في جولة الصحف اليوم، نقرأ مقالاً من صحيفة نيوزويك الأمريكية عن الأقليات في سوريا، بما في ذلك الطائفة الدرزية، ومقالاً من صحيفة القدس العربي الجديد عن ما أسمته "العدو الحقيقي لسوريا"، بالإضافة إلى مقال من صحيفة الغارديان عن تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيرها على العلاقات الدولية للولايات المتحدة.
نبدأ جولتنا بمقال كتبه برادلي مارتن في صحيفة نيوزويك الأمريكية تحت عنوان "إسرائيل يجب أن تساعد الدروز في تقرير مصيرهم في سوريا".
يبدأ الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن وضع الدروز وغيرهم من الأقليات سيتحسن بعد الإطاحة بالدكتاتور السوري بشار الأسد"، مستنداً إلى تصريح سابق لرئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في عام 2015، أكد فيه أنه بمجرد انتزاع جماعته السيطرة من الأسد، فإنهم سيطبقون الشريعة الإسلامية في البلاد، على حد قول الكاتب.
ويضيف الكاتب أنه من أجل الحصول على الحماية، سيتعين على العلويين، الذين يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان سوريا، والدروز، أن "يتبرأوا من دعمهم للأسد ويصححوا أخطاءهم العقائدية ويعتنقوا الإسلام وفقاً للتفسير الجهادي" على حد تعبيره.
ويشير مارتن إلى أن الأقلية الدرزية تعيش في وضع "بالغ الخطورة"، موضحاً أنهم يشكلون ثالث أكبر طائفة دينية في سوريا، حيث يقدر عددهم بنحو ثلاثة في المئة من السكان اليوم.
ويضيف أن العلاقة بين الدروز والمسلمين قد اتسمت "بالاضطهاد الشديد"، إذ يرفض معظم الدروز أركان الإسلام الخمسة، مما يجعلهم يُعتبرون "كفاراً" من وجهة نظر الأصوليين الإسلاميين، على حد قوله.
ويعقد الكاتب مقارنة بين وضع الدروز في سوريا وإسرائيل، مشيراً إلى أن الدروز هي الطائفة الدينية الوحيدة في إسرائيل - إلى جانب الأغلبية اليهودية - التي يفرض عليها القانون الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وذلك بناءً على طلب الزعماء الدينيين والطائفيين الدروز، بحسب المقال.
ويعتقد الكاتب أن توجهات القادة الغربيين نحو حكومة الشرع، باتت إيجابية. ويشير إلى زيارة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا إلى سوريا في يناير/كانون الثاني كدليل على الاستعداد للتعامل مع الحكومة الجديدة، وهو ما يعكس تحولاً في المواقف الغربية تجاه سوريا.
كما يضيف الكاتب أن الزيارة "المثمرة" لباربرا ليف، الدبلوماسية الأمريكية، تُظهر دعماً غربياً للشرع باعتباره "ملتزماً بإنشاء حكومة شاملة تحترم حقوق الأقليات"، مما يوضح أن الغرب قد يكون مستعداً للتعاون مع قوى جديدة في سوريا.
ويطرح مارتن في مقاله تساؤلاً مفاده: "هل من المفاجئ أن يلجأ الدروز في سوريا إلى إسرائيل بحثاً عن ملاذ؟" ولفت إلى ما قاله زعيم الدروز في السويداء بجنوب غرب سوريا إن مجتمعه لن يوافق على العيش تحت حكم الشرع وأنهم يريدون العيش "تحت الحكم الإسرائيلي وأن يصبحوا جزءاً من إسرائيل"، بحسب المقال.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه في "ظل الطائفية المتزايدة، لم تعد سوريا الآن كما كانت من قبل". ودعا الكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستجابة "لدعوات الدروز في سوريا الساعين إلى الانفصال عن سوريا وإقامة علاقات أوثق مع إخوانهم في إسرائيل"، على حد تعبيره.
ونبقى في الشأن السوري ونقرأ مقالاً في صحيفة القدس العربي الجديد، للكاتب فيصل القاسم، الذي أكد على أن أعداء سوريا في الوقت الحالي كثيرون، مشدداً على ضرورة اتباع مبدأ "اعرف عدوك"، الذي يعد الأساس لتحقيق التقدم في المعركة.
يعتقد القاسم أن "الثورة السورية تمكنت من اجتثاث النظام من جذوره، على عكس بقية الثورات". ويضيف أن "هذا الانتصار التاريخي لثورة شعب يثير القلق والخوف لدى العديد من الأنظمة العربية".
ويشير المقال إلى أن "الأنظمة العربية التي شارك معظمها في الثورات المضادة لإفشال الثورات وتكبيدها خسائر كبيرة قد تدخلت بهدف منع أي شعب عربي من التفكير في الثورة ضد الأنظمة في المستقبل".
ورغم ذلك، يقول القاسم إن الثورات المضادة قد "فشلت" في منع الشعب السوري من تحقيق هدفه في النهاية، على حد تعبيره.
ويشير الكاتب في مقاله إلى أن الأنظمة التي هنأت القيادة الجديدة في سوريا بالنصر، لا تُخفي قلقها مما حدث في سوريا، ويؤكد أنها "بلا شك تكن لنا العداء وتتمنى فشل ثورتنا كما فشلت الثورات الأخرى".
ويدعو القاسم إلى ضرورة التعامل بحذر شديد مع جميع الأنظمة المتخوفة من نجاح الثورة السورية، مهما أظهرت من تأييد ودعم، محذراً من أنه لا ينبغي أن نتفاجأ إذا اكتشفنا أنها تدعم "الفلول" في أماكن مختلفة، بحسب المقال.
ويُحذر المقال من ما وصفهم بـ "الغزاة والمحتلين الإيرانيين والروس"، ويعتقد الكاتب أنهم تكبدوا خسائر كبيرة جراء سقوط النظام السابق، خصوصاً أن إيران "كانت تستثمر بالبقاء في سوريا لعدة عقود".
ويحث الكاتب الشعب والقيادة السورية على الحذر الدائم من "مؤامرات الفرس".
وفيما يتعلق بروسيا، يشير الكاتب إلى أنها "تسعى بجد لاستعادة ما يمكن إنقاذه من مكاسبها المفقودة في سوريا، من خلال التنسيق مع إسرائيل".
ويعتقد القاسم أن الإسرائيليين يتعاونون مع الروس في الوقت الراهن للحفاظ على الوجود العسكري الروسي في سوريا، بما يخدم المصالح الإسرائيلية.
ويؤكد الكاتب على أن الخاسر الأكبر من سقوط النظام في سوريا هي إسرائيل، مشيرا إلى أن النظام السوري لم يسقط بضوء أخضر إسرائيلي بل رغماً عن إسرائيل، على حد تعبيره.
ويشير القاسم إلى أنه قبل أيام من سقوط بشار الأسد، كان المسؤولون الإسرائيليون يقولون للصحافيين: "لا تحلموا بسقوط نظام الأسد، فهو قوي جداً، ولن نسمح أبداً بسقوطه"، نافياً ما يصفه بالـ"أكاذيب" التي تتحدث عن دور إسرائيلي في إسقاط النظام وتسليم سوريا للقيادة الجديدة.
ويرى القاسم أن أي ادعاءات تتحدث عن دور إسرائيلي في إسقاط النظام السابق في سوريا، ما هي إلا "فبركات إسرائيلية تهدف إلى إيهام السوريين وغيرهم بأن إسرائيل كانت لها يد في إنقاذهم من النظام الساقط".
وفي إطار تحليله، يشير الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن "إسرائيل تلقت ضربة موجعة جراء سقوط الأسد". ويبرز القاسم أن هذا هو السبب وراء تدمير إسرائيل لجميع المواقع العسكرية السورية بعد سقوط النظام، مؤكداً أن إسرائيل لطالما اعتبرت أن السلاح السوري كان في "أيدٍ أمينة".
ويعتقد القاسم أن شعور إسرائيل بخسارة كبيرة جراء سقوط الأسد وهروبه إلى روسيا يعد دافعاً لها لاستخدام "جميع الأساليب القذرة لعرقلة تقدم سوريا الجديدة"، على حد تعبيره.
ويشير المقال إلى أن تل أبيب أعربت عن قلقها مؤخراً مما أسمته "عملية توحيد سوريا تحت قيادة إسلامية"، وهو ما يرى القاسم أنه يعني ضمنياً سعيها بكل الطرق "لتفتيت سوريا وتمزيقها إلى دويلات وأقاليم على أسس مناطقية وطائفية وعرقية متناحرة كي تنام إسرائيل قريرة العين".
وفي ختام مقاله، يحذر الكاتب من المؤامرات التي تُحاك ضد سوريا، داعياً إلى وضع حد للتناحر والخصومات. كما يحث على البدء في بناء وطن جديد يحتضن الجميع دون تمييز. ويكرر قائلاً: "كلنا في مركب واحد، ومن يحاول ثقب المركب يجب أن يعلم أنه سيغرق مع الغارقين".
وفي صحيفة الغارديان البريطانية نقرأ مقالاً للكاتب جوناثان فريدلاند، يشير فيه إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يتصرف مثل زعيم مافيا، لكن بدون مبادئ".
ويقول الكاتب إن ترامب "يقدم الهدايا لأعداء أمريكا دون أن يحصل على شيء في المقابل"، مشيراً إلى أنه عندما تتحول دولة كانت صديقة لأكثر من قرن إلى عدو في غضون أسابيع، فهذا أكبر دليل على فداحة ما يفعله الرئيس الأمريكي.
ويستدرك الكاتب بالقول إنه كما كانت روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين تُوصف بأنها "دولة مافيا"، فإنه من الضروري الآن أن نطلق نفس التسمية على الولايات المتحدة تحت قيادة "أكبر معجب ببوتين"، بحسب المقال.
ويستعرض فريدلاند في مقاله تصريح ترامب الذي قال فيه إن "اتفاقاً يُنهي الحرب الروسية على أوكرانيا يمكن أن يُعقد بسرعة، ومن لا يريد التوصل إلى اتفاق لن يظل طويلاً"، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب كان واثقاً من أن الأوكرانيين سينفذون أوامره "لأنهم لا يملكون خياراً"، كما لو أنه قدم لهم عرضاً لا يمكنهم رفضه. ووفقاً للمقال، فإن قرار ترامب بوقف المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية قد وضع أوكرانيا في موقف صعب.
ويشير فريدلاند إلى أن ترامب لا يتبع القواعد التقليدية أو البروتوكولات الدبلوماسية في علاقاته الدولية، إذ يكرر تهديداته بشكل علني وبدون تردد، فقد هدد بالاستيلاء على غرينلاند وهدد الدنمارك بفرض رسوم جمركية إذا لم تلبِّ مطالباته.
ويواصل الكاتب تحليل أسلوب ترامب في التعامل مع جيرانه، مشيراً إلى أن تكتيكاته تشبه أساليب "الابتزاز"، مثل محاولة "ضم" كندا بشكل غير مباشر.
ويرى الكاتب أن ترامب يتصرف وكأنه "زعيم مافيا"، ولا سيما في تعاملاته مع الآخرين.
ويبرز الكاتب اللقاء العاصف في المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلينسكي، والذي اتهم فيه ترامب ومساعدوه الرئيس الأوكراني ثلاث مرات بعدم إظهار الاحترام.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب يتعامل مع مرؤوسيه بطريقة "مهينة"، مستشهداً بموقفه من ماركو روبيو خلال خطاب أمام الكونغرس، عندما سخر منه و"كلفه بإعادة قناة بنما"، على حد قول الكاتب.
وفي ختام مقاله، يُحذر الكاتب من أن الوضع العالمي قد تغير بشكل جذري، مما يتطلب من السياسة البريطانية أن تعيد النظر في خياراتها المستقبلية.
ويشير الكاتب إلى أن بريطانيا يجب أن تتكيف مع الواقع الجديد؛ إما عن طريق تعزيز قدراتها العسكرية وتحقيق استقلال اقتصادي أو بالعودة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، الذي قد يوفر لها استقراراً في وجه التحديات العالمية المتزايدة.