شهدت الأسواق الأميركية إقبالًا استثنائيًا على جهاز سويتش 2 من "نينتندو"، حيث نفدت الكميات من المتاجر الإلكترونية الكبرى في غضون أيام.
يأتي ذلك بعد أن وصلت مبيعات الجهاز إلى أكثر من 3.5 مليون وحدة خلال الأيام الأربعة الأولى فقط من إطلاقه، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" واطلعت عليه "العربية Business".
الطلب غير المسبوق دفع منصات مثل "وول مارت"، و"تارجت"، و"بيست باي"، و"جيم ستوب"، إلى تعليق لافتات "غير متوفر" على صفحات بيع الجهاز، في مشهد يُعيد للأذهان إطلاق الجهاز الأصلي في عام 2017.
ويأتي هذا الإطلاق ليكون أول إصدار جديد من "نينتندو" منذ ثمانية أعوام، مما يجعل الانطلاقة القياسية مؤشرًا قويًا على أن الشركة في طريقها لتحقيق هدفها ببيع 15 مليون وحدة خلال السنة المالية التي تنتهي في مارس 2026.
لكن محللين يرون أن هذه التوقعات "متواضعة"، ويُرجحون أن يتجاوز الجهاز حاجز الـ20 مليون وحدة خلال عامه الأول، مستندين إلى قوة الطلب العالمي. وقال سيركان توتو، الرئيس التنفيذي لشركة "Kantan Games"، إن "السوق توقّع رقمًا قياسيًا... ونينتندو أوفت بوعدها".
وكان الجهاز قد أطلق رسميًا في 5 يونيو، وسط حشود من الجماهير التي اصطفت في طوابير أمام متاجر "نينتندو" لساعات، انتظرًا للحظة الإطلاق عند منتصف الليل.
وفي هذا السياق، صرّح دوغ باوزر، رئيس "نينتندو" في أميركا، أن "الحماس العالمي يعكس ثقة الجماهير بالجهاز الجديد كطريقة مُحسّنة للعب في المنزل وخارجه".
رغم هذا النجاح، تراجعت أسهم "نينتندو" المدرجة في بورصة طوكيو بنسبة 3.5% يوم الأربعاء، بعد أن كانت قد ارتفعت بنحو 30% منذ بداية العام.
والجدير بالذكر أن الشركة حققت طفرة في أسهمها منذ إطلاق النسخة الأولى من سويتش، التي باعت أكثر من 152 مليون وحدة، لتكون ثاني أكثر أجهزة "نينتندو" مبيعًا بعد "نينتندو دي إس".
الزخم العالمي الذي رافق إطلاق سويتش 2 يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على تلبية الطلب العالمي، لا سيما بعد مؤشرات نقص ظهرت في متاجر عديدة.
وأشارت الشركة إلى أنها تعمل مع شركائها لتأمين الإمدادات، ليس فقط لعطلة الإطلاق، بل للأشهر التي تليها.
وكشف رئيس شركة نينتندو شونتارو فوروكاوا أن أكثر من 2.2 مليون شخص شاركوا في يانصيب شراء الجهاز في اليابان فقط، مما يفوق توقعات الشركة.
ويرى مراقبون أن النقص قد يستمر في السوق اليابانية لفترة، في حين من المرجح أن تكون الأسواق الأخرى أقل تأثرًا.
وأضاف توتو: "قد تكون هناك صعوبات في البداية، لكن يبدو أن العرض الحالي أفضل من إطلاق سويتش في 2017".
يُباع جهاز سويتش 2 بسعر 449 دولارًا في أميركا، ما يجعله أغلى أجهزة " نينتندو" حتى الآن.
وتواجه الشركة تحديات إضافية تتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي أجبرت "نينتندو" على مراجعة استراتيجيتها المتعلقة بالطلبات المسبقة.
لكن بحسب كبير المحللين ديفيد جيبسون، فإن أي تخفيف في هذه الرسوم قد يؤدي إلى خفض أسعار الجهاز في السوق الأميركية مستقبلًا.
ويُذكر أن جهاز سويتش 2 يتمتع بتحسينات كبيرة، تشمل شاشة أكبر، أداء أسرع، ونظام GameChat2 الجديد الذي يتيح مكالمات صوتية ومرئية بين اللاعبين ومشاركة الشاشات أثناء اللعب.