يواجه العلماء عدة تحديات أخلاقية متعلقة بالشرائح الدماغية التي تمكن ذوي التحديات الحركية ومن فقدوا أصواتهم من الحديث، وذلك لأن هذه الشرائح لا تستطيع التفرقة بين الأفكار الداخلية التي لا ينبغي قولها علانية وبين الأفكار المخصصة للمشاركة.
ولكن وفق تقرير نشره موقع "آرس تكنكيا" التقني، تمكن فريق علمي في ستانفورد من إيجاد حل مبتكر للحفاظ على خصوصية الأفكار الداخلية لدى المستخدم، وذلك عبر تطبيق حواجز خصوصية دماغية وبرمجتها في الشريحة.
ويوضح بنيامين ميشيدي أبراموفيتش كراسا عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد -وأحد المسؤولين عن الدراسة- أن سبب هذه الأزمة أن الأفكار الداخلية والكلام المنطوق يأتيان من جزء الدماغ ذاته.
ويتابع كراسا حديثه عن الدراسة بقوله إن المسار الأصلي للدراسة كان تحويل الكلام -الذي يرغب الشخص بالنطق به- إلى أصوات مسموعة عبر الشرائح الدماغية، ولكن الفريق وجد أن مجرد محاولة الكلام قد تكون أمرا صعبا على المصابين بأمراض التصلب الجانبي الضموري أو الشلل الرباعي.
لذلك غير الفريق مسار دراسته لمحاولة تحويل الأفكار الداخلية والكلام الداخلي إلى أصوات مسموعة تنتج عبر الشرائح الدماغية والأجهزة المتصلة بها، ليواجه الفريق تحديا آخر في خصوصية الأفكار الداخلية.
وجاء الحل على شكل كلمة سر تتم برمجتها في الشريحة الدماغية والذكاء الاصطناعي المسؤول عن قراءة وفك تشفير الإشارات الكهربائية في الدماغ.
ويقوم المريض بعد ذلك في التفكير بكلمة السر التي تتم برمجتها مسبقا قبل البدء في تحويل الكلام والأفكار إلى أصوات مسموعة تخرج من الأجهزة المتصل بها.
وقد نجحت هذه الآلية في الحفاظ على خصوصية الأفكار الداخلية بشكل كبير، إذ تمكنت الأجهزة من التعرف على كلمة السر بدقة تصل إلى 98% في أغلب الحالات، ولكن مع زيادة عدد الكلمات -التي تتم برمجتها في الشريحة وزيادة حجم الذكاء الاصطناعي المسؤول عن تحويل الأفكار إلى الأصوات- بدأت الدقة تنخفض حتى وصلت إلى 74%.
وهذا مما دفع الفريق إلى ابتكار آلية بديلة، وهي تعتمد على تفكير المريض في أن هذه الفكرة يجب أن تظل صامتة، ليقوم الذكاء الاصطناعي بالتعرف على هذه الفكرة والحفاظ عليها صامتة.