آخر الأخبار

الانتخابات الألمانية: ميرتس يواجه مهام صعبة محلياً ودولياً بعد الفوز

شارك
مصدر الصورة

نستعرض معاً في جولة الصحف نتائج الانتخابات الألمانية بعد فوز التحالف المسيحي المحافظ، وأهميتها في تحديد المسار المستقبلي للسياسات الأوروبية وأثر ذلك على النظام العالمي بصفة عامة.

ونبدأ جولتنا من صحيفة "بيلد" الألمانية التي دعت الجميع أن يبدأوا العمل فوراً لأن التطورات متلاحقة، قائلة: "بما أنه من الواضح أن الأمور تسير في اتجاه جنوني في العالم الآن، فلا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يحتفل طويلاً، بل أن يبدأ العمل بأسرع ما يمكن".

ورأت أن "تشكيل حكومة مستقرة" هو الضرورة الملحة في ألمانيا في الوقت الراهن بعيداً عن الشعارات الرنانة التي سوف تتراجع أهميتها إلى حد التلاشي مقابل الحقائق التي تفرض نفسها على أرض الواقع.


* لماذا يميل الشباب في ألمانيا إلى اليمين المتطرف؟

وشددت الصحيفة الألمانية على أن "إرادة الناخبين، حتى ولو لم ترق لنا، لابد ألا يتم الالتفاف عليها. فحوالي 50 في المئة من الناخبين صوتوا لصالح قوى سياسية تتراوح بين ليبرالية محافظة ويمينية متطرفة مع تصدر الحزب المسيحي الديمقراطي، والحزب المسيحي الاجتماعي، وحزب البديل من أجل ألمانيا".

وأشارت إلى إنه هذه التوليفة من القوى السياسية المنتخبة يرجح إلى حدٍ كبيرٍ أن ينتج عنها تغيير في سياسات البلاد؛ سياسات الهجرة والسياسات الاقتصادية على وجه التحديد.

وحذرت من أن عدم التغيير في السياسات لتتوافق مع جميع القوى السياسية التي حصلت على أغلب الأصوات قد يزيد من قوة حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يتوقع أن يصبح الحزب الأقوى في ألمانيا على غرار حزب الحرية في النمسا.

التصدي لمحاولات تهميش أوروبا

مصدر الصورة

وإلى صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت مقالاً وصف مهمة المستشار الألماني المنتخب فريدريش ميرتس بأنها "صعبة" على صعيد تعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة ومواجهة التحديات التي باتت واضحة مع بدء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فترة ولاية جديدة بأجندة مختلفة تجاه أوروبا قد تغير قواعد التحالف الأكبر على مستوى العالم.

وقالت افتتاحية الغارديان على لسان ميرتس: "بالنسبة لي، الأولوية المطلقة سوف تكون لتعزيز مكانة أوروبا بأسرع ما يمكننا ذلك حتى يتسنى لنا أن نحقق الاستقلال عن الولايات المتحدة تدريجياً".

وأضاف المقال: "منذ أسبوعين فقط، كان من الممكن أن تأتي تلك الكلمات على لسان المستشار المنتخب غير مقنعة. لكن ما يجعلها مقنعة هو ظهورها في وقت تسوده تطورات جديدة واستثنائية. فكونه من داعمي العلاقات عبر الأطلسية، كان ميرتس يقلل من شأن خطورة دونالد ترامب على الوحدة بين قوى الغرب".


* شولتز يدعو لتفعيل "جدار حماية" لمنع حزب البديل اليميني المتطرف في ألمانيا من الوصول إلى الحكم
* ماذا تعني الانتخابات الألمانية للسوريين؟

ورأت الصحيفة أن التصريحات التي أدلى بها المستشار الألماني الجديد أصبحت مقنعة بعد ظهور نتائج الانتخابات ووسط محاولات من قبل الإدارة الأمريكية لتنحية الاتحاد الأوروبي وكييف جانباً عن المحادثات التي تستهدف التوصل لاتفاق سلام يحدد مصير أوكرانيا، وهو ما يقوض الثقل الأوروبي في المشهد السياسي العالمي.

ورجحت أيضاً أن قيادة واثقة في ألمانيا، أقوى دول الاتحاد الأوروبي، من شأنها أن تعزز الوجود الأوروبي في السياق الدولي وتثني ترامب عن محاولات تهميش أوروبا وإبعادها عن الكثير من القضايا الدولية الهامة.

وعلى الصعيد الداخلي، قالت الغارديان إن هناك تحديات تواجه المستشار الألماني المنتخب. وأشارت إلى أن أهم هذه التحديات هي معالجة حالة الانقسام التي عكستها نتائج الانتخابات علاوة على إبعاد اليمين المتطرف، ممثلاً في حزب البديل من أجل ألمانيا، عن الحكم، وهو ما أكد عليه ميرتس عندما تعهد بالإبقاء على "جدار حماية" يحول دون وصول الحزب إلى الحكم. كما يواجه المستشار الجديد ملف الاقتصاد في وقت تحتاج فيه ألمانيا إلى "تعديلات دستورية" تسمح لها بزيادة الإنفاق والاقتراض.

مؤشرات على وجود أزمة في ألمانيا

مصدر الصورة

ننتقل إلى صحيفة القدس العربي التي تناولت هي أيضًا نتائج الانتخابات الألمانية وما تحمله بين طياتها من إشارات. وقال المقال الافتتاحي للصحيفة العربية إن النتائج جاءت متوقعة، لكن ما وراء النتائج من تغيير في القيادات ونسب مشاركة وغيرها من العوامل تعكس حالة من الحرص على التغيير في الداخل الألماني استشعره الناخبون الذين سارعوا إلى صناديق الاقتراع من أجل إحداث تغيير جذري من شأنه أن يحل الأزمات التي تتعرض لها البلاد.

وقالت القدس العربي إن "المؤشر الثاني كان تعرّض الحزب الديمقراطي الاجتماعي لخسارة فادحة بحصوله على 18 في المئة من الأصوات، وهذه نسبة ردّته إلى آخر نتائجه السيئة في عام 1949، كما تكاملت مع خسائر شركائه الخضر الذين تراجعت حصتهم إلى 13.5 في المئة".

ودلّت النتائج على أن هناك تغييراً كبيراً في المشهد السياسي الحالي في ألمانيا كما أن هذا التغيير تجلى في "تصدّر القوى المحافظة متمثلة في الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي. وليس أقل دلالة أن زعيم الحزب المتصدر فردريش ميرتس كان قد فشل في منافسة أنجيلا ميركل على زعامة الحزب، وأنها حكمت 16 سنة متواصلة".


* من هي أليس فايدل اليمينية المثلية التي تسعى إلى حُكم ألمانيا؟

وألقى المقال الضوء على مؤشرين آخرين؛ الأول هو "نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في تعزيز نتائجه الآخذة بالصعود، بحيث تمكن من مضاعفة حصته في الانتخابات الراهنة بالمقارنة مع أربع سنوات خلت، كما حقق فوزاً صاعقاً في مناطق ألمانيا الشرقية فتقدم حتى على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي".

أما المؤشر الأخير، من بين المؤشرات التي ترى القدس العربية أن نتائج الانتخابات الألمانية تنطوي عليه والتي تلقى الضوء على أن البلاد في أزمة حقيقية على الصعيدين الداخلي والخارجي، فهو إظهار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماسه للتيارات اليمينية المتطرفة سواء من خلال تصريحات على لسانه هو أو ما جاء على لسان نائبه جيه ديه فانس.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا