آخر الأخبار

شتم نتنياهو وأعاد ترامب نشر كلامه.. من هو الاقتصادي جيفري ساكس؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في أكتوبر/تشرين الأول 2024، كان المفكر الاقتصادي الأميركي الشهير جيفري ساكس ضيفا على "اتحاد كامبريدج"، وهي جمعية يديرها الطلاب في جامعة كامبريدج البريطانية، وفي هذا اللقاء تحدث ساكس عن العديد من القضايا الاقتصادية والسياسية.

وقال في معرض حديثه إنه لا يمكن تعريف الولايات المتحدة الأميركية بأنها دولة ديمقراطية حقا، إذ إن عدد الأميركيين الذين يعرفون قضايا السياسة الخارجية للولايات المتحدة أو الذين يتفقون معها قليل للغاية، وضرب المثل بالغزو الأميركي للعراق باعتباره حلقة في سلسلة قادت فيها الدولة العميقة بالولايات المتحدة عملية تضليل الشعب، إذ إن تلك الدولة -حسب رأيه- كانت تريد الحروب طوال الوقت، وتبيعها للشعب الأميركي من خلال الدعاية الناجحة والمضللة.



إعلان

وقد برعت في الوقت نفسه في بيع فكرة الحرب دائما لهذا الشعب، ونجحت في إثارة مخاوفه، حتى إن في عام 2002، عملت مجموعات من الباحثين المتخصصين في العلاقات العامة بالولايات المتحدة بشكل مكثف بغرض تحضير خطة لكيفية تسويق حرب العراق للرأي العام الأميركي.

في سياق هذا اللقاء، أكد أيضا المفكر الاقتصادي حينها أن غزو العراق عام 2003 كان حربا زائفة أشعلها خلف الستار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن نتنياهو قد تلاعب بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ عام 1995 فصاعدا؛ لمحاولة تحقيق أهدافه منذ ذلك الحين، المتمثلة في التخلص من "أنظمة الممانعة" في الشرق الأوسط وعلى رأسها العراق وإيران. وفي إطار حديث ساكس عن نتنياهو وعن محاولاته الناجحة لجرّ الولايات المتحدة الأميركية للحروب والصراعات، قام أيضا بشتيمته.

معادلات جديدة

في يناير/كانون الثاني 2025، شارك الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب قبل أقل من أسبوعين من أدائه لليمين الدستورية المقطع الذي يسب فيه ساكس بنيامين نتنياهو مع ما يقرب من 8.5 ملايين متابع له على منصة "تروث سوشيال". وقد كان تعامل الصحافة في دولة الاحتلال مع هذا الحدث غريبا، فرغم أن الصحافة الإسرائيلية مشتهرة عادة بتصيُّدها لأي لفظ خارج يتلفظ به مسؤول في أي بقعة في العالم ضد دولة الاحتلال أو رموزها، فإنها في تلك الحالة تعاملت بشكل مختلف تماما.

بحسب "مجلة مومينت" المختصة بالشؤون اليهودية الأميركية وكل ما يتبع ذلك من قضايا بما فيها الصراع العربي الإسرائيلي، فإن مشاركة ترامب لم تتصدر عناوين الأخبار الرئيسية في إسرائيل، ودُفِنت بشكل هامشي بين الأخبار الأخرى في ذلك اليوم، وحتى المعلقون والصحافيون الإسرائيليون الذين علَّقوا على ما حدث مالوا إلى تفسير الأمر باعتباره سوء فهم أو سخرية ودية بين الأصدقاء، وتحدث البعض الآخر في دولة الاحتلال عن أن من المرجح أن ترامب أعاد نشر المقطع لأنه يتحدث عن الدولة العميقة في الولايات المتحدة، وكيف كانت تُثير حروبا عبثية، وأنه لم ينتبه إلى الجزء الخاص بالشتيمة والنقد المتعلق بنتنياهو في نهاية المقطع.

إعلان

في الواقع، كان نشر هذا المقطع هو حلقة من من حلقات علاقة ترامب بنتنياهو الغريبة والحافلة بالمفاجآت دائما، إذ دائما ما يفاجئ ترامب العالم في هذا الصدد بشكل لا يتوقع أحد إلى أين سيؤول. فبعد فوز دونالد ترامب الكبير في الانتخابات، حذَّر بأشد لهجة بضرورة إعادة المحتجزين الإسرائيليين قبل أن يتقلد منصبه رسميا وإلا سيكون العقاب قاسيا وأن الجحيم سيُصب على الشرق الأوسط.

ثم فجأة، وقبل تقلده للمنصب رسميا بأيام، وجد العالم أن ترامب يضغط على بنيامين نتنياهو، حتى وصف المحللون ما جرى بأن ترامب أجبر نتنياهوعلى القبول بإيقاف حرب الإبادة في قطاع غزة وعقد هدنة مع حركة المقاومة تخلص في النهاية لتحرير المحتجزين.

وعلى جانب آخر، فإن ترامب الذي نشر مقطعا يسب فيه المفكر الاقتصادي جيفري ساكس نتنياهو ويقول إنه يجر الولايات المتحدة لحروب لا علاقة لها بها، هو نفسه الذي عيَّن ماركو روبيو وزيرا لخارجيته، ومايك والتز مستشارا للأمن القومي، وإليز ستيفانيك سفيرة للأمم المتحدة، وهي كلها خيارات تعبر عن التأييد الشديد وربما المطلق لدعم دولة الاحتلال، فضلا عن أنه اختار بنيامين نتنياهو ليكون أول زعيم أجنبي يستقبله في البيت الأبيض.

وفي هذه الزيارة أيضا، أعطى ترامب نتنياهو مفاجأة غير متوقعة منحته دفعة كبيرة على المستوى المحلي، فقد أعلن ترامب في تلك الزيارة عن خطته لقطاع غزة التي تتضمن استحواذ أميركا على القطاع وترحيل الفلسطينيين منه بحيث لا يملكون حق العودة إلى أراضيهم بعد ذلك، ليتحول القطاع إلى ما أسماه ريفييرا الشرق الأوسط بعد تطويره من الولايات المتحدة، وهي الخطة التي احتفى وربما تفاجأ بها نتنياهو ومن معه من اليمين المتطرف، واعتبر نتنياهو ما ذكره ترامب بأنه "أول اقتراح أصيل يسمعه فيما يخص الشأن الفلسطيني منذ سنوات".

إعلان

هكذا تشهد علاقة ترامب بنتنياهو تقلبات غير مفهومة، وسواء كان المقطع المصوَّر الذي يسب فيه عالم الاقتصاد نتنياهو مقصودا من ترامب في إطار خطته لاحتواء نتنياهو، أو كان خطأ غير مقصود لأنه لم يشاهد المقطع للنهاية، فإن ثمة احتمال غير ضعيف بأن هذا المقطع هو جزء من سياسة الرئيس الأميركي الجديد في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بطريقة مختلفة تماما عن سابقيه بحيث يؤسس لعلاقة يقوم فيها بحماية رئيس الوزراء وتقديم الهدايا السياسية له، لكن في المقابل ينتظر من رئيس الوزراء أن يكون مطيعا، وألا يظن أن بإمكانه الضغط عليه في أي لحظة كما حدث مع أي رئيس أميركي سابق، فها هو ينشر مقطعا لو كان جو بايدن هو مَن نشره لقلبت إسرائيل بمؤسساتها وإعلامها الدنيا ولم تقعدها، لكن الرئيس الأميركي ينشره الآن غير عابئ بتوضيح أو تبرير، وكأنه يؤسس لعلاقة تؤيد فيها الولايات المتحدة دولة الاحتلال ربما أبعد من أي إدارة أميركية سابقة، لكن في إطار يكون فيه دونالد ترامب هو السيد الذي لا يفكر أحد في الضغط عليه.

نصير الفقراء وعدوهم السابق

ساكس هو عالم اقتصاد وأستاذ جامعي ذو مكانة عالمية مرموقة، ومؤلف مجموعة من الكتب كانت من الأكثر مبيعا بحسب تعبير موقع الكونغرس الأميركي، بالإضافة إلى كونه واحدا من أهم الرواد على مستوى العالم فيما يتعلق بمجال التنمية المستدامة ومستشارا رفيع المستوى في الأمم المتحدة، كما يشغل منصب مدير مركز التنمية بجامعة كولومبيا.

وقد اختير مرتين من مجلة "تايم" الأميركية باعتباره من أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم، ووصفته بأنه أشهر اقتصادي في العالم، وبحسب وصف صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فهو أهم اقتصادي في العالم الآن، في حين صنَّفته دراسة أجرتها مجلة "إيكونميست" الاقتصادية البريطانية بأنه من أكثر ثلاثة اقتصاديين أحياء تأثيرا في العالم خلال العقد الماضي.

مصدر الصورة بدأ ساكس مساره الفكري الاقتصادي في الثمانينيات والتسعينيات بمجموعة من الأفكار التي أثارت الجدل لتحيُّزها النيوليبرالي الكبير (رويترز)

لدى ساكس العديد من المؤلفات التي حظيت باهتمام أكاديمي واسع، سواء في مجاله الأساسي الاقتصاد أو في المجال السياسي مثل كتابه "عصر التنمية المستدامة"، وكتاب "بناء الاقتصاد الأميركي الجديد: ذكي وعادل ومستدام"، وكتاب "سياسة خارجية جديدة: ما وراء الاستثنائية الأميركية"، وكتاب "عصر العولمة: الجغرافيا والتكنولوجيا والمؤسسات"، كما أن له ثلاثة كتب كانت من أكثر الكتب مبيعا وهي "نهاية الفقر"، و"الثروة المشتركة: اقتصاد لكوكب مزدحم"، و"ثمن الحضارة". وقد حاز ساكس على جائزة الكوكب الأزرق عام 2015، وهي جائزة تُمنح للجهود المتميزة في مجال البحث العلمي وتطبيقات العلوم التي تحاول المساهمة بشكل فعال في حل المشكلات البيئية العالمية.

إعلان

لقد بدأ ساكس مساره الفكري الاقتصادي في الثمانينيات والتسعينيات بمجموعة من الأفكار التي أثارت الجدل لتحيُّزها النيوليبرالي الكبير، وتجاهلها مبادئ الاستدامة والعدالة الاجتماعية والتأثيرات الاجتماعية والبيئية، فكان مدافعا صلبا عن الخصخصة الواسعة السريعة والأسواق الحرة وقطع برامج الدعم الحكومية، وإبعاد يد الحكومات تماما عن الاقتصاد.

وقد تهكَّم مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عام 1989 بعنوان "دكتور الاقتصادات المنهكة" على أن جيفري ساكس، الذي لم يبلغ من العمر وقتها إلا 34 عاما، هو بمنزلة إنديانا جونز عالم الاقتصاد، فهو يذهب في جولات مكوكية بين صندوق النقد الدولي ودول العالم الثالث، فضلا عن الدول المتحولة حديثا من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق، ليقنع الجميع بنظريته الاقتصادية التي تتضمن ضرورة إجراء إصلاحات السوق الحرة، وإلغاء الدعم الحكومي المصمم لحماية الفقراء، ورفع الضوابط المفروضة على الأسعار، وبيع كل الصناعات المملوكة للدول، مؤكدا أنه رغم التأثيرات قصيرة المدى العنيفة لهذه الخطة المتمثلة في ارتفاع الأسعار ومعدلات الفقر والبطالة، فإنها على المدى الطويل ستنتج دول متعافية واقتصاديات صحية.

خلال تلك الفترة، كان يُنظر إلى ساكس من بعض الخبراء في المؤسسات المالية الدولية باعتباره "راديكاليا مجنونا"، لأنه ينصح الدول الفقيرة بالتوقف عن سداد ديونها، في حين كان ينظر إليه اليساريون باعتباره "رجعيا مجنونا"، لأنه يريد تطبيق سياسات اقتصادية نيوليبرالية متطرفة يمكنها أن تهلك الفقراء في العالم الثالث.

لقد كانت لدى ساكس رحلة طويلة، بدأت من بوليفيا وانتقلت بعد ذلك إلى بولندا وروسيا وحتى أفريقيا جنوب الصحراء، حيث عمل مع حكومات تلك البلدان على وضع تصورات لتسيير الاقتصاد وُصفت عادة بأنها مثيرة للجدل.

إعلان

وبحسب مجلة "ذا نيويوركر" الأميركية، ربما كانت تجربة ساكس في روسيا هي الأكثر إثارة للجدل، حيث تجاهل التحذيرات الاقتصادية العديدة التي أفادت بأن روسيا ليست مستعدة للتحول الفوري للرأسمالية، ومع ذلك فقد ضغط من أجل تحرير الأسعار بين عشية وضحاها، وخفض الإقراض الحكومي بشكل حاد، وخفض الإعانات المقدمة للمستهلكين والشركات في روسيا، فضلا عن تسريع الخصخصة وبيع الشركات المملوكة للدولة.

وقد أدى برنامج الإصلاح الذي ضغط ساكس من أجل تنفيذه إلى أن تشهد روسيا تضخما كبيرا وتدهورا بالغا في إنتاجها الصناعي، فضلا عن كل التأثيرات الاجتماعية الدرامية كالانخفاض في متوسط الأعمار، وارتفاع معدلات الجريمة والفقر، وانتشار الفساد على نحو قياسي من قِبَل رجال المال والأعمال، والتنظيمات العصابية التي استفادت للغاية من إجراءات صدمة الخصخصة.

لكن ساكس دافع عن سياساته التي دفع بها في روسيا ما بعد الحرب الباردة، ويعتقد أن ما أفشل خططه ليس أفكاره وقتها في حد ذاتها، وإنما سياسات الولايات المتحدة الأميركية التي رفضت أن تفعل مع روسيا بعد الحرب الباردة ما فعلته مع أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ رفضت تطبيق خطة مارشال روسية، بالإضافة إلى الدور السلبي الذي لعبه صندوق النقد الدولي الذي فشل في تقديم الدعم الكافي للروبل، بحسب رأيه.

عموما، إن الإطار النظري الذي قدّمه ساكس للدول في تلك المرحلة وأقنع به الكثير من الزعماء في العالم الثالث هو نظرية العلاج بالصدمة، التي تعني ببساطة أن الاقتصادات في رحلة تحوُّلها من الاقتصاد المتدخل فيه بشدة من الحكومة إلى اقتصاد السوق الحر ستعاني من ألم شديد، وأفضل طريقة لفعل ذلك هو القيام بالإجراءات المؤلمة جميعا في أسرع وقت حتى لا يطول الألم، وهذه الإجراءات الصادمة التي ينبغي أن تحدث بأسرع وقت هي تحرير التجارة، ورفع الدعم، والخصخصة الشاملة، وإزالة ضوابط الأسعار، وغير ذلك من الإجراءات النيوليبرالية.

إعلان

والواقع أن البلدان التي دفعها ساكس بهذا الاتجاه باقتراحاته فيها لم تشهد الكثير من النجاح بعد ذلك، فبوليفيا ربما كانت أنصع قصصه، حيث انخفض التضخم فيها بفضل نصائحه من 24000% إلى 15% خلال عام واحد، لكن ظلت معدلات الفقر مرتفعة للغاية، والتفاوت الطبقي في ازدياد. أما في بولندا فقد تسببت أفكاره في ازدياد معدلات الفقر والبطالة لدرجات قياسية، وصحيح أن اقتصادها تعافى في النهاية، لكن على حساب الكثير من المعاناة للفقراء، وروسيا كما سبق وذكرنا كانت هي القصة الأفشل تماما من بين قصص ساكس.

كان الفشل الذريع في روسيا وما تبعه من ازدياد مروّع في معدلات الفقر والجريمة فرصة لساكس ليراجع دفاعه الكبير عن السياسات النيوليبرالية والعلاج بالصدمة رغم تحميله ما حدث في روسيا لأطراف أخرى، ومع نهاية التسعينيات وبدايات القرن الجديد كان ساكس قد اختلف تماما على صعيد رؤيته المطروحة، فبدلا من دفاعه المستميت عن تحرير الأسعار والأسواق ووقف برامج الدعم، بات مفكرا تنمويا يهتم ويكرس وقته وبحثه لقضايا الفقر والتنمية، ويتصور في نموذجه التنموي دورا تلعبه الدولة في الاقتصاد، وليس فقط تسريع الخصخصة وإيقاف الدعم عن الفقراء كما كان يقول سابقا، وبدأ أيضا ينتقد برامج المؤسسات المالية الدولية التي تفرض إجراءات التقشف وخفض الإنفاق الحكومي على الدول الفقيرة.

لقد بدأ ساكس يهتم أكثر بالشرائح المتأثرة سلبا بالنظريات النيوليبرالية التي كان يتبنّاها سابقا، ولم يعد ينظر إلى الاقتصاد باعتباره أرقاما مجردة، فلم يعد هذا الشخص المهووس بخفض التضخم ولو على حساب فقد الملايين لوظائفهم وصحتهم وكرامتهم. وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الحالي، بات ساكس واحدا من أهم المفكرين التنمويين في العالم، ويساعد الأمم المتحدة في وضع برامج وأهداف التنمية العالمية.

إعلان

انحياز ساكس لفلسطين

جيفري ساكس، الذي وُلد لعائلة يهودية، قد طوّر آراءه فيما يخص الشأن الفلسطيني على مر السنين، ليصبح شديد الاقتراب من المَظْلَمة الفلسطينية ومدافعا عنها. بالنسبة لساكس، المشكلة بدأت منذ وعد بلفور وقرار التقسيم والاستيلاء على أراضي أصحاب الأرض "الفلسطينيين" عنوة، وبناء دولة عليها دون أن يسألهم أحد عن رأيهم، وبالنسبة له فإن دولة الاحتلال منذ ذلك الوقت تقف أمام أي حل سياسي حقيقي يمنح الفلسطينيين أبسط حقوقهم في إقامة دولة لهم.

كان جيفري ساكس ناقدا شديدا لدولة الاحتلال، وتحديدا رئيس وزرائها وتياره خلال فترة الحرب السابقة، ويرى ساكس أن الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن قد تورطت في سياسة إبادية تدعم الحرب والسياسات المروّعة لدولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. بالنسبة لساكس فإن اللوبيات الإسرائيلية شديدة النجاح في الولايات المتحدة الأميركية، فهي تشتري -حسب رأيه- ولاء ومواقف أعضاء الكونغرس وسياسة الولايات المتحدة الخارجية بالتبعية بمبالغ زهيدة، وينعكس هذا بعد ذلك على دعم أميركي بتريليونات الدولارات لدولة الاحتلال.

بالنسبة لساكس أيضا فإن الأمر لن يتغير في عهد ترامب عن سياسة بايدن الداعمة لحرب الإبادة على الفلسطينيين، فهو يرى أن نتنياهو الذي دفع بالولايات المتحدة إلى الكثير من الصراعات في العقدين الماضيين ما زال قادرا على التأثير على السياسة الأميركية، ويبدو من وجهة نظر ساكس أن الرئيس الأميركي الجديد سيسير على الخط نفسه الموالي لنتنياهو وطموحاته، ووفقا لرأيه أيضا فإن ترامب حين لعب دورا في إيقاف الحرب علقت عليه الكثير من الآمال للدفع بالسلام، لكن مع خطته التي تفتقد إلى الواقعية والقانونية التي أعلنها حول غزة فإنه قد جنى كراهية العالم للولايات المتحدة الأميركية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا