في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في قصة ملهمة تجسّد تلاقي الموهبة مع الإيمان والدعم الأسري، تبرز الشقيقتان مها ونهى محمد الشمري نموذجًا سعوديًا شابًا في الفن التشكيلي، استطاعتا تحويل الشغف الطفولي بالأشغال اليدوية والرسم إلى مسار احترافي، يواكب الحراك الثقافي والفني المتسارع الذي تشهده المملكة في ظل رؤية السعودية 2030.
توضح الفنانة التشكيلية مها الشمري أنها بدأت مسيرتها الفنية قبل التخصص الجامعي، ثم طوّرت أسلوبها بعد دراسة الفنون البصرية، لتتجه نحو الفن التجريدي بوصفه مساحة مفتوحة للتأويل وقراءة العمل من زوايا متعددة. وتشير إلى أن أعمالها مستوحاة من الطبيعة والعلوم، وتسعى من خلالها إلى خلق عالم بصري يعكس مشاعرها وأفكارها، مؤكدة أن التجريد لا يفرض تفسيرًا واحدًا، بل يمنح المتلقي حرية القراءة.
تحدثت مها عن تجاربها التي خرجت فيها عن الإطار التقليدي للوحة، باستخدام خامات مثل الفوم وكرات الفلين، وتحويل العمل إلى تجربة ثلاثية الأبعاد تعكس اختلاف نظرة الأفراد للمجتمع. وأكدت أن الضربة القوية بالفرشاة ترجمة مباشرة للمشاعر الداخلية، وأن الممارسة المستمرة تصقل المهارة وتجعل الإبداع أكثر سلاسة.
ترى مها أن المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول حقيقية للفنانين السعوديين، في ظل ما توفره رؤية 2030 من فرص ومساحات للعرض والدعم، مشيرة إلى مشاركتها في أسبوع مسك للفنون، الذي شكّل محطة انطلاق مهمة وفتح لها آفاقًا جديدة للتواصل مع جهات داعمة وعرض أعمالها في منصات رسمية.
من جانبها، أوضحت الفنانة نهى الشمري، خريجة تصاميم وفنون من جامعة الأميرة نورة، أنها بدأت رحلتها الفنية قبل الجامعة، ونجحت في تحويل الفن إلى عمل متفرغ عبر الرسم الحي في المؤتمرات والفعاليات. وكشفت عن إنجازها عددًا من الأعمال البارزة، من بينها بورتريهات لشخصيات وطنية، مؤكدة أن فن البورتريه يعتمد على المهارة والدقة أكثر من الفكرة، بعكس اللوحات المفاهيمية التي تتطلب وقتًا أطول للتحضير.
أكدت نهى أن دعم الوالدين كان العامل الأهم في استمرارها، مشيرة إلى أن الفن مسار غير تقليدي لا يعتمد على وظيفة ثابتة، بل على إيمان الفنان بنفسه واستمراره وقدرته على تسويق موهبته. وأضافت: «لولا دعم أسرتي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، وجودهم يمنحني الثقة والقوة».
واختتمت الشقيقتان حديثهما بالتأكيد على أن الإيمان بالذات هو البداية الحقيقية لأي نجاح، وأن الفنان حين يؤمن بموهبته يفرض نفسه على الآخرين. وأشارتا إلى أن الساحة الفنية السعودية اليوم أكثر انفتاحًا، وتمنح الفرص لكل من يتقن عمله ويسعى للاحتراف. فقصة مها ونهى الشمري ليست مجرد حكاية شقيقتين في الفن، بل شهادة حية على أن الدعم الأسري، حين يلتقي مع الموهبة، يجد في رؤية 2030 أرضًا خصبة لتحويل الأحلام إلى إنجازات وطنية.
يُذكر أن ملتقى Deve Go 2025 اختُتم أمس الثلاثاء في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار «انطلق نحو المستقبل»، بتنظيم من بنك التنمية الاجتماعية، وركّز على محاور المسؤولية الاجتماعية، والاستثمار الجريء، وإنترنت الأشياء، مؤكدًا مكانته منصة وطنية تجمع رواد الأعمال والخبراء وصنّاع القرار.
المصدر:
سبق