آخر الأخبار

هل بوسكيتس أفضل لاعب ارتكاز في التاريخ؟

شارك





النجم الإسباني بوسكيتس

قبل ظهور سيرجيو بوسكيتس، كان لاعب الارتكاز يركز على الجوانب الدفاعية بشكل أكبر، مثل الضغط والتغطية والقيام بالتدخلات الدفاعية، قبل أن يغير النجم الإسباني مفهوم اللاعب رقم "6"، بالسيطرة على الكرة والمساهمة في بناء الهجمات، وهو ما جعله أحد أفضل اللاعبين في مركزه بالعالم بل ذهب البعض إلى اعتباره الأفضل في التاريخ.

كان بوسكيتس يستلم الكرة ويستدير كما لو كانت لديه عينان في مؤخرة رأسه، ويقول فيسنتي ديل بوسكي عن لاعبه السابق: إذا نظرت إلى اللعبة، فلن ترى بوسكيتس، إذا نظرت إلى بوسكيتس، سترى المباراة بأكملها.

وصف تصريح المدرب الإسباني الشهير بأنه أفضل تعريف للاعب خط الوسط الذي أعلن، يوم الجمعة، أنه سيعتزل كرة القدم عقب نهاية الموسم الحالي للدوري الأميركي.

تغير مفهوم لاعب الارتكاز في صيف 2008، بعدما تمت ترقية ابن مدينة باديا ديل فاليس إلى الفريق وهو في سن العشرين على يد بيب غوارديولا، وصل كلاهما إلى الفريق الأول من أجل تجديد الدماء بعد أن استنفد النادي الكاتالوني فترة تألق رونالدو وريكارد.

يقول رافا ماركيز، لاعب برشلونة السابق: عندما بدأ اللعب معنا، بدا وكأنه في الفريق منذ خمس سنوات، لقد تعلمت من بوسكيتس أكثر مما تعلم مني، إنه يسهل كل شيء، دون تعقيدات، ودائما ما يكون في المكان المناسب والوقت المناسب، يبدو بطيئا، لكن في الواقع إنه يتوقع ويقرأ اللعب، إنه لاعب لم يُقدّر ولن يكون هناك بوسكيتس آخر.

في 2008 صعد بوسكيتس إلى الفريق الأول لبرشلونة

لذلك، لا يمكن إنكار تأثير بوسكيتس في عالم كرة القدم وفي مركز الارتكاز، وهو ما جذب انتباه العديد من اللاعبين خاصة الذين لعبوا في نفس مركزه، إذ قال ديميتريو ألبرتيني، أسطورة ميلان: بالنسبة لي من دواعي سروري التحدث دائما عن بوسكيتس، لطالما كان هو المترونوم لبرشلونة، إنه يعرف كيف يجد أفضل طريقة حتى يتمكن بقية الفريق من الاستمتاع باللعب، بالنسبة لي هو اللاعب الأكثر عراقة في كرة القدم الحديثة.

كما أشاد بيب غوارديولا باللاعب الذي كان يرتدي رقم 5، وقال: إذا عدت إلى زمني كلاعب، أود أن أبدو مثل بوسكيتس، إنه أفضل لاعب خط وسط في العالم، من الناحية التكتيكية فهو الذي يوازننا أكثر، أحب تواضعه وصمته والهدوء الذي يحمله.

كما أظهر تشافي هيرنانديز إعجابه باللاعب الذي تشارك معه غرفة الملابس في برشلونة لسبعة مواسم قبل أن يدربه "لا جدال عليه، إنه أفضل لاعب خط وسط دفاعي في تاريخ كرة القدم".

تشافي: بوسكيتس أفضل لاعب خط وسط دفاعي في تاريخ كرة القدم

ووصف الدولي الإسباني السابق ماركوس سينا زميله بـ "المخادع"، واعتبره أحد أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، وزاد: كرة القدم تعتمد على الخداع، وبوسكيتس هو الأفضل في ذلك لأنه يعرف كيف يقرأ المباراة جيدا، عندما تتوقع منه أن يمرر، فإنه يراوغ، وعندما تتوقع تمريرة واضحة إلى الجناح، فإنه يتجه إلى الداخل، لم أرَ إلا قليلاً من اللاعبين يفعلون ذلك.

لعب كاسيميرو وبوسكيتس ضد بعضهما البعض العديد من المباريات

كما أجبرت الموهبة التي يتمتع بها بوسكيتس منافسه كاسيميرو، لاعب ارتكاز ريال مدريد السابق، على وصفه بأفضل لاعب ارتكاز في العالم "إذا اضطررت إلى اختيار الأفضل في مركزي، فسأختار بوسكيتس، لدي إعجاب كبير به، لأن جودته ممتازة".

وأثنى النجم الأرجنتيني خوان ريكلمي على لاعب إنتر ميامي الحالي، وأبان: لاعب الارتكاز الوحيد الذي رأيته وكأنه لاعب 10 هو بوسكيتس.

فيما اعترف ستيفن جيرارد، أسطورة ليفربول، بصعوبة اللعب أمام بوسكيتس "لقد لعبت ضده، في النهاية ما تفعله هو التوقف عن ضغطه لأنه مُحبط، لا يمكنك الاقتراب منه، لا يمكنك أخذ الكرة منه، لا يمكنك أن تكون قريبا منه، لا يمكنك القيام بذلك لمدة 90 دقيقة، إنه كابوس حقيقي".

شارك اللاعب المخضرم، 37 عاما، في 722 مباراة مع برشلونة بين عامي 2008 و2023، محققا 32 بطولة من ضمنها الدوري الإسباني 9 مرات، وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.

في مباراته قبل الأخيرة على ملعب "كامب نو"، استقبلته جماهير النادي الكاتالوني بتصفيق حار وهبوا جميعا لوداع القائد، كان القائد الصامت والكتوم للغاية، آخر لاعب من جيل برشلونة بقيادة غوارديولا.

اللحظة التي ودع فيها بوسكيتس جماهير برشلونة

"لابد أنها كانت من التصفيقات القليلة التي رأيتها لبوسكيتس، إنه أفضل لاعب وسط دفاعي رأيته في حياتي، استبدلته حتى تصفق له الجماهير"، وأقر تشافي أيضا أن رحيله من النادي الكاتالوني لا يعوض.

وعلى الصعيد الدولي، شارك بوسكيتس في 143 مباراة دولية، ولعب دورا محوريا في تتويج المنتخب الإسباني بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وكأس الأمم الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا.

فاز الإسباني بكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012

"لو كنت لاعبا الآن، لتمنيت أن أكون مثل بوسكيتس"، هذا ما قاله ديل بوسكي بعد خسارة إسبانيا المباراة الافتتاحية في كأس العالم 2010 أمام سويسرا، وذلك بعدما أثارت تلك الهزيمة موجة من الانتقادات صوب الشاب الملقب بـ "بوسكي"، إذ كان اللاعب الأقل شهرة في ذلك الفريق الذي فاز في النهاية بالمونديال.

وقد طغى وصول بوسكيتس على القوة الدافعة للمنتخب الإسباني، حتى أن لويس إنريكي استعان به للتواجد في نهائيات كأس العالم 2022 على الرغم من عدم مرور بوسكيتس بأفضل لحظاته، إلا أن المدرب أصر على دعمه وقارنه بنجم التنس رافا نادال "هدفي هو إقناع بوسكيتس بلعبه كأس عالم أخرى، هو مثل نادال، لا يوجد أي شك في أنه الأفضل في التاريخ، لا أرى أي شخص في العالم أفضل منه".

ويوم الجمعة، أعلن بوسكيتس أنه سيعلق حذائه بعد نهاية موسم الدوري الأميركي، وقال في مقطع فيديو نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي: سأعتزل وأنا سعيد جدا وفخورا وراض وقبل كل شيء ممتن.

ولم يرتدي بوسكيتس قميص آخرا بعد برشلونة إلا إنتر ميامي الذي انتقل إليه قبل عامين من أجل الانضمام إلى زميله السابق والأسطورة ليونيل ميسي.

انتقل بوسكيتس إلى إنتر ميامي للانضمام إلى ميسي

وحصل اللاعب الذي قال ذات يوم عن أدواره "إذا فقدت الكرة، فإنني أخلق مشكلة، أنا هنا لتقديم الحلول"، على وداع عاطفي من زملائه السابقين ونجوم كرة القدم بعدما أعلن عن قرار اعتزاله، ولفتت التقارير الكاتالونية إلى أنه يخطط للتوجه لمجال التدريب مع حلم العودة يوما ما إلى برشلونة في وقت ليس ببعيد.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل نتنياهو حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا