في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تطور سياسي لافت، وجهت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، رسالة حاسمة إلى لبنان، أكدت فيها دعم الولايات المتحدة للحكومة اللبنانية، مع تأكيد على ضرورة عدم السماح لحزب الله بالهيمنة على الحكومة أو التأثير في مسار تشكيلها.
الرسالة الأميركية تتسم بالوضوح في دعم استقرار لبنان، لكنها تبدي معارضة قوية لدور حزب الله في السياسة اللبنانية، في خطوة تثير الجدل في الساحة السياسية اللبنانية.
الرسالة الأميركية.. التزام بدعم الحكومة ومكافحة تأثير حزب الله
خلال زيارتها الأخيرة إلى لبنان، أكدت أورتاغوس بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون على موقف بلادها الثابت في دعم الحكومة اللبنانية، مع الحرص على أن يكون تشكيل الحكومة بعيداً عن أي تأثير من حزب الله.
كما شددت على أهمية الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، في تأكيد على التزام الولايات المتحدة باستقرار لبنان وأمنه.
جاء هذا التصريح في وقت حساس، حيث تشهد الساحة السياسية اللبنانية صراعا مريرا حول تشكيل الحكومة الجديدة، وتواجه البلاد أزمة سياسية مع استمرار الجمود في التوافق على تشكيل الحكومة في ظل الخلافات الحادة بين الأطراف السياسية المختلفة، لا سيما في مسألة توزير شخصيات محسوبة على حزب الله.
وجهات نظر الخبراء..
من جانبه، أشار الباحث السياسي جورج العاقوري إلى أن ما يحدث في لبنان ليس سوى نتيجة لتاريخ طويل من التدخلات الخارجية، وأكد أن حزب الله يتحمل جزءًا كبيرًا من الأزمة الحالية، معتبرًا أن "ما نعيشه اليوم هو نتاج ما قام به حزب الله طيلة 40 عامًا"، حيث لم يكن الحزب جزءًا من النظام السياسي اللبناني التقليدي، بل تمادى في تدخلاته الخارجية وأصبح فوق الدولة.
وقال العاقوري: "الحزب اليوم أمام فرصة تاريخية لكي يقرأ الواقع جيدًا ويعطي الأولوية لحماية لبنان، بدلًا من التصرفات التي أوصلت البلاد إلى ما نحن عليه من انهيار".
وأكد أن الوضع الحالي يفرض على حزب الله أن يعيد حساباته، و"لا يبقى رهينة لإيديولوجياته".
معركة تشكيل الحكومة.. حزب الله وموقفه
من جانبه، أشار الصحفي محمد علوش إلى التوترات الحادة التي رافقت محادثات تشكيل الحكومة، مؤكداً أن هناك تبايناً بين الأطراف السياسية بشأن اسم الوزير الشيعي الخامس، وهو ما حال دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأوضح أن التصعيد الأخير جاء في وقت حساس عقب التصريحات الأميركية التي ترفض أي دور لحزب الله في الحكومة.
وأشار علوش إلى أن "الرسالة الأميركية التي نقلتها أورتاغوس ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة الضغط المستمر على حزب الله في محاولة لإضعافه وتحجيم نفوذه داخل لبنان"، مضيفًا أن هذه الرسالة تعكس موقفًا أميركيًا واضحًا من حزب الله، الذي يتم تصنيفه كمنظمة إرهابية في العديد من الدول الغربية.
الضغوط الدولية.. بين التحديات الداخلية والمواقف الخارجية
من خلال هذه الرسائل الخارجية، يتضح أن لبنان يعيش ضغوطًا هائلة بين تحالفاته الداخلية والمواقف الدولية. فبينما يشدد الأميركيون على ضرورة إضعاف دور حزب الله، يتمسك الأخير بمواقفه ويعارض أي محاولات لتهميشه أو تقليص تأثيره في الحكومة الجديدة.
وفي ضوء هذه التصريحات، يبدو أن لبنان أمام اختبار صعب، حيث تواجه الحكومة اللبنانية تحديات داخلية وخارجية معًا.
ومن المثير للجدل أن تدخلات الأطراف الأجنبية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قد تُساهم في تعميق الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية اللبنانية.
إن الرسالة الأميركية الحاسمة التي نقلتها مورغان أورتاغوس تعكس موقفًا ثابتًا من واشنطن في دعم لبنان في إطار حكومة جديدة بعيدة عن تأثير حزب الله، لكنها تثير العديد من التساؤلات حول مستقبل لبنان السياسي.
كيف ستؤثر هذه الضغوط الدولية على تشكيل الحكومة؟ وهل ستتمكن القوى السياسية اللبنانية من التوصل إلى توافق يحفظ سيادة لبنان واستقلاله في ظل هذه الضغوط؟ هذه الأسئلة تبقى مفتوحة في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات سياسية.