قالت مصادر عسكرية لبي بي سي الثلاثاء إن مسلحين في إقليم بلوشستان الباكستاني هاجموا قطاراً يُقل أكثر من 400 راكب، واحتجزوا عدداً منهم كرهائن.
وأطلق جيش تحرير بلوشستان النار على قطار جعفر السريع، أحد القطارات الشهيرة التي تربط بين مدينتي كراتشي وبيشاور، أثناء توجهه من كويتا إلى بيشاور.
وأعلنت الجماعة الانفصالية أنها فجّرت السكة الحديد قبل اقتحام القطار في منطقة سيبي النائية، مدعية أن القطار تحت سيطرتها.
وأفادت وسائل إعلام محلية بمقتل ما لا يقل عن 16 مسلحاً وتحرير 100 راكب حتى صباح الأربعاء، فيما لم تتمكن بي بي سي من التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.
ومن بين المفرج عنهم 17 راكباً مصاباً، نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووفق تقارير محلية، هدد المسلحون بقتل الرهائن إذا لم تُفرج السلطات عن السجناء السياسيين البلوش خلال 48 ساعة، فيما لا تزال عملية الإنقاذ مستمرة.
وقال متحدث باسم حكومة بلوشستان لصحيفة "دون" المحلية يوم الثلاثاء إن هناك تقارير عن "إطلاق نار كثيف" على القطار.
وقال مسؤول كبير في الشرطة إن القطار "لا يزال عالقاً قبل نفق محاط بالجبال"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأكد مسؤول كبير في الجيش لبي بي سي وجود أكثر من مئة جندي مسافر من كويتا على متن القطار.
وقد صنفت السلطات الباكستانية - إلى جانب العديد من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة - جيش تحرير بلوشستان منظمة إرهابية.
وخاض جيش تحرير بلوشستان تمرداً استمر عقوداً من أجل الاستقلال، وشنّ العديد من الهجمات القاتلة، غالباً ما استهدفت مراكز الشرطة وخطوط السكك الحديدية والطرق السريعة.
ويوم الثلاثاء، حذّرت الجماعة من "عواقب وخيمة" في حال محاولة إنقاذ المحتجزين لديها.
يقول محمد بلال، أحد الرهائن المحررين، لوكالة الأنباء الفرنسية: "لا أجد الكلمات المناسبة لوصف كيف تمكنّا من الفرار. كان الأمر مرعباً".
وقال راكب آخر إنه سُمح له بالمغادرة بسبب مرضه في القلب.
وتذكر الرجل البالغ من العمر 49 عاماً كيف "بدأ الناس بالاختباء تحت المقاعد في حالة ذعر" عندما اقتحم المهاجمون القطار.
وصرح مسؤول محلي في السكك الحديدية في كويتا في وقت سابق لبي بي سي بأن مجموعة من 86 راكباً - بينهم نساء وأطفال - تمكنوا من النزول من القطار والسير إلى أقرب محطة قطار.
وأضاف المسؤول أن هذه المجموعة كانت مكونة من سكان محليين من إقليم بلوشستان.
ووصف رجل، كان صهره لا يزال محتجزاً في القطار، أوقات الانتظار المرير، وقال إنه حاول القيادة إلى المنطقة، لكن العديد من الطرق كانت مغلقة.
في هذه الأثناء، كانت عائلات الركاب التي تشعر بالقلق تحاول الحصول على معلومات عن أحبائها من مكتب الاستعلامات في محطة قطار كويتا.
وقال محمد أشرف، ابن أحد الركاب، الذي غادر كويتا متوجهاً إلى لاهور صباح الثلاثاء، لبي بي سي إنه لم يتمكن من الاتصال بوالده. وقال قريب آخر إنه كان "يشعر بقلق شديد" على ابنة عمه وطفلها الصغير، اللذين كانا مسافرين من كويتا إلى ملتان لاصطحاب أحد أفراد عائلتهما.
وقال عمران خان لوكالة رويترز للأنباء: "لم يخبرني أحد بما يحدث أو بما إذا كانا بخير". ويقول المسؤولون إنهم لم يتواصلوا بعد مع أي شخص على متن القطار.
وقال مسؤولون لبي بي سي إن المنطقة تفتقر إلى تغطية الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول.
بلوشستان هي أكبر مقاطعة في باكستان وأغناها بالموارد الطبيعية، لكنها الأقل نمواً، وهي منطقة جغرافية تمتد عبر أجزاء من باكستان وإيران وأفغانستان.