أطلقت مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع، صباح اليوم الأحد، ورشة تدريبية متخصصة بعنوان «التطوع المستدام.. رؤية سعودية» في مدينة الرياض، والتي تستمر حتى 30 ديسمبر الجاري، بمشاركة 40 مشاركًا من الجهات الحكومية والخاصة؛ وذلك ضمن جهودها الرامية إلى ترسيخ ثقافة التطوع المستدام وتعزيز منظومة العمل التطوعي المؤسسي في المملكة.
وفي افتتاح الورشة، أكد الدكتور محمد بن عثمان الحزيم، في كلمة ألقاها نيابةً عن مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، أن العمل التطوعي لم يعد نشاطًا فرديًا أو جهدًا عابرًا، بل أصبح منظومة تنموية متكاملة تتطلب حوكمة فاعلة وتخطيطًا استراتيجيًا يضمن استدامة الأثر وتعظيم نتائجه. وأشار إلى أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أولت القطاع غير الربحي والعمل التطوعي اهتمامًا كبيرًا، بوصفهما ركيزتين أساسيتين في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.
من جانبه، عبّر رئيس الاتحاد العربي للتطوع حسن محمد بو هزاع عن اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، مشيدًا بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في دعم وتعزيز القطاع غير الربحي على المستويين العربي والعالمي. وأشار إلى مذكرة التفاهم التي وُقعت بين الجانبين في مارس 2018، والتي شكّلت انطلاقة لمسيرة تعاون ناجحة أثمرت عن مبادرات نوعية تحولت إلى نموذج عربي وعالمي في مجال العمل التطوعي.
وكشف بو هزاع عن توجه الاتحاد العربي للتطوع لاعتماد لقب «عاصمة التطوع العربي المستدام» للدول العربية الأكثر تقدمًا وتأثيرًا في هذا المجال، معربًا عن تطلعه إلى أن تكون مدينة الرياض أول عاصمة عربية تُمنح هذا اللقب؛ تقديرًا لما تشهده من تطور لافت وجهود كبيرة في دعم العمل التطوعي. وفي ختام كلمته، ثمّن دعم مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، ممثلةً في أمينها العام الدكتور عيسى الأنصاري، ودورها المستمر في تعزيز ثقافة التطوع المستدام.
من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية الدكتور عيسى بن حسن الأنصاري أن تنظيم ورشة «التطوع المستدام.. رؤية سعودية» يعكس التزام المؤسسة بتطوير منظومة العمل التطوعي، والانتقال بها من المبادرات الفردية أو الموسمية إلى نماذج مؤسسية أكثر كفاءة واستدامة، تقوم على التخطيط الاستراتيجي وقياس الأثر وتعظيم مردوده المجتمعي. وأوضح أن المؤسسة تحرص من خلال هذه الورشة على ترسيخ مفهوم التطوع المستدام بوصفه مسارًا تنمويًا فاعلًا يسهم في دعم التنمية الوطنية ويعزز دور الإنسان شريكًا رئيسًا في صناعة الأثر.
وبيّن الدكتور الأنصاري أن الورشة تهدف إلى تمكين المشاركين من أدوات ومعارف عملية حديثة في إدارة العمل التطوعي، وتطوير البرامج والمبادرات بما يسهم في رفع كفاءتها وتحقيق أثر نوعي طويل الأمد، مشيرًا إلى تطلع المؤسسة لأن تسهم مخرجات الورشة في تقديم نماذج عملية قابلة للتطبيق وتوصيات نوعية تدعم تطوير السياسات والممارسات التطوعية، وتعزز حضور العمل التطوعي المؤسسي على المستويين المحلي والعربي. وأكد في ختام تصريحه أن الاستثمار في الإنسان وبناء قدراته التطوعية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.
المصدر:
سبق