في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يُنتج البلاستيك سنوياً بكميات هائلة على مستوى العالم، تفوق قدراته على إدارته أو إعادة تدويره، وهو ما يضرّ بالمناخ والبيئة وبصحة الإنسان.
وبالرغم من الوعي بضرر البلاستيك، إلا أن العالم لم يتمكن من الحدّ من إنتاجه بشكل واضح. كميات كبيرة من المواد البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، تزيد من كارثة النفايات البلاستيكية المتواجدة اليوم في كل مكان حول العالم. فيكفي أن نحو 99 بالمئة من المواد البلاستيكية المنتجة مشتقة من الوقود الأحفوري، في عملية معالجة تسفر عن مليارات الأطنان من الغازات الدفيئة.
رغم اعتماد ما لا يقل عن 140 دولة حظراً أو قيوداً على المنتجات أحادية الاستخدام ومنتوجات أخرى، إلا أن ذلك لم يسهم في تراجع إنتاج البلاستيك بشكل ملحوظ.
وفي الوقت الذي يتحوّل فيه العالم تدريجياً إلى الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء، تعمل صناعة النفط والغاز على توسيع نموذج أعمالها من خلال إنتاج البلاستيك ، الذي شكّل في عام 2019 أكثر من خمسة بالمائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ازداد إنتاج البلاستيك خلال العقدين الماضي، وسيستمر بالازدياد في السنوات القادمة، ومن المتوقع أن يتضاعف إلى ثلاث مرات بحلول عام 2050، وبالتالي قد تزداد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، إلى ربع الكمية المتبقية من الانبعاثات المسموح بها عالمياً، والتي تُعرف بـ ميزانية الكربون. هذه الميزانية تمثل الحد الأقصى من الغازات الضارة التي يمكن إطلاقها في الجو دون أن ترتفع حرارة الأرض بشكل خطير. .
تشجع منظمات حماية البيئة والمناخ على الحد من إنتاج البلاستيك الجديد وإعادة تدوير البلاستيك المُنتج أصلاً، ولكن هذا ليس الحل الوحيد، إذ لا يُعاد تدوير سوى 9 بالمئة فقط من جميع المواد البلاستيكية المنتجة، والعديد منها لا يمكن إعادة تدويرها أصلاً، لينتهي بها المطاف في مكبات النفايات أو تُحرق.
ويدخل جزء كبير من هذه المنتجات إلى البيئة على شكل جسيمات بلاستيكية دقيقة، تتواجد في الهواء الذي نتنفسه و الماء الذي نشربه.
ويجادل بعض الخبراء بالحدّ من العرض لخفض إنتاج البلاستيك، ولكن هذا وحده لا يكفي ما لم يتم الحد من الطلب أيضاً.
ويكون ذلك بحسب جوليا كارليني، المحامية البارزة في مجال الصحة البيئية في مركز القانون البيئي الدولي ( CIEL ) إما بالتوقف عن قبول المنتجات البلاستيكية تماماً أو بتخفيض حجم مشترياتها، وتقول: "سيُحدث هذا فرقاً كبيراً".
تحرير: و.ب