طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت خطة لـ"تطهير" غزة، قائلاً إنه "يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
وصرح ترامب للصحافيين "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، واصفاً غزة بأنها "مكان مدمر"، وقائلاً إن هذه الخطوة قد تكون "موقتة أو طويلة الأجل".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "عدداً كبيراً من الأشياء" التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، يجري تسليمها حالياً، وذلك رداً على تقارير صحفية أفادت بأن إدارته أفرجت عن شحنة قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل (907 كلغ).
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشل: "الكثير من الأشياء التي كانت إسرائيل قد طلبتها ودفعت ثمنها، ولكن لم يُرسلها الرئيس السابق جو بايدن، باتت الآن في طريقها إلى التسليم".
وكانت إدارة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن علّقت العام الماضي تسليم إسرائيل 1800 قنبلة تزن 2000 رطل في الوقت الذي كان الجيش الإسرائيلي يخطط فيه لشن هجوم واسع النطاق على رفح في جنوب قطاع غزة إلى حيث كان قد لجأ 1,4 مليون فلسطيني بسبب القصف والحرب.
وكان بايدن قد حذّر من أن استخدام هذا النوع من القنابل في مناطق كهذه سيتسبب في "مأساة إنسانية كبيرة".
وفي مقال نُشر على موقع أكسيوس، كتب الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الأمن القومي باراك رافيد أن ترامب أمر وزارة الدفاع برفع الحظر عن القنابل التي تزن 2000 رطل.
وهذا النوع من القنابل الكبيرة التي يجري إسقاطها من الجو، دقيق وشديد التدمير، ويستخدم بشكل عام لإحداث أضرار واسعة النطاق ضد أهداف مثل المنشآت العسكرية ومراكز القيادة والبنية التحتية.
خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، كثيراً ما تباهى ترامب بأن إسرائيل "لم يكن لديها صديق أفضل منه في البيت الأبيض"، وهو شعور كثيراً ما كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عنه.
ودخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة أسبوعها الثاني يوم الأحد، بعد إطلاق سراح أربع رهائن إسرائيليات لدى حماس ونحو 200 سجين فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
ومع ذلك، اصطدمت جهود تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعقبات جديدة، إذ اعترضت إسرائيل على عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال القطاع المدمر، بسبب خلاف يتعلق بالإفراج عن الرهينة المدنية الإسرائيلية أربيل يهود.
واشترطت إسرائيل أن يتم الإفراج عن يهود أولاً قبل فتح محور نتساريم الذي يفصل بين جنوب وشمال غزة، متذرعة بعدم التزام حماس بشرط غير معلن في الاتفاق يقضي بالإفراج عن الرهائن المدنيين أولاً.
من جانبها، أكدت مصادر في حماس أن يهود على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأنها ستفرج عنها السبت المقبل.
وعلى خشبة مسرح، نصبها مقاتلو حماس وحركة الجهاد في ساحة فلسطين بغزة، تحيط بها شاحنات صغيرة محملة ببنادق من عيار كبير، جلس أحد موظفي الصليب الأحمر مرتدياً سترة شحن حمراء زاهية إلى جانب مقاتل ملثم من حماس يرتدي عصابة الرأس المميزة للجماعة والزي العسكري المموه.
ووقع الرجلان السبت على "شهادات إطلاق سراح للرهينات"، مع لافتة زين أسفلها بشعارات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن مكتوب عليها باللغة العبرية: "الصهيونية لن تسود".
وبعدها بفترة وجيزة، خرجت الرهينات الأربع وسط صفارات وهتافات وصيحات من حشد الغزيين، بينما تجمع حولهم طاقم الكاميرات والمصورون التابعون لحماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلّم الرهينات الإسرائيليات، وقال في بيان لاحق: " إن الرهينات دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي الى الأراضي الإسرائيلية حيث تم نقلهن في مروحية عسكرية إلى مستشفى في بتاح تكفا وسط إسرائيل رفقة أفراد عائلاتهم". وعمّت أجواء الفرح "ساحة الرهائن" في تل أبيب حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين. وأعلن المستشفى أنهن "بحال مستقرة".
وكانت حركة حماس قد احتجزت كلا من: كارينا أرييف ودانييلا جلبوع ونعمة ليفي - جميعهن في العشرين من العمر- وليري ألباغ، 19 عاما، من قاعدة مراقبة عسكرية في ناحال عوز خلال هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الإفراج عن الرهينات الأربع هو "لحظة سعيدة للغاية"، في حين أكد البيت الأبيض أن واشنطن ستواصل جهودها مع إسرائيل بهدف "الافراج عن جميع الرهائن الباقين".
في المقابل، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت والبالغ عددهم 200 سجين.
وسُمح لأكثر من نصفهم بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية، و16 إلى قطاع غزة مقابل ترحيل قرابة 70 من المفرج عنهم، عبر مصر إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا.
أما على الجانب الفلسطيني، فقد برزت أجواء احتفالية وسعادة بلقاء المفرج عنهم مع ذويهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان قرابة 121 من الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم هذا الأسبوع يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.
وفي سياق متصل، وصل 16 سجيناً فلسطينيا -ضمن الـ 200 شخص المفرج عنهم- مساء السبت، إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، بعد الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كما وصل معبر رفح من الجانب المصري أيضاً 70 سجيناً فلسطينياً على متن حافلتين قدمتا من معبر كرم أبو سالم، جرى إخراجهم من الأراضي الفلسطينية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء بين حركة حماس وإسرائيل.
وبحسب السلطات المصرية فإن السجناء المفرج عنهم سيظلون لمدة أسبوع داخل الأراضي المصرية ومن ثم يتم تحديد الوجهة التي يذهبون إليها بعد ذلك.