ابتكر علماء روس مركبا جديدا يتكون من خيوط أكسيد الألومنيوم فائقة الرقة لتصنيع الضمادات. وقد أكدت الاختبارات الحيوية عدم خطورته على خلايا النسيج الضام البشري.
وتشير مجلة Emergent Materials إلى أن الباحثين استخدموا تقنية الغزل الكهربائي، التي يُرش من خلالها محلول مكوّن من كحول البولي فينيل وأكسيد الألومنيوم بواسطة إبرة فائقة الدقة، ليجف في الهواء. ونتيجة لذلك، تترسّب النفثات على هيئة خيوط فائقة الرقة تتراكب على شكل طبقات، مكوّنة مادة مركبة. ويستطيع العلماء من خلال تعديل بنية وتركيب المادة النانوية، إكساب الألياف خصائص مضادة للبكتيريا، ومانعة للنزيف، ومساعدة على التئام الجروح.
ويقول محمد إبراهيم، الباحث في مختبر الجسيمات المتسارعة بالجامعة: "تمثّلت المهمة الأساسية في الحصول على أرق ألياف ممكنة، فكلما كان الخيط أرق، زادت المساحة السطحية الكلية للمادة، وهو أمر بالغ الأهمية للامتصاص، وإطلاق الدواء، والتفاعل مع الأنسجة. ويسمح النموذج المبتكر بالتنبؤ الدقيق بسُمك الألياف، وهو ما يُعد أمرًا بالغ الأهمية لإمكانية إعادة الإنتاج وتطوير التكنولوجيا مستقبلًا".
وبعد عدة محاولات، تمكن الباحثون من تصنيع ألياف يبلغ قطرها 178 نانومترا، أضافوا إليها جسيمات نانوية من أكسيد الألومنيوم، ما ساعدها على الحفاظ على بنيتها حتى بعد النقع.
ويقول الدكتور أليكسي ساليمون، رئيس قسم الكيمياء الفيزيائية بالجامعة: "يتميّز المركب الجديد بخصائص كان من الصعب سابقا دمجها في مادة واحدة، مثل مقاومة الماء، والتوافق الحيوي، والمساحة السطحية العالية، والثبات الميكانيكي. وباستخدام تركيبات مختلفة، يمكن إنتاج مادة متعددة الاستخدامات، ما يفتح الطريق لتصنيع جيل جديد من الضمادات الطبية، قادر على توصيل الأدوية، والتطهير، ووقف النزيف".
ويُشار إلى أن هذا المركب الجديد من ابتكار باحثين من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، ومعهد سكولتيخ، ومعهد الكيمياء الفيزيائية والكيمياء الكهربائية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ويُعد حلا مبتكرا في مجال تصنيع الضمادات الطبية.
المصدر: science.mail.ru