آخر الأخبار

قبلة قلبت الموازين .. كابو تكسر الصمت وتكشف تفاصيل جديدة

شارك
في حفل لفرقة "كولدبلاي" في 16 يوليو/ تموز 2025 في بوسطن، وخلال الفقرة المعتادة المعروفة باسم "قبلة على الشاشة"، التقطت الكاميرا صورة لمدير شركة يحتضن مديرة بالشركة نفسها وتحولت اللقطة إلى لحظة فارقة في حياة الاثنين. صورة من: X/Bestimage/IMAGO

في لحظة خاطفة، قد تتحول فرحة إلى لعنة، وتصبح ثانية واحدة كفيلة بهدم سنوات من العمل والاستقرار. وهذا تمامًا ما حدث مع كريستين كابو، حين انقلبت لحظة عفوية في حفل موسيقي إلى فضيحة عالمية أعادت تشكيل حياتها الشخصية والمهنية بلا رحمة.
بعد أسابيع طويلة من الاختفاء عن الأنظار، خرجت الآن كريستين كابو عن صمتها، معترفة بندمها، ومؤكدة أنها كانت تمر بظرف إنساني صعب، وتبحث فقط عن بعض اللحظات الخفيفة للهروب من ضغوط الحياة.
وفي حديث لها مع صحيفة نيويورك تايمز، عادت المديرة السابقة لقسم الموارد البشرية في شركة "أسترونومر" (Astronomer) إلى الحادثة التي وصفتها بـ"الوحشية"، والتي وقعت في صيف هذا العام، وقلبت مسار حياتها رأسًا على عقب.

"الحادثة التي غيّرت حياتي!"

وقعت القصة في 16 يوليو/ تموز 2025، أثناء حفل لفرقة "كولدبلاي" (Coldplay) في ملعب "جيليت" بمدينة بوسطن الأمريكية . فخلال الفقرة المعتادة المعروفة باسم "قبلة على الشاشة"، التقطت الكاميرا صورة لآندي بيرون، مدير عام شركة "أسترونومر"، وهو يحتضن كريستين، المديرة السابقة للموارد البشرية في الشركة نفسها.
لقطة قصيرة، لكنها كانت كافية لإشعال موجة من الجدل، وتحويل الحفل من أمسية موسيقية إلى محكمة شعبية مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي .

كريس مارتن عضو فرقه كولد بلايصورة من: Chris Pizzello/Invision/dpa/picture alliance

"لم يكن الأمر متوقعًا وسط تلك الحشود"

تقول كريستين في حديثها لنويورك تايمز :"كنا نجلس في مكان مظلم نسبيًا، قبالة المسرح. لا أحد من آلاف الحاضرين كان يعرف من نكون. شربنا بعض المشروبات، رقصنا أنا وآندي، ثم فاجأتنا الكاميرا. لم أكن أتابع مقدم الحفل، وفجأة وجدنا أنفسنا على الشاشة العملاقة".
وتضيف أن أول ما خطر ببالها لم يكن الفضيحة، بل زوجها السابق أندرو، الذي كان حاضرًا في الحفل نفسه، بعد أن انفصلا وديًا قبل أسابيع قليلة من تلك الليلة.

عواقب مهنية وحجم التنمر كان كبيرًا

لم يستغرق الأمر طويلا حتى انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، محققًا ما يقارب من 125 مليون مشاهدة على منصة "تيك توك" وحدها.
وتحت ضغط الرأي العام، قدّم آندي بيرون استقالته من منصبه كمدير عام للشركة، ولحقت به كريستين. وأضافت بمرارة: "تحولتُ إلى ميم (نمط ساخر) . وربما أصبحتُ أكثر مديرة موارد بشرية تعرّضت للشتم في التاريخ".
وتؤكد كريستين أن ما تعرضت له لم يكن مجرد انتقاد، بل حملة تشويه ممنهجة ، رأت أنها حملت بعدًا تمييزيًا واضحًا بسبب كونها امرأة.
اتهمها البعض بأنها "تغري الرجال"، وبأنها استخدمت "أساليب غير مهنية" للوصول إلى منصبها.
اتهامات تنفيها جملةً وتفصيلًا، معتبرة أنها انعكاس لصورة نمطية تعاني منها كثير من النساء في مواقع المسؤولية.
وتكشف أنها تلقت رسائل كراهية عبر بريدها الإلكتروني، بل وحتى إلى منزلها، وصلت حدّ تمني الموت لها.

تقول كريستين إنها تحولت إلى نمط ساخر (ميم) على مواقع التواصل. فريق تدقيق الحقائق في DW (دويتشه فيله) يكشف زيف تنبؤ عائلة سيمبسون بشأن حفل كولدبلاي وواقعة كريستين كابو مع مديرها في العمل. صورة من: YouTube

"كولدبلاي اكتفت بالمشاهدة"

لم تُخفِ كريستين خيبة أملها من موقف فرقة "كودبلاي"، مشيرة إلى أن أيًا من أعضائها لم يتواصل معها، ولم يصدر أي تعليق أو تعاطف علني مع ما مرت به.

ورغم كل ذلك، تؤكد أن قبولها بإجراء هذا الحوار لم يكن بحثًا عن تعاطف أو لعب دور الضحية، بل رغبة في إيصال رسالة أعمق، وتضيف: "أردت أن أقول للناس: كونوا أقوياء في مواجهة التنمر. لا تجعلوا لحظة واحدة تدفعكم إلى الانهيار أو التفكير في الانتحار".
قصة كريستين كابو ليست مجرد حادثة في حفل موسيقي، بل مرآة قاسية لعصر تتحول فيه الكاميرا إلى قاضٍ،
والجمهور إلى جلاد، والخطأ الإنساني إلى حكمٍ مؤبد بلا استئناف.

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار