في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شهدت الـ250 عاما الماضية العديد من الاكتشافات البارزة في الجهود الرامية إلى إحراز تقدم في مكافحة السرطان، وهو مرض عرفته البشرية منذ آلاف السنين.
ونتعرف هنا على بعض المحطات الرئيسية في تاريخ أبحاث السرطان:
حدد بيرسيفال بوت علاقة بين التعرض لسخام المداخن ومعدل الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في كيس الصفن بين عمال تنظيف المداخن. ويعد تقريره أول تقرير يربط بوضوح بين التعرض البيئي وتطور السرطان.
حدد رودولف فيرشو خلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء) في الأنسجة السرطانية، مكتشفا بذلك أول رابط بين الالتهاب والسرطان. صاغ فيرشو أيضا مصطلح "سرطان الدم"، وكان أول من وصف زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في دم مرضى هذا المرض.
أجرى ويليام هالستيد أول عملية استئصال جذري للثدي لعلاج سرطان الثدي. وظل هذا الإجراء الجراحي هو الإجراء الجراحي القياسي لسرطان الثدي حتى النصف الثاني من القرن العشرين.
قدم طبيب العيون البرازيلي هيلاريو دي جوفيا أول دليل موثق على أن قابلية الإصابة بالسرطان يمكن أن تنتقل من أحد الوالدين إلى الطفل. وأفاد بأن اثنين من أصل 7 أطفال ولدوا لأب عولج بنجاح من ورم الشبكية الخبيث في العين لدى الأطفال، أصيبا أيضا بالمرض.
اكتشف فيلهلم رونتجن الأشعة السينية. وكانت أول صورة بالأشعة السينية صورة ليد زوجته.
اكتشفت ماري وبيير كوري العنصرين المشعين الراديوم والبولونيوم. وفي غضون بضع سنوات، بدأ استخدام الراديوم في علاج السرطان.
وصف الطبيبان السويديان تور ستينبيك وتاج سيوغرين أولى حالات سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية في الجلد التي شفيت باستخدام العلاج بالأشعة السينية.
اقترح ثيودور بوفيري نشوء الأورام السرطانية من خلايا مفردة تعرضت لتلف الكروموسومات، وأشار إلى أن تغيرات الكروموسومات تسبب انقسام الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
اقترح بول إيرليتش أن الجهاز المناعي عادة ما يثبط تكوّن الأورام، وهو مفهوم عرف فيما بعد باسم فرضية "المراقبة المناعية". وقد دفع هذا الاقتراح إلى إجراء أبحاث، لا تزال مستمرة حتى اليوم، لتسخير قوة الجهاز المناعي لمكافحة السرطان.
اكتشف بيتون روس فيروسا يسبب السرطان في الدجاج (فيروس ساركوما روس)، مؤكدا أن بعض أنواع السرطان تسببها عوامل معدية.
أثار كاتسوسابورو ياماغيوا وكويتشي إيتشيكاوا السرطان في الأرانب عن طريق وضع قطران الفحم على جلدها، مقدمين بذلك دليلا تجريبيا على أن المواد الكيميائية يمكن أن تسبب السرطان.
اكتشف جورج بابانيكولاو إمكانية الكشف عن سرطان عنق الرحم عن طريق فحص خلايا من المهبل تحت المجهر. وأدى هذا الاكتشاف إلى تطوير اختبار باب، الذي يسمح باكتشاف خلايا عنق الرحم غير الطبيعية وإزالتها قبل أن تتحول إلى سرطانية.
طور ديفيد هـ. باتي استئصال الثدي الجذري المعدل لعلاج سرطان الثدي. ويعد هذا الإجراء الجراحي أقل تشويها من استئصال الثدي الجذري، وقد حل محله في النهاية كعلاج جراحي قياسي لسرطان الثدي.
وصف السير جيفري كينز علاج سرطان الثدي بجراحة الحفاظ على الثدي متبوعة بالعلاج الإشعاعي، فبعد جراحة إزالة الورم، تغرز إبر طويلة تحتوي على الراديوم في جميع أنحاء الثدي المصاب وبالقرب من الغدد الليمفاوية الإبطية المجاورة.
اكتشف تشارلز هاغينز أن استئصال الخصيتين لخفض إنتاج هرمون التستوستيرون أو إعطاء هرمون الإستروجين يسبب تراجع أورام البروستاتا. ولا يزال هذا التلاعب الهرموني -المعروف أكثر باسم العلاج الهرموني- ركيزة أساسية في علاج سرطان البروستاتا.
حدد إرنست ويندر، وإيفرتس غراهام، وريتشارد دول تدخين السجائر كعامل مهم في الإصابة بسرطان الرئة.
حقق روي هيرتز ومين تشيو لي أول شفاء تام من ورم صلب بشري باستخدام العلاج الكيميائي عندما استخدما عقار الميثوتريكسات لعلاج مريضة مصابة بسرطان المشيمة، وهو سرطان نادر يصيب الأنسجة التناسلية ويصيب النساء بشكل رئيسي.
أظهر باحثون من المعهد الوطني للسرطان، إميل فراي، وإميل فرايريتش، وجيمس هولاند، وزملاؤهم، أن العلاج الكيميائي المركب مع عقاري 6-ميركابتوبورين والميثوتريكسات يمكن أن يحدث شفاء جزئيا وكاملا، ويطيل فترة البقاء على قيد الحياة لدى الأطفال والبالغين المصابين بسرطان الدم الحاد.
لأول مرة، يرتبط فيروس -فيروس إبشتاين بار (EBV)- بسرطان بشري (لمفوما بوركيت). وتبين لاحقا أن فيروس إبشتاين بار يسبب العديد من أنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك سرطان البلعوم الأنفي، وسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، وبعض سرطانات المعدة.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على عقار تاموكسيفين، وهو دواء مضاد للإستروجين طُوّر في الأصل كوسيلة لمنع الحمل، لعلاج سرطان الثدي. ويمثل تاموكسيفين أول دواء من فئة الأدوية المعروفة باسم معدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)، التي تعتمد لعلاج السرطان.
اكتشف الباحثون جينا ورميا جديدا في خلايا الفئران يطلقون عليه اسم "neu". والنسخة البشرية من هذا الجين، والتي تسمى HER2 (وErbB2)، يتم التعبير عنها بشكل مفرط في حوالي 20% إلى 25% من سرطانات الثدي (المعروفة بسرطانات الثدي الإيجابية لـHER2)، وترتبط بتطور المرض بشكل أكثر عدوانية وتوقعات سيئة للشفاء.
أظهرت نتائج تجربة سريرية مدعومة من المعهد الوطني للسرطان أن الفحص السنوي باستخدام اختبار غاياك للدم الخفي في البراز (FOBT) يمكن أن يقلل من وفيات سرطان القولون والمستقيم بنحو 33%.
أظهرت نتائج تجربة الوقاية من سرطان البروستاتا برعاية المعهد الوطني للسرطان (PCPT) أن دواء فيناسترايد، الذي يقلل من إنتاج الهرمونات الذكرية في الجسم، يقلل من خطر إصابة الرجال بسرطان البروستاتا بنسبة 25% تقريبا.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على لقاح sipuleucel-T، وهو لقاح لعلاج السرطان يصنع باستخدام خلايا الجهاز المناعي للمريض (الخلايا الشجيرية)، لعلاج سرطان البروستاتا النقيلي الذي لم يعد يستجيب للعلاج الهرموني. وهو أول لقاح (وحتى الآن) لعلاج السرطان لدى البشر يعتمد.
وجد باحثون من مشروع أطلس جينوم السرطان (TCGA)، وهو جهد مشترك بين المعهد الوطني للسرطان والمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري لتحليل الحمض النووي والتغيرات الجزيئية الأخرى في أكثر من 30 نوعا من سرطانات الإنسان، أن سرطان المعدة هو في الواقع 4 أمراض مختلفة، وليس مرضا واحدا فقط، بناء على اختلاف خصائص الورم. وهذه النتيجة من مشروع أطلس جينوم السرطان ودراسات أخرى ذات صلة.
وقد تؤدي هذه المشاريع إلى نظام تصنيف جديد للسرطان، يصنف فيه السرطان حسب تشوهاته الجزيئية، بالإضافة إلى موقع المنشأ، في العضو أو النسيج.
أقر الكونغرس الأميركي قانون علاجات القرن الحادي والعشرين، الذي يمول مبادرة "مون شوت" لمكافحة السرطان، وهي برنامج واسع النطاق لتسريع أبحاث السرطان من خلال الاستثمار في مبادرات بحثية محددة لديها القدرة على إحداث نقلة نوعية في رعاية مرضى السرطان، والكشف عنه، والوقاية منه.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء "تيساجينليكليوسيل" لعلاج أحد أشكال سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى بعض الأطفال والشباب. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لاحقا على دواء أكسيكابتاجين سيلولوسيل لعلاج مرضى ليمفوما الخلايا البائية الكبيرة، والذين تطور سرطانهم بعد تلقيهم نظامين علاجيين سابقين على الأقل.
كلا العلاجين عبارة عن علاجات للخلايا التائية بمستقبلات المستضدات الكيمرية (CAR) مصممة خصيصا لكل مريض. ولإنتاج هذه العلاجات، تزال الخلايا التائية من المريض، وتعدل وراثيا للتعرف على مستضدات السرطان، وتزرع بأعداد كبيرة في المختبر، ثم تعاد إلى المريض لتحفيز جهازه المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية.
أقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أول اختبارات دم لتحديد التغيرات الجينية المرتبطة بالسرطان عن طريق مسح الحمض النووي الذي تفرزه الأورام في الدم.
تعرف هذه الاختبارات عادة بالخزعات السائلة، ويمكن استخدامها لتقييم الخصائص الجينية للحمض النووي الذي تفرزه الأورام الصلبة، أو كأداة تشخيصية لتحديد مدى فعالية بعض العلاجات لدى المرضى.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء نيفولوماب (أوبديفو)، وهو أول علاج مناعي يعطى قبل الجراحة لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
وأظهرت دراسات إضافية حول العلاج المناعي قبل الجراحة فعاليته في علاج سرطانات الرأس والرقبة، والورم الميلانيني، وسرطان الثدي، وأنواع أخرى من السرطان.
أصدرت المعاهد الوطنية للصحة (NIH) مجموعة بيانات شاملة تتضمن بيانات جينومية وبروتينية وتصويرية وسريرية موحدة من دراسات فردية لأكثر من ألف ورم في 10 أنواع من السرطان.
وتمكن هذه المجموعة المتاحة للعامة الباحثين من جميع أنحاء العالم من اكتشاف رؤى جزيئية جديدة حول كيفية نشوء السرطانات وتطورها.