آخر الأخبار

نمو بحجوزات الرحلات الداخلية %14

شارك
سجّل السفر الداخلي في المملكة قفزة لافتة بنهاية العام، مع ارتفاع حجوزات الرحلات 14 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في مؤشر يعكس التحول المتسارع في أنماط السياحة المحلية، وتنامي ثقة المواطنين والمقيمين في المنتج السياحي الوطني، مدعومًا باتساع خيارات الترفيه، وتنوع الفعاليات الموسمية، وتطور البنية التحتية لقطاعي الضيافة والنقل.

البيانات الحديثة تكشف أن الطلب على السفر الداخلي لم يعد مقصورًا على فترات الإجازات التقليدية، بل بات ممتدًا على مدى العام، مدفوعًا بإقبال لافت من العائلات والشباب على حد سواء، للاستفادة من الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية، خصوصًا خلال موسم الشتاء، الذي تحوّل إلى موسم سياحي بامتياز. مدن رئيسية، مثل الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة، أصبحت نقاط جذب متجددة، لا تعتمد فقط على موقعها الجغرافي، بل على ما تقدمه من تجارب متكاملة تجمع بين الترفيه، والتسوق، والفعاليات، والخدمات الفندقية المتنوعة .

تغير وجهات السفر


تُظهر بيانات منصة «ويجو» لحجوزات السفر أن خريطة الوجهات الداخلية الأكثر طلبًا شهدت تغيرات لافتة خلال الفترة الأخيرة، حيث برزت جدة والدمام بوصفهما من أكثر المدن نموًا في الحجوزات، إذ سجلت جدة ارتفاعًا بـ18.83 %، مدفوعة بمكانتها كواجهة سياحية بحرية، وما تحتضنه من فعاليات ومهرجانات، بالإضافة إلى تنوع خيارات الإقامة والمطاعم. أما الدمام، فقد حققت قفزة استثنائية بـ56.55 %، تعكس تنامي جاذبيتها كوجهة عائلية وترفيهية، خصوصًا مع توسع الأنشطة الخارجية والواجهات البحرية، وتحسن الربط مع بقية مدن المنطقة الشرقية.

وعلى الرغم من هذا النمو اللافت في بعض المدن، حافظت الرياض على موقعها كأكثر الوجهات المحلية طلبًا، مستندة إلى زخم الفعاليات والمواسم التي تستضيفها على مدى العام، من حفلات فنية ومعارض ومهرجانات رياضية وثقافية، جعلت العاصمة وجهة مفضلة لسكان المناطق الأخرى، ومركزًا للترفيه الحضري الحديث.

السياحة الدينية

في موازاة الوجهات الترفيهية، سجّلت مكة المكرمة حضورًا قويًا في حركة السفر الداخلي، مع ارتفاع الحجوزات المتجهة إليها 35.71 %، في دلالة واضحة على تزايد توجه المسافرين للجمع بين أداء العمرة والاستفادة من الفعاليات المقامة في المدن القريبة. هذا التداخل بين السياحة الدينية والترفيهية يعكس تحوّلًا نوعيًا في أنماط السفر، حيث لم تعد الرحلة مقصورة على غرض واحد، بل أصبحت تجربة متعددة الأبعاد، تجمع بين العبادة، والاستجمام، والتسوق، وزيارة الأهل والأصدقاء.

ويشير مختصون في قطاع السياحة إلى أن هذا النمط المزدوج من السفر يعزز متوسط مدة الإقامة، ويرفع الإنفاق السياحي، ويصب في مصلحة قطاعات متعددة، من النقل الجوي والبري إلى الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية. كما يسهم في توزيع الحركة السياحية على أكثر من مدينة بدل تركّزها في وجهة واحدة، وهو ما يدعم التنمية المتوازنة بين المناطق.

وينصح خبراء السفر المعتمرين، من المواطنين والمقيمين، بتنسيق مواعيد وصولهم عبر مطاري جدة أو المدينة المنورة، بما يتيح لهم لاحقًا الانتقال إلى مدن أخرى، مثل الرياض أو جدة أو الدمام، للاستفادة من الفعاليات الموسمية. هذا التخطيط الذكي للرحلة سيوفّر تجربة أكثر ثراءً، ويعكس وعيًا متزايدًا لدى المسافرين بأهمية تنظيم الوقت والتكلفة، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الرحلة.

الجوانب التنظيمية

من جانب آخر، سلط تقرير لمنصة «ويجو» الضوء على الجوانب التنظيمية المرتبطة بالسفر لأداء العمرة، ولا سيما ما يتعلق بالتأشيرة الإلكترونية، التي أصبحت أكثر سهولة ومرونة مقارنة بالسنوات الماضية. فالمواطنون السعوديون يحتاجون فقط إلى استخراج تصريح عبر منصة «نسك»، بينما يمكن للمقيمين أداء العمرة باستخدام إقامة سارية أو أي تأشيرة سعودية صالحة، إلى جانب تصريح «نسك». أما القادمون من خارج المملكة، فيتعين عليهم الحصول على تأشيرة مناسبة، سواء كانت تأشيرة عمرة أو سياحة أو زيارة أو عبور، مع الالتزام بالمتطلبات النظامية للجواز والحجوزات.

ويؤكد التقرير أهمية الاطلاع المسبق على مدة الإقامة، والأنشطة المسموح بها لكل تأشيرة، والاحتفاظ بنسخ رقمية وورقية من الوثائق، بالإضافة إلى تحميل التطبيقات الرسمية ذات الصلة، لضمان رحلة منظمة وسلسة. كما شدد على أن اختيار مكان الإقامة لم يعد قرارًا ثانويًا، بل عنصرًا أساسيًا في جودة التجربة، إذ ينبغي مراعاة القرب من الحرم في حال العمرة، وتوافر وسائل النقل، واحتياجات التنقل للأفراد والعائلات.

منصات الحجز الرقمية

في ظل هذا الزخم، أصبحت منصات الحجوزات الرقمية لاعبًا محوريًا في صناعة السفر الداخلي، إذ تتيح للمسافرين مقارنة الأسعار بشكل فوري، والاستفادة من خيارات التواريخ المرنة، وتنبيهات الأسعار، ما يساعد على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا من حيث التوقيت والتكلفة. كما أسهمت هذه المنصات في تعزيز الشفافية، ورفع مستوى المنافسة بين مقدمي الخدمات، بما يصب في مصلحة المستهلك النهائي.

ويبدو أن انتعاش السفر الداخلي في السعودية بنهاية العام لا يمثل ذروة مؤقتة، بل امتدادًا لمسار تصاعدي تدعمه الاستثمارات الضخمة في السياحة والترفيه، وتكامل السياسات الحكومية مع المبادرات الرقمية، وتغير سلوك المستهلك. فالسياحة الداخلية لم تعد خيارًا بديلًا عن السفر الخارجي، بل أصبحت تجربة قائمة بذاتها، تجمع بين المتعة والقيمة الاقتصادية، وتعيد رسم خريطة السفر داخل المملكة، مع توقعات بمواصلة هذا النمو خلال الفترات المقبلة.

انتعاش السفر الداخلي في السعودية بنهاية العام

نمو السفر الداخلي

• ارتفاع بـ14 % مقارنة بالعام 2024

• مكة المكرمة: ارتفاع الحجوزات 35 %

•الرياض: الوجهة الأولى بفعاليات ومهرجانات متنوعة

• جدة: نمو الحجوزات 18.8 %

• الدمام: قفزة لافتة بـ56.5 %

التأشيرة الإلكترونية للعمرة

• السعوديون: تصريح عبر «نسك»

• المقيمون: إقامة سارية أو تأشيرة صالحة + تصريح «نسك»

• القادمون من الخارج: تأشيرة «عمرة - سياحة - زيارة» عبر المنصات الرسمية

النتيجة

• السياحة الداخلية تزدهر

• العمرة تتحول إلى جزء من تجربة السفر والترفيه

الوطن المصدر: الوطن
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا