قال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل إنه من المتوقع أن تُكلّف الرسوم الجمركية الشركة 1.1 مليار دولار أميركي في الربع المالي الممتد من يوليو إلى سبتمبر، وهو ما يُمثّل ارتفاعًا طفيفًا عن الفترة السابقة.
جاءت تصريحات كوك خلال مكالمة أرباح مع المستثمرين يوم الخميس بعد إعلان الشركة نتائج الربع المالي الثالث من سنتها المالية.
وقد تكون التكلفة الحقيقية النهائية للرسوم الجمركية، التي تستند إلى المعدلات والسياسات الحالية، في نهاية المطاف أقل من المتوقع كما حدث في الربع السابق، حينما توقعت الشركة أن تكلفها الرسوم الجمركية 900 مليون دولار، بحسب تقرير لموقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".
وبصفتها محور الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسببت تلك الرسوم الجمركية في تكبيد "أبل" 800 مليون دولار خلال الربع المالي المنتهي في يونيو، كما دفعت بعض العملاء إلى شراء هواتف آيفون في أواخر فصل الربيع من هذا العام. وقد ساهمت تلك المشتريات في تجاوز مبيعات "أبل" خلال الربع الثالث التوقعات بأعلى نسبة خلال ما لا يقل عن أربع سنوات، وفقًا لما نقلته "رويترز" عن بيانات بورصة لندن.
وقال كوك، يوم الخميس، إن معظم الرسوم الجمركية المفروضة على "أبل" تنبع من قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية. وفي وقت سابق من هذا العام، وفي خضم حرب تجارية مُحتدمة، اتفقت الحكومة الأميركية والصين على فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات من الصين -التي هي مركز رئيسي لتصنيع هواتف آيفون- حتى 12 أغسطس.
وفي حين يُشير نمو المبيعات إلى أن الخوف من الرسوم الجمركية ساهم في تعزيز المبيعات، قلّل كوك من أهمية تأثير هذا الأمر، مُشيرًا إلى أن الحافز الأكبر للمستهلكين كان "قوة المنتج" نفسه.
وقال كوك في مكالمة الأرباح: "إذا نظرتم إلى آيفون، نجد أن عائلة آيفون 16 نمت بأرقام مزدوجة، مُقارنةً بعائلة آيفون 15 في الربع نفسه من العام الماضي"، مضيفًا: "وهكذا حققنا رقمًا قياسيًا في الترقية.. أعتقد أن ذلك يعود مباشرةً إلى قوة المنتج".
وارتفعت مبيعات آيفون بنسبة 13% على أساس سنوي، وحققت إيرادات بلغت 44.5 مليار دولار، أي ما يُقارب نصف إجمالي إيرادات الشركة في هذا الربع، والتي بلغت 94 مليار دولار.
ومع ذلك، كان للرسوم الجمركية تأثير، وقد يستمر هذا التأثير، حتى لو حوّلت "أبل" استراتيجيتها التصنيعية إلى دول تخضع لرسوم جمركية أقل.
وتُصنّع أجهزة أبل بشكل رئيسي في الهند والصين وفيتنام. ويُنتَج ما يقرب من نصف أجهزة آيفون المباعة في الولايات المتحدة في الهند، بينما تُصنَع أجهزة ماك وآيباد والساعات المُوَجَّهة إلى العملاء الأميركيين في فيتنام. ويخضع كلا البلدين لرسوم جمركية بنسبة 25% و20% على التوالي.
وسبق أن أعرب الرئيس ترامب عن استيائه من تحويل "أبل" تركيز سلسلة التوريد الخاصة بها نحو الهند، مُهَدِّدًا الشركة برسوم جمركية بنسبة 25% ما لم تنقل "أبل" إنتاج آيفون إلى الولايات المتحدة.
وخلال مكالمة المستثمرين يوم الخميس، جدّد كوك التأكيد على التزام "أبل" تجاه الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الشركة خصصت 500 مليار دولار كاستثمارات داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، تشمل تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات في مختلف أنحاء البلاد.