تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الأربعاء المبكرة لكنها احتفظت بمعظم مكاسب الجلسة السابقة وسط توقعات بأن إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة قد يعزز الطلب في أكبر دولة مستهلكة للخام في العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.49% إلى 64.84 دولارا للبرميل، في وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن ارتفعت 1.7% أمس الثلاثاء، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.56% إلى 60.69 دولارا للبرميل بعد ارتفاعه 1.5% في الجلسة السابقة.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون اليوم الأربعاء على مشروع قانون من شأنه أن يعيد التمويل للوكالات الحكومية حتى 30 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال محلل الأسواق لدى آي.جي، توني سيكامور في مذكرة إن إنهاء الإغلاق الحكومي سيعزز ثقة المستهلكين ويزيد النشاط الاقتصادي، مما يحفز الطلب على النفط الخام.
كما يمكن أن يؤدي إنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى إنعاش حركة السفر واستهلاك وقود الطائرات قبل موسم العطلات القادم.
ومن المقرر أن تصدر منظمة البلدان المصدرة للبترول ( أوبك ) وإدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتهما الشهرية اليوم الأربعاء.
وفي شأن العرض، بدأت تداعيات العقوبات الأميركية المفروضة على شركتي النفط الروسيتين لوك أويل وروسنفت في الظهور، مما زاد من دعم الأسعار.
وذكرت رويترز أمس الثلاثاء أن شركة التكرير الصينية يانتشانغ بتروليوم تسعى للحصول على نفط غير روسي في أحدث مناقصة للنفط الخام، في حين أغلقت شركة لويانغ للبتروكيماويات التابعة لشركة سينوبك من أجل أعمال صيانة في نتيجة غير مباشرة للعقوبات.
وفُرضت هذه الإجراءات الشهر الماضي وتمثل أول عقوبات مباشرة تفرضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على روسيا منذ بداية ولايته الثانية.
في سياق متصل، توقعت وكالة الطاقة الدولية ، اليوم الأربعاء، أن ينمو الطلب العالمي على النفط والغاز حتى عام 2050، متراجعة بذلك عن توقعاتها السابقة بشأن الانتقال السريع إلى أنواع وقود أنظف.
وتعرضت الوكالة لضغوط من الولايات المتحدة على خلفية التحول في السنوات القليلة الماضية نحو التركيز على سياسات الطاقة النظيفة في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس دونالد ترامب الشركات الأميركية إلى زيادة التوسع في إنتاج النفط والغاز.
وفي عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى ذروته هذا العقد، وقالت إنه لا حاجة إلى المزيد من الاستثمار في النفط والغاز إذا أراد العالم تحقيق هدفه المناخي.
ووصف كريس رايت، وزير الطاقة في حكومة ترامب توقعات الوكالة بشأن ذروة الطلب بأنها "غير منطقية"، ويتم تمويل الوكالة من جانب الدول الأعضاء، والولايات المتحدة هي المساهم الأكبر، وتدعم تحليلاتها وبياناتها سياسات الطاقة للحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم.
في تقديراتها السنوية لآفاق الطاقة العالمية التي نُشرت اليوم، توقعت وكالة الطاقة الدولية في ظل سيناريو السياسات الحالية أن يصل الطلب على النفط إلى 113 مليون برميل يوميا بحلول منتصف القرن بزيادة حوالي 13% عن استهلاك عام 2024.
وتوقعت الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بمقدار 90 إكساجول (وحدة قياس للطاقة في النظام الدولي للوحدات) بحلول عام 2035، بزيادة 15% عن المستويات الحالية.
ويأخذ سيناريو السياسات الحالية في الاعتبار السياسات الحكومية القائمة وليس التطلعات لتحقيق الأهداف المناخية.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة