لا تزال قضية الأستاذ المنتحر نتيجة تعرّضه لحملة تنمر ومضايقات من طلابه، تتفاعل في تونس، حيث انكشفت التفاصيل التي دفعته لوضع حدّ لحياته حرقا، من خلال فيديو وثّق لمناوشات بينه وبين طلابه، كانت سببا في حملة الإساءة التي تعرّض لها.
ووفق مقطع الفيديو، ظهر التلاميذ وهم يلاحقون الأستاذ أمام المعهد وفي الطريق العام ويضايقونه ويشتمونه وعائلته، لذا تتحفظ العربية.نت على نشره، وعندما حاول ردّ الفعل قاموا بتصويره، حيث ظهر وهو يركض وراء أحد التلاميذ ويرميه بالحجارة، في حين قام آخرون بتوثيق المشهد بهواتفهم النقالة، ثم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "آخر ما صدر.. أستاذ يركض وراء تلميذ بالحجارة".
وبعد تداول الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الأستاذ موضعا للإساءة، حيث تعرّض لهجوم واسع وعدة انتقادات وحملة شيطنة واتهامات باستخدام العنف ضد التلاميذ، في حين قدمت والدة التلميذ شكوى ضده إلى القضاء تتهمه فيها بالاعتداء على ابنها بالحجارة، ليتم استدعاؤه للتحقيق، من دون أن يدافع عنه أحد.
وبحسب الأبحاث الأولية، تأثر الأستاذ بما تعرّض له من ضغوط، خاصة أنه يواجه شكاية سابقة بسبب العنف في الفصل، فقام بسكب البنزين وإضرام النار في جسده، ليضع حدا لحياته.
وقلبت هذه الحادثة الرأي العام في تونس، خاصة الأوساط التربوية، التي نظمت الجمعة إضرابا عاما بساعة واحدة، للفت أنظار السلطات المسؤولة لما يحصل داخل المؤسسات التربوية من تجاوزات واستهداف للمدرسين.
وأذنت النيابة العمومية بالمهدية بفتح بحث تحقيقي في الحادثة للكشف عن منظمي حملة التنمر وتحميل المسؤوليات.