في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
اختتم معرض العمارة "ولادة العظمة" أعماله في المركز الوطني "روسيا" بموسكو، حيث سلط الضوء على التاريخ العمراني في روسيا بهدف تعريف الجمهور بأبرز إنجازات العمارة المحلية.
واستقطب المعرض على مدار عدة أشهر عشرات الآلاف من الزوار، بينهم عدد من المتخصصين الدوليين. وتم إنشاء 70 نموذجا فريدا خصيصا لهذا المشروع، إضافة إلى مجموعة من الرسومات والنماذج التي كانت محفوظة سابقا في المتاحف والمجموعات الخاصة. وكل ذلك، كما يؤكد المنظمون، ساعد على تتبع تطور العمارة المحلية بدءا من المباني القديمة وحتى المشاريع الضخمة الحديثة.
وفي هذا السياق، صرح أندريه تشيرنيكوف، المشرف الرئيس على معرض "ولادة العظَمة"، خلال مقابلة مع RT قائلا: "كانت النتيجة في بعض الجوانب مخططا لها، لأن فكرة المعرض هي تعريف مواطنينا بماهية العمارة ومن هم هؤلاء الأشخاص، المعماريون، الذين قاموا بتشييد بلادنا على مدى ألف عام".
وأبدى الزوار إعجابهم بالمعرض، حيث قال الكثير من الناس إنهم اكتشفوا لأول مرة ما هي العمارة ومدى روعتها في بلدنا، وما هي المشاريع المدهشة التي تم إنشاؤها في عصور مختلفة. فأعتقد أن هذا هو أفضل تقييم لما قمنا به.
وقد قسم المعرض إلى عدة أقسام موضوعية تركز على المراحل الرئيسة لتطور العمارة الروسية. وذكر المنظمون أن كل قسم يسرد قصة فريدة عن جرأة الفكر الهندسي، والجماليات الفائقة، والسعي نحو آفاق جديدة. حيث تضم الأقسام مشاريع نادرة، بعضها بقي غير منفذ، بينما تم تنفيذ أخرى بعد مرور العديد من السنوات.
وأشار أندريه تشيرنيكوف إلى أن جميع الفرق أنجزت هذا المعرض خلال شهرين. وقد شارك فيه بناؤون وفنيو ديكور رائعون، ومشرفون بارعون، إضافة إلى عدة فرق متميزة، بما في ذلك فرق المركز الوطني "روسيا".
واستقطب معرض "ولادة العظمة" أيضا اهتمام المعماريين الأجانب الذين شاركوا كمتحدثين في جلسات النقاش خلال المعرض، حيث تبادل الخبراء خبراتهم مع زملائهم الروس، وناقشوا القضايا الرئيسة للتخطيط العمراني الحديث وشاركوا رؤاهم حول مصادر الإلهام لإنشاء المباني المثالية.
وفي تصريحه لـRT قال راجيندرا كومار، المهندس المعماري الهندي ومدير مدرسة العمارة والتصميم Lovely Professional University: "من المهم للغاية العودة إلى جذورنا وتقاليدنا، فهذا أمر أساسي، كما أن الجدوى الاقتصادية لها أهمية كبيرة. فيجب على المطورين العقاريين بالقطاع الخاص تحقيق الربح من المباني. وأخيرا، أود أن أؤكد أننا نعيش في عصر الأزمات المناخية، لذا يجب أن تأخذ المباني والعمارة في زمننا بعين الاعتبار البيئة المحيطة قدر الإمكان".
وكان من أبرز أحداث اليوم الأخير من المعرض حلقة نقاش بعنوان "عمارة المستقبل: الاتجاهات والتوقعات لعام 2050". وخلال المناقشة، تناول المتخصصون أبرز الاتجاهات والتحديات وآفاق تطوير القطاع.
وقالت المهندسة المعمارية من جنوب إفريقيا، ناديا ترومب، المديرة المؤسسة لشركة Ntsika Architects إن "العمارة الحديثة تواجه تحديات جديدة وتقدم فرصا إضافية. من بين هذه التحديات تطور الذكاء الاصطناعي وكيف سيؤثر ذلك علينا جميعا، حيث نشهد تقدما تكنولوجيا هائلا مرتبطا بالذكاء الاصطناعي، وربما ستظهر ثورات تكنولوجية جديدة ستكون أسرع بكثير. وستزداد أهمية دور المعماري ومهمته".
واتفق الخبراء على أن إدخال الابتكارات في مجال التخطيط العمراني يجب أن يتم بشكل تدريجي، مع مراعاة التقاليد القائمة. ووفقا لآراء المختصين، فإن جوهر العمارة لا يقتصر على إنشاء المباني والمنشآت فقط، بل يمتد إلى نقل المعاني والأفكار، وهو أمر ينبغي علينا أن نضعه في عين الاعتبار.
وفي هذا السياق، صرح وليد عرفة، المعماري المصري ومؤسس مكتب Dar Arafa Architecture بأن الذكاء الاصطناعي وكل ما يتعلق به هو أمر لا مفر منه، لكن ينبغي النظر إلى هذا الموضوع من زاوية أخرى. فيجب أن نتوقف، ونأخذ نفسا عميقا، ونتأمل في أهمية عدم الانحصار في نهج واحد. وعلينا أن نقدم شيئا جديدا يكون أكثر استدامة وعقلانية، ويعترف بتنوع كوكبنا وأنظمة ثقافتنا. فمن الضروري دمج التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على التقاليد.
وخلال مراسم الختام، أعلن المركز الوطني "روسيا" ومؤسسة ياكوف تشيرنيكوف الخيرية للمعمار عن الفائزين في مسابقة "مركز الإبداع" الوطنية المخصصة للمعماريين الشباب، التي أجريت عبر الإنترنت. وقد حصلت الفرق من مدن كراسنويارسك، ومورمانسك، وناريان-مار على جوائز، حيث تم توزيع جائزة مالية بلغت 990 ألف روبل فيما بينهم. وستشكل هذه الأموال، وفقا للمنظمين، دعما إضافيا لتعزيز التطور المهني للفائزين.
واختتمت ناتاليا شاشكوفا، مديرة متحف شوسيف للعمارة، الحدث قائلة إن "العمارة هي الشكل الفني الوحيد الذي لا يمكننا تجاهله، ولذلك فهي تكتسب أهمية كبيرة لكل فرد منا وللدولة بأسرها. وتعكس العمارة بشكل موضوعي وصارم حالة مجتمعنا وثقافتنا وإيديولوجيتنا وقيمنا الروحية، كما أنها تؤثر في تشكيل الأجيال المستقبلية".
المصدر: RT