في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قالت أوكرانيا إن المحادثات مع الولايات المتحدة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء بدأت بشكل بنّاء، في حين كشف مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاصيل مقترح لوقف إطلاق النار بشكل جزئي مع روسيا.
وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الذي يقود وفد بلاده في المباحثات ببداية "بناءة"، وقال في منشور عبر منصة تليغرام مرفق بصور للقاء: "الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية السعودية إن محادثات واشنطن وكييف تأتي ضمن مساعي المملكة لحل أزمة أوكرانيا بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي.
وفي منشور على حسابها بمنصة "إكس"، أضافت الوزارة أن المحادثات تأتي أيضا انطلاقا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وبأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين.
تأتي هذه المحادثات ضمن مساعي المملكة لحل الأزمة في أوكرانيا، بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف، وضمن جهودها لتعزيز الأمن والسلام العالمي، وانطلاقًا من إيمانها بأهمية الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، وأن الحوار هو الوسيلة الأنجح لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر، بما يسهم…
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) March 11, 2025
ومحادثات جدة تعتبر اللقاء الأكثر أهمية منذ المشادة الكلامية الصادمة في البيت الأبيض في 28 فبراير/شباط، عندما وبّخ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب ما اعتبره نكرانا للجميل الأميركي.
وسافر زيلينسكي أمس إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر للقاء وليّ عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ، لكنه ترك المحادثات مع الأميركيين لـ3 من كبار مساعديه.
وتوقع الرئيس الأوكراني أن تركز محادثات جدة على الضمانات الأمنية، وأن تفضي إلى نتائج عملية، وتعهد بأن يكون موقف أوكرانيا في هذه المحادثات "بناء بالكامل"، وشدد على مسألة الإفراج عن الأسرى لدى روسيا وإعادة الأطفال الأوكرانيين إلى وطنهم باعتبارها خطوة مهمة في بناء الثقة بالجهود الدبلوماسية.
وقدم شكره للسعودية على الجهود التي تبذلها ودورها المحوري في المنطقة والعالم، وأشار إلى أنه عقد اجتماعا إيجابيا مع ولي العهد السعودي، وكتب عبر منصات التواصل الاجتماعي "كان من المهم جدا سماع كلمات مليئة بالثقة بشأن مستقبل أوكرانيا".
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ، الذي سينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي مايكل والتز، "نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد وأخبار جيدة لنبلغكم بها".
وأوضح روبيو أن واشنطن تريد الحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف كييف وما هي التنازلات المحتملة التي تستعد أوكرانيا لتقديمها، وأضاف "لن أتفاوض مسبقا على أي شيء الآن. نحن في وضع الاستماع حقا. قد يكون لدينا اقتراحات يطلبونها، لكننا نريد التأكد بالفعل من موقفهم بشأن هذا ومما يستعدون للقيام به من أجل تحقيق السلام".
وفي مواجهة ضغوط الولايات المتحدة، ستعلن أوكرانيا في محادثات جدة تأييدها وقف إطلاق نار محدودا.
وقال مسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم نشر اسمه: "لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما".
ونقلت شبكة "إيه بي سي" الأميركية عن مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني قوله "نريد أن نقترح وقفا جزئيا لإطلاق النار يمكن مراقبته، ثم نرى كيف سيرد الروس"، مشيرا إلى أن الإطار الزمني للهدنة لا يزال غير واضح.
ورحب روبيو بالمقترح، وقال للصحفيين "لا أقول إن هذا الأمر وحده يكفي، لكنه نوع من تنازل ضروري بهدف وضع حدّ للنزاع". وتابع "لن تحصل على وقف إطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات".
وأضاف: "لا يمكن للروس احتلال كل أوكرانيا، ومن الواضح أنه سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا في أي فترة زمنية معقولة إجبار الروس على العودة إلى حيث كانوا في عام 2014″، في إشارة إلى وقت الهجوم الجزئي والاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.
وفي أولى ردود الفعل الدولية، أعلنت الصين دعمها للمحادثات. وقالت متحدثة وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، بمؤتمر صحفي بالعاصمة بكين، إن "الصين تدعم كل الجهود التي من شأنها أن تسهم في التوصل إلى حل سلمي للأزمة".
وأكدت استعداد الصين للعمل مع المجتمع الدولي من أجل لعب دور بنّاء في الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وأضافت: "نأمل أن تتمكن الأطراف المعنية من إيجاد حل عادل ودائم يكون مقبولا للجميع".
وتزامن لقاء جدة مع تصعيد غير مسبوق بهجمات المسيرات، إذ ذكر مسؤولون روس أن 91 طائرة مسيرة أوكرانية على الأقل استهدفت موسكو، وهذا أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 18 آخرين وإشعال حرائق وإغلاق مطارات واضطرار عشرات الرحلات الجوية إلى تحويل مسارها.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت إجمالي 337 مسيرة أوكرانية فوق البلاد. ويهدف توقيت الهجوم فيما يبدو إلى إظهار أن كييف لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة بعد سلسلة هجمات صاروخية روسية أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا على الأقل السبت الماضي.