قد اختلطت ببعضها".

هل انتهى وقف إطلاق النار؟

لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه عملية إسرائيلية محدودة لمحاولة الضغط على حماس كجزء من المفاوضات، أم أنها بداية استئناف الحرب.

اتهمت إسرائيل حماس برفضها "المتكرر" لمقترحات تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أورين مارمورستين: "من الآن فصاعداً، ستتحرك إسرائيل ضد حماس بكثافة عسكرية متزايدة".

وأضاف مارمورستين أن إسرائيل وافقت على مقترحات ملموسة لتمديد وقف إطلاق النار، لكن "حماس رفضت، فلم يكن أمامها خيار آخر" فشنت غاراتها على غزة.

وعندما سُئل مارمورستين عما إذا كانت محادثات وقف إطلاق النار قد "انتهت" بسبب هذه الهجمات، قال إن وقف إطلاق النار انتهى قبل أسبوعين ونصف.

وقال: "تم الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا. وبموجب الصفقة، لا يوجد انتقال تلقائي بين مرحلة وأخرى".

فيما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الاثنين، أن الجيش سيواصل القتال في غزة "ما لم يعد الرهائن ولم تتحقق جميع أهداف الحرب".

مصدر الصورة

أما حماس فطالبت الوسطاء تحميل إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن "انتهاك وقف إطلاق النار والانقلاب عليه".

ومع ذلك، لا يزال هناك أمل في أن يتمكن الوسطاء من إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات،

ووفقاً للبرش، فإن حماس قد تكون مستعدة للإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين الأحياء وجثث عدد من الرهائن المتوفين لاستئناف المفاوضات.

ما هو الوضع الإنساني في غزة؟

جاءت الغارات الجوية الإسرائيلية خلال شهر رمضان بينما كان العديد من سكان غزة يتناولون سحورهم مع عائلاتهم.

وقالت عائلة زين الدين لبي بي سي عربي "لم يكن موعد السحور قد حان بعد، لكن فجأة، وجدنا المنزل ينهار علينا، والركام يتساقط من كل جانب".

قطعت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والدواء والوقود والكهرباء وغيرها من الإمدادات عن سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، في 2 مارس/آذار.

فيما يقدر حجم الضرر والدمار بين المباني بنحو 70 في المئة، جراء القصف الذي سبق الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

مصدر الصورة

وصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، الوضع بأنه "لا يُطاق".

كما قالت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني ومقره في الضفة الغربية المحتلة، إن المستشفيات "مكتظة"، بعد أن وصل مئات الجرحى دفعة واحدة، وفق حديثها لبي بي سي.

وصرح محمد زقوت، المدير العام لمستشفيات غزة، أن هناك إصابات بالحروق والكسور، ولا يزال الكثيرون ينتظرون العمليات الجراحية.

وقال: "كانت الهجمات مفاجئة لدرجة أن عدد الطاقم الطبي المتاح لم يكن كافياً لحجم هذه الضربات الضخمة، وتم استدعاء فرق إضافية على الفور للمساعدة".

وتحدثت بي بي سي عربي مع شقيقة أحمد معين الجملة، الذي تم انتشاله من تحت أنقاض مبنى منهار وهو مصاب بكسور متعددة. وقالت: "إنه لا يزال ينتظر دوره لدخول غرفة العمليات، هو ينتظر دوره على الأرض".

فيما أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في غزة، ونصح السكان بالتوجه إلى خان يونس في الجنوب، أو المناطق الغربية من مدينة غزة.

ماذا يحدث للرهائن الإسرائيليين؟

صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أحد أسباب الغارات على غزة كان رداً على "رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الرهائن"، ولا يزال 59 رهينة محتجزين في غزة، وفقًا لإسرائيل، ويُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.

فيما اتهمت مجموعة تمثل عائلات الرهائن الحكومة الإسرائيلية باختيار "التخلي عن الرهائن" بعد شن غارات جوية جديدة على غزة.

وأفاد بيان صادر عن منتدى الرهائن والعائلات المفقودة، الذي بدأ بتنظيم احتجاجات جديدة في جميع أنحاء إسرائيل، بأن "أكبر مخاوف العائلات والمختطفين ومواطني إسرائيل قد تحقق".

مصدر الصورة

وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، لبرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4: "لا توجد خيارات جيدة أمام إسرائيل في هذه الأثناء"، وأضاف " إنه خيار بين أمرٍ فظيعٍ وأمرٍ أسوأ، لأنه إذا تم الضغط على حماس عسكرياً لإطلاق سراح الرهائن، سيطلقون النار عليهم".

ووفقاً لما يرى أورين، " فإن إسرائيل، بتجديدها العمل العسكري الآن، تُخاطر بالحكم على الرهائن الأحياء المتبقين بالإعدام."

وحمّلت حماس إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن في غزة، وقالت إن قرار الحكومة الإسرائيلية بشن ضربات جديدة قد عرّض الرهائن "لمصيرٍ مجهول".

ما هي ردود الفعل من الدول الأخرى؟

أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل أبلغت البيت الأبيض مسبقاً بالغارات. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز، في بيان: "كان بإمكان حماس إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".

فيما وصفت مصر، وهي وسيط آخر في المحادثات، الضربات بأنها "انتهاك صارخ" لوقف إطلاق النار و"تصعيد خطير"، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية، تميم خلاف.

وأعربت الصين عن "قلقها البالغ" إزاء الوضع، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ، ودعا الجانبين إلى "تجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد".

كما صرّح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الوضع مقلق، واصفًا إياه بـ"دوامة أخرى من التوترات المتصاعدة".

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فعبّر عن "صدمته" من الضربات، ودعا "بشدة" إلى احترام وقف إطلاق النار.

ماذا بعد؟

تحليل مهند توتنجي، مراسل بي بي سي نيوز عربي في القدس:

وفقاً لمصادر سياسية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تهدف الضربات الإسرائيلية الجديدة على غزة من أجل الضغط على حماس لقبول الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وداخل حكومة رئيس الوزراء نتنياهو وشركائه في الائتلاف هناك دعم كبير لقرار استئناف الحرب.

ومع تولي إيال زامير منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، الذي كان نتنياهو أعرب عن تأييده له مسبقاً، لم تعد هناك معارضة قوية داخل القيادة العسكرية لخطط رئيس الوزراء، كما كان الحال في عهد رئيس الأركان السابق.

إلا أن نتنياهو يواجه حالياً تحديات كبيرة داخل حكومته، بما في ذلك الانقسامات حول الميزانية الوطنية وقضية تجنيد اليهود المتشددين في الجيش، وهي قضية خلافية.

وفي حين أن أهداف إسرائيل المعلنة للحرب في غزة هي إعادة الرهائن والقضاء على حماس، فإن استئناف القتال يخدم أيضا في تهدئة حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، ما يساعد على استقرار حكومته الائتلافية.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا