قال مسؤولون إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أوقفت حملاتها السيبرانية الهجومية ضد روسيا، في وقت تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية لوقف الحرب في أوكرانيا.
لم يتم الكشف عن الأسباب وراء هذه التعليمات بشكل علني، كما لا يزال من غير الواضح المدة التي تستغرقها فترة التوقف. وقد امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية عن التعليق على الموضوع.
وأفادت التقارير أن التوجيه جاء قبل أن يدخل ترامب في خلاف تلفزيوني مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في البيت الأبيض يوم الجمعة.
منذ عودته إلى منصبه، بدأ ترامب في تبني موقف أكثر مرونة تجاه موسكو بشكل كبير، مع تركيزه على إيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الحرب، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات على الغزو الروسي الشامل.
بدت تصريحات ترامب وكأنها تردد لمبررات موسكو لشن الحرب، إذ أعلن عن خطط للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
كما أظهرت الولايات المتحدة دعمها لروسيا خلال التصويت الأخير في الأمم المتحدة بشأن الحرب.
في المقابل، وصف ترامب زيلينسكي بالديكتاتور، واتهمه بـ "المقامرة بالحرب العالمية الثالثة" خلال المشاجرة التي نشبت يوم الجمعة في المكتب البيضاوي.
وأفاد مسؤولون لشبكة سي بي إس نيوز شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة، أن قرار وقف العمليات السيبرانية الأمريكية ضد روسيا جاء بتوجيه من وزير الدفاع،بيت هيجسيث، إلى قيادة الأمن السيبراني الأمريكية.
وهذا يثير تساؤلات حول فعالية الرد الأمريكي في الساحة الإلكترونية ضد عمليات القرصنة الروسية المزعومة، والتدخل في الانتخابات، فضلاً عن جهود التخريب التي استهدفت الدول الغربية التي دعمت أوكرانيا خلال الحرب.
بحسب صحيفة ذا ريكورد، المتخصصة في الأمن السيبراني والتي نشرت الخبر لأول مرة، فإن مئات أو آلاف الموظفين قد يتأثرون بأمر هيجسيث. ومن المرجح أن تكون العمليات التي تهدف إلى تعزيز الدفاعات الرقمية لأوكرانيا من بين تلك التي تتأثر.
قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، إنه لن يتم التعليق على القضية بسبب المخاوف المتعلقة بالعملية، لكنه أضاف: "لا يوجد ما هو أكثر أهمية لوزير الدفاع هيجسيث من سلامة الجنود في جميع العمليات، بما في ذلك المجال السيبراني".
نفى مستشار الأمن القومي، مايك والتز، أن يكون قد تم مناقشة تغيير في السياسة، لكنه أقر في مقابلة مع شبكة سي إن إن أنه سيكون هناك "أنواع متعددة من الترغيب والتهديدات لإنهاء هذه الحرب".
دافع كبار أعضاء فريق ترامب، الذين اجتمعوا الشهر الماضي مع نظرائهم الروس في المملكة العربية السعودية - دون حضور الأوكرانيين - عن تغيير واسع في نهجهم تجاه موسكو.
قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لشبكة إيه بي سي: "لن تتمكن من جلب الروس إلى طاولة المفاوضات إذا كنت تشتمهم وتتعامل معهم بطريقة عدائية. هذه مجرد غرائز الرئيس التي اكتسبها من سنوات طويلة من إبرام الصفقات".
وفي تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، وصف تشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس النواب، هذه الخطوة بأنها "خطأ استراتيجي فادح".
وأضاف شومر أن ترامب بدا وكأنه يمنح بوتين "تصريحاً مجانياً"، في وقت تواصل فيه روسيا شن الهجمات الإلكترونية وهجمات برامج الفدية ضد البنية التحتية الأمريكية الحيوية.