آخر الأخبار

قاموس للصم.. مبادرة قطرية لشرح العبادات والمعاملات بلغة الإشارة

شارك





الدوحة ـ مع تنامي طلب الأشخاص متحدي الإعاقة السمعية، لضرورة وجود إشارات محددة لتفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمعاملات الفقهية، جاءت فكرة إطلاق قاموس إشاري إسلامي للصم، والذي يعد الأول من نوعه عالميا، حيث يهدف لسد النقص في الثقافة الدينية لدى الصم نتيجة غياب مصطلحات إسلامية موحدة بلغة الإشارة.

ومن هنا عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر على تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي لخروج قاموس إشاري إسلامي إلى النور يخاطب شريحة كبيرة من الأمة من أصحاب الإعاقة السمعية لحل مشكلة المصطلحات الإسلامية بلغة الإشارة، إذ إن عدم وجود تفسير بلغة الإشارة لكثير من المعاني القرآنية والأحاديث النبوية والمصطلحات الفقهية والكلمات الدينية يقف حاجزا في تحقيق ذلك.

ويقول خبير لغة الإشارة ومستشار الإعاقة السمعية بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ناجي زكارنة في حديث للجزيرة نت إن القاموس يضم نحو 1200 مصطلح ديني جديد باللغات العربية والإنجليزية ويغطي تقريبا جميع أبواب الفقه والمعاملات الإسلامية المختلفة.

ويضيف زكارنة أن فكرة القاموس كانت تراوده منذ نحو 30 عاما، إلى أن جاء المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم وقام بإعداد مؤتمر تضمن اجتماعات ومشاورات مكثفة شارك فيها خبراء واستشاريون في مجالات من دول عربية عدة إلى أن خرج القاموس إلى النور بعد جهود استمرت مدة عامين بدعم كامل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر.

مصدر الصورة جانب من الصور التوضيحية في القاموس الإسلامي (الجزيرة)

اليوم العالمي للغة الإشارة

وتعد لغة الإشارة هي وسيلة التواصل التي يستخدمها الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، وتعتمد على عدة وسائل مثل حركة اليدين والشفاه وتعبيرات الوجه بالإضافة إلى حركة الجسم بهدف إيصال رسالة للمتلقي من ذوي الإعاقة السمعية، مع الوضع في الاعتبار أن لكل دولة لغة إشارة خاصة بها تختلف من بلد إلى آخر بحسب ثقافات ومورثات كل بلد.

إعلان

وفي سبتمبر/أيلول من عام 2018 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 23 سبتمبر/أيلول من كل عام يوما عالميا للغات الإشارة، وذلك بهدف زيادة الوعي العام بلغة الإشارة وأهميتها والتوعية بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، ويتم الاحتفاء به من قبل الاتحاد العالمي للصم في السبت الأخير من سبتمبر/أيلول كل عام.

وتوجد أيضا لغة إشارة دولية يستخدمها ذوي الإعاقة السمعية، وهي اللغة التي تم تطويرها والاصطلاح عليها بواسطة لجنة الإشارات في الاتحاد العالمي للصم، وقد أحصى الاتحاد وجود نحو 72 مليون شخص من متحدي الإعاقة السمعية حول العالم، يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة، وهذا يشير إلى أن هناك بعض الدول التي فيها أكثر من لغة إشارة.

مصدر الصورة يضم القاموس أكثر من 50 بابا جاء في أكثر من 370 صفحة (الجزيرة)

العبادات والمعاملات بلغة الإشارة

وأوضح خبير لغة الإشارة ناجي زكارنة لـ"الجزيرة نت" أن هناك الكثير من متحدي الإعاقة السمعية في العالمين العربي والإسلامي الذين لا يتكلمون إلا بلغة الإشارة، يتحرقون شوقا لمعرفة معاني القرآن والأحاديث، فضلا عن معرفة أحكام الدين على وجه التفصيل.

ويضم القاموس أكثر من 50 بابا جاء في أكثر من 370 صفحة، بداية من الأبجديات الإشارية العربية، إضافة إلى مختلف المعاملات والعبادات، والتي تم إعدادها بلغة مبتكرة استعانت بالشرح المصور من صلاة وصوم وحج وزكاة وطهارة وزواج وطلاق ومعاملات مالية وجهاد والغزوات والإيمان بالكتب السماوية، وغيرها من الأبواب المختلفة.

ويوضح زكارنة أنه تم التأكد من تدقيق وتحقيق هذه المصلحات الدينية بواسطة خبراء فقه من مختلف دول العالم الإسلامي، قبل وضعها في القاموس.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار