آخر الأخبار

مدارس سوريا تستأنف الدراسة وآمال بتطوير العملية التعليمية

شارك الخبر

حلب– استأنفت، اليوم الأحد، المدارس في سوريا مسيرة التعليم للمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد، بعد توقف استمر نحو أسبوعين نتيجة التطورات العسكرية التي شهدتها المدن والبلدات السورية، والتي قادت إلى تحول كبير في البلاد.

وفي حلب ثاني أكبر مدن البلاد والعاصمة الاقتصادية لها، أزالت الكوادر التدريسية صور الرئيس المخلوع بشار الأسد وأبيه حافظ من على جدران الصفوف المدرسية وممرات المدارس، ونزعوا علم النظام وحزب البعث، قبل يوم واحد من بدء الدوام، ورفعوا علم الثورة، في خطوة تعكس بداية مرحلة جديدة.

وللمرة الأولى يشارك عبر الجزيرة نت مدرسون في حلب للإدلاء برأيهم بكل حرية، دون خوف من سلطات النظام، بعد أن كان الصمت والخوف يمنع العديد منهم من الإدلاء بالحديث لوسائل الإعلام أو توجيه النقد.

ويأمل القائمون على التعليم في حلب أن تمثل المرحلة الجديدة في سوريا نهضة في ملف التربية والتعليم، إذ يعول المدرسون والمديرون على تحسين جودة المناهج ودعم وسائط التعليم، فضلا عن زيادة الأجور والخدمات النقابية للمدرسين.

مصدر الصورة واجهة مدرسة في حماة وسط سوريا تتزين بعلم الثورة السورية مع عودة الطلاب (مواقع التواصل)

تطوير التعليم

وقال مدرس اللغة العربية العامل في حلب نور الله جركس إن "أكثر ما كان يؤرق المدرسين الشرفاء في سوريا هي رؤية صورة بشار الأسد ملاصقة لوجهنا طوال اليوم، ففي كل قاعة صفية نراه ونردد شعاراته ونهتف له، أما اليوم نجد أنفسنا بحرية ممزوجة بالألم لما كنا نعيشه".

إعلان

وأضاف جركس، في حديث للجزيرة نت، أن واجب كل معلم اليوم هو واجب تنويري، لا سيما أن الطلاب حديثو العهد بما جرى، وهم مصدمون مما رؤوا في سجن صيدنايا وغيره، مشيرا إلى أنه خصص حصة كاملة اليوم للاحتفال بالنصر، وتذكير الطلاب بحقبة البعث الكريهة.

ورأى مدرس اللغة العربية أن التعليم كان بعيدا عن أي تطوير، وكان ضمن بوتقة منغلقة عن أي تطوير منهجي أو أدواتي "عداك عن الأجور الضئيلة التي تعادل 25 دولارا، الأمر الذي يجعل المدرس يفكر فقط في انتهاء الدوام والخروج من المدرسة للعمل الإضافي والدروس الخصوصية".

ووفق جركس، فإن أغلب مناهج اللغة العربية تقوم على تمجيد انتصارات حزب البعث ونظامه البائد، مطالبا بتقديم رؤية أدبية بعيدة عن المؤثرات السياسية التي مرت في سوريا، تدعو إلى حب الوطن لا الأشخاص.

مصدر الصورة رفع علم الثورة السورية في إحدى مدارس دمشق عقب سقوط الأسد (رويترز)

تعديل المناهج

وقال مدرس مادة التاريخ عماد الدروبي إن "المناهج كانت تمجد انتصارات الجيش السوري وحزب البعث البائد، وكنا مجبرين على تلقينها للطلاب، رغم يقيننا بزيفها وكذبها، وهو الأمر الذي كنا نتحدث به سرا كمدرسين رافضين لها".

وأضاف الدروبي، في حديث للجزيرة نت، نأمل أن تتم إعادة كتابة مناهج التاريخ من قبل مختصين وأكاديميين يقدمون للأجيال الحقيقة كما هي، مع التركيز على حقبة أسرة الأسد التي اتخذت البلاد رهينة لديها على مدار نصف قرن من الزمن.

وعن رسالته إلى الحكومة الجديدة، يأمل الدروبي أن يتم النظر بشكل أساسي في أجور المدرسين التي لا تكفي لأكثر من أسبوع، مع ضرورة الاهتمام بنقابة المعلمين ودعمها لتكون ذات جدوى وداعمة للكوادر التدريسية.

وكانت أصدرت وزارة التربية في حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة قرارا باستبعاد مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية بالتعليم الأساسي والثانوي، في خطوة تؤكد استبعاد أفكار حزب البعث بسوريا، الذي كان يصف نفسه بأنه قائد للدولة والمجتمع.

إعلان

وتحدث أحد المدرسين لمادة التربية الوطنية، رافضا الكشف عن اسمه، عن أمله في أن تنظر الحكومة السورية الجديدة في شأن مدرسي المادة كي لا يبقوا بلا مصدر رزق وعمل، لافتا إلى إمكانية أن يتم تكليفهم بتدريس مناهج التاريخ والجغرافية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا سوريا بشار الأسد اسرائيل

إقرأ أيضا