استطاع الفنان محمد عبد الرحمن، الشهير بـ"توتا"، أن يرسخ اسمه كأحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر على مدار السنوات الأخيرة، وذلك بفضل أسلوبه الخاص الذي يجمع بين العفوية وخفة الظل. منذ ظهوره الأول على خشبة المسرح الجامعي، ثم مشاركته في العروض التي قدّمها فريق "مسرح مصر"، نجح في أن يلفت الأنظار إلى موهبته، وأن يخلق مساحة خاصة به وسط جيل جديد من الفنانين الذين أعادوا إحياء المسرح الكوميدي.
يقف محمد عبد الرحمن اليوم أمام محطة جديدة في مسيرته من خلال فيلمه "بابا وماما"، حيث يقدم عملاً عائلياً يقوم على فكرة طريفة تبعث البهجة، وفي الوقت نفسه يطرح تساؤلات عميقة عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة داخل الأسرة. وفي حديثه مع "العربية.نت" كشف عبدالرحمن عن سر انجذابه للفيلم وكواليس التصوير وتمنياته تجاه الفيلم.
قال الفنان محمد عبد الرحمن (توتا) إن فيلمه الجديد "بابا وماما" يمثل محطة مميزة في مسيرته الفنية، موضحا أن الفكرة التي يقوم عليها العمل تقوم على تبادل الأدوار بين الزوجين، وهو ما يفتح مساحة واسعة للكوميديا الإنسانية. وأضاف أن أكثر ما جذبه للمشاركة هو أن الفيلم يقدم جرعة من البهجة العائلية التي يمكن أن يشاهدها الكبار والصغار معاً، في وقت يحتاج فيه الجمهور إلى الابتسامة وسط إيقاع الحياة السريع.
وأوضح عبد الرحمن أن تجربة الفيلم كانت بالنسبة له تحدياً كبيراً، حيث سعى من خلالها إلى تقديم شكل مختلف من الكوميديا بعيداً عن التكرار. وأكد أن السيناريو كُتب بروح معاصرة، تسمح للممثل أن يقدم أداء طبيعيا، وفي الوقت نفسه يلامس تفاصيل الأسرة المصرية وما تواجهه من مفارقات يومية.
وأشار الفنان إلى أن تعاونه مع النجمة ياسمين رئيس كان من أبرز مكاسب العمل، واصفاً إياها بأنها "فنانة مجتهدة" و"نجمةكبيرة"، مؤكداً أن وجودها إلى جانبه أضفى طاقة خاصة على الكواليس وانعكس بشكل واضح على الشاشة.
وأضاف عبد الرحمن أنه لا ينشغل بصراع المنافسة على شباك التذاكر، معتبراً أن الأهم بالنسبة له هو جودة ما يقدّمه للجمهور، لافتاً إلى أن المتفرج أصبح أكثر وعيا وقادرا على تمييز الأعمال التي تقدم له.
وتابع قائلا إن فكرة تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة ليست جديدة في الفن، لكنها تُطرح هذه المرة في إطار عصري وبأسلوب قريب من الناس، مؤكدا أن نجاح الفكرة يتوقف على كيفية تنفيذها وعلى التفاعل الحقيقي بين فريق العمل.
وأكد عبد الرحمن أن الكواليس كانت مليئة بروح التعاون والدعم المتبادل بين جميع صناع العمل، مشيرا إلى أن المخرج حرص على أن يمنح الممثلين مساحة للتجريب والإضافة، وهو ما جعل العمل يبدو أكثر عفوية.
وقال إنه يتمنى أن يجد الجمهور في الفيلم الضحكة التي يبحث عنها، وأن يستشعر الرسالة التي يحاولون إيصالها، وهي أن العلاقة بين الزوجين لا تقوم على صراع، وإنما على المشاركة والتفاهم حتى في أصعب الظروف.